مستغانم تحتفل بمهرجانها الوطني للشعر الملحون

إبحار في "القول المنشود" وفي ملحمة مزغران

إبحار في "القول المنشود" وفي ملحمة مزغران
  • القراءات: 2410
 مريم - ن  مريم - ن
تستعد دار الثقافة "ولد عبد الرحمان كاكي" لاستقبال الطبعة الثانية للمهرجان الوطني للشعر الملحون  سيدي لخضر بن خلوف من 20 إلى غاية 26 أوت الجاري، بمشاركة العديد من الشعراء والمطربين القادمين من كل أرجاء الوطن. 
تنطلق الفعاليات بإلقاء بعض القصائد التي تدخل في إطار فقرة "الشاعر قال"، من قبل شعراء من مستغانم، منهم الشيخ عبد القادر بلماحي والشيخ خالد بوخاري وأحمد زغيش، إضافة إلى حضور الشيخ عدة غرواني من تيارت والمؤدي بودية عثمان من مستغانم، ناهيك عن القراءات الممتعة للشيخ الحاج أحمد بوزيان من تيارت وكذا عرض شريط وثائقي يسلط الضوء على الطبعة الأولى للمهرجان التي كانت ناجحة وحققت الإقبال.
تمتد الفعاليات إلى بعض بلديات مستغانم، منها سيدي لخضر، البلدية التي يوجد بها ضريح سيدي لخضر بن خلوف وسيدي علي ومزغران وعين تادلس.
يتضمن برنامج التظاهرة في اليوم الموالي، تقديم قصائد في الشعر الملحون وأغاني في الطابع البدوي من قبل شعراء ومطربين من مختلف مناطق الوطن، سيحضرها الجمهور المتعطش لمثل هذه التظاهرات الأصيلة. ومن بين ما سيقدم؛ قراءات شعرية للشيخين شهلال ياسين والحاج ناصر حجاج، إضافة إلى برمجة الشعر المؤدى غناء من خلال قعدة ينشطها بلحسن معمر ومصطفى بوخروبة وعبد القادر براكني والشيخ الحاج نور الدين بن عطية من مستغانم وحضور خاص لمطرب الشعبي ناصر مقداد من العاصمة، إضافة إلى عرض فيلم وثائقي بعنوان "الشعر الملحون في حركة".
تتواصل فعاليات المهرجان بمشاركة شعراء الملحون، منهم الشيخ بشير تهامي والشيخ حاج باجنين والشيخ كمال عزيز من العاصمة والشيخ بن صابر بن خروبة والشيخ عبد القادر بن جلول من مستغانم ونور الدين ولد موسى من غليزان والشيخ منيز عبد الرشيد من المسيلة.
تحضر المشاركة النسوية كل من بديدة مختارية ووحيدة طيب بن مهال.
وتمت بالمناسبة أيضا برمجة قعدات للغناء الملحون البدوي والملحون الشعبي والملحون الوهراني يومي 23 و24 أوت، ويشارك في هذا الموعد الشيخ عبد الله ولد العيد من مستغانم والشيخ ولد الهواري من عين الدفلى والشيخ عبد القادر عربي وبارودي بن خدة من وهران.
إلى جانب الشعراء والمؤدين للملحون، ستتكفل بعض الجمعيات بتنشيط سهرات في إطار المهرجان، منها جمعية "وشاح الأندلس" التي يشرف عليها عبد القادر بن جلول وكذا جمعية "ابن باجة" من مستغانم، التي يشرف عليها فيصل بن كريزي، أما بالنسبة للمؤدين فسيحضر بوزيد الحاج من وهران وعبد القادر الخالدي من مستغانم ومريم بن علال من تلمسان.
للإشارة، فقد سطر المنظمون فضاءات عديدة لفعاليات المهرجان ومنها الساحات العمومية، حيث ستشهد ساحة سيدي لخضر حضور عدة شيوخ، على غرار الشيخ يحيى محمد رضا من تيارت وعلي بوحلال من الدويرة وعبد الرزاق غنيف من العاصمة وبلمكي عبد القادر وفنيني سبع محمد من سيدي علي ومجموعة العيساوية من مستغانم ومساليتي عبد الرحمن من سيدي لخضر وعبد القادر شاعو من العاصمة وأسماء أخرى كثيرة لها حضورها في مجال الشعر والأداء الغنائي.
تشهد الطبعة الثانية من المهرجان تنظيم العديد من المحاضرات، منها محاضرة عن "الأمانة" للباحث حاج بوفرمة، وهو من أحفاد سيدي لخضر بن خلوف ومحاضرة عن "مؤامرة يهود خيبرحسب لخضر بن خلوف" من تقديم الأستاذ أحمد أمين أمين دلاي، وهو مؤلف وباحث في معهد البحث في الأنثروبولوجيا بوهران ومحاضرة عن "الإسهام السوفي في شعر الملحون" من تقديم الإمام الشيخ الحبيب بن يعقوب، و"الشعر الملحون: البدايات" من تقديم خالد شهلال ياسين شاعر وباحث في الأدب الشعبي.
أما في باب العروض الوثائقية، فقد برمجت عدة أفلام، منها "الشيخ سيدي لخضر بن خلوف" و"الشيخ عبد القادر بن طوبجي "و"الأداء الغنائي الوهراني" و"ملحمة سيدي لخضر بن خلوف"و"مسار معمر الشاذلي".
سيبرمج في ليلة الاختتام تكريم للشيخ علي بن كولة، يتضمن أيضا عرضا لفيلم وثائقي خصص لحياة الشاعر وإسهاماته الشعرية، إضافة إلى لقاءات شعرية من نصوصه، وكذا وصلات موسيقية تقترحها المجموعة الدينية لجمعية العلاوية وصابرينة بوجلة وأمين الحوقي والشيخ الكبير المستغانمي معزوز بوعجاج.
للتذكير، ستكون هذه التظاهرة مناسبة لإحياء الذكرى الـ 456 لمعركة مزغران التي خاضها سكان المنطقة (مجاهر) ضد الأسبان وخلدها سيدي لخضر بن خلوف في قصيدة "قصة مزغران معلومة". 
محافظ المهرجان هو الأستاذ عبد القادر بن دعماش الذي أشار على موقعه الإلكتروني إلى الأهمية التي يتبوأها الشعر الملحون في المغرب العربي،  مشيرا إلى أنه عرف تطورا مع بداية القرن السابع عشرالميلادي وتفرع إلى  الحوزي والمغربي بتلمسان والعروبي بالجزائر العاصمة ومستغانم والبليدة ومهجوز بقسنطينة والبدوي بالجنوب والأرياف.
سيدي لخضر الذي يحمل المهرجان اسمه، شاعر عاش بمنطقة الظهرة، حيث أصبح مشهورا بفضل مدحه للنبي صلى الله عليه وسلم، مما أكسبه لقب "مداح الرسول" ووصفه لمعركة مزغران الملحمية التي وقعت يوم 26 أوت 1558 ضد الأسبان.
محافظة المهرجان نظمت أمس الأحد ندوة بدار الثقافة "ولد عبد الرحمان كاكي" بمستغانم خاصة بالمهرجان.