أسابيع على موعد العودة إلى المدارس

استعداد ملحوظ لموسم تأمين المستلزمات الدراسية

استعداد ملحوظ لموسم تأمين المستلزمات الدراسية
  • القراءات: 1369
 استطلاع: حنان. س استطلاع: حنان. س
على الرغم من بقاء أكثر من 3 أسابيع على موعد العودة إلى المدارس، إلا أن الكثير من الأولياء بدأوا في شراء المستلزمات الدراسية لأبنائهم، خاصة تلاميذ الطور الابتدائي، هربا من الغلاء المرتقب في أسعار الأدوات المدرسية، إلى جانب تفادي الازدحام الذي تشهده جميع القرطاسيات عشية الدخول المدرسي، حسبما تحدثوا به إلى "المساء" في جولتها الاستطلاعية بقلب العاصمة مؤخرا..
بدأ العد التنازلي للعام الدراسي الجديد.. وبدأت معه الاستعدادات لموسم تأمين المستلزمات الدراسية المنتظر أن تصل إلى ذروتها بداية سبتمبر المقبل، ورغم أن العديد من الأسر ما تزال تستمتع بأيام الاستجمام في موسم العطل الجاري، إلا أن عددا آخر وجه اهتمامه هذه الأيام نحو وجهة أخرى، هي القرطاسيات والمحلات المتخصصة في بيع مستلزمات الطلاب من أدوات دراسية ومكتبية وحقائب. وهم بمبادرتهم هذه يحاولون تأمين كافة المتطلبات المدرسية بعيدا عن ضغط الأيام الأخيرة للدراسة، خشية الوقوع في مصيدة جشع التجار الذين يغتنمون هذه الأيام بالذات لرفع الأسعار، هذا ما كشفته لنا مواطنة التقيناها بقرطاسية بشارع بن مهيدي رفقة ابنها المتمدرس في الرابعة ابتدائي، كانت بصدد شراء مستلزمات الطفل المدرسية، وأكدت أن أفضل طريقة للهروب من الغلاء وتوفير أكبر قدر ممكن من المال، هو الذهاب إلى القرطاسية قبل العودة الرسمية للمدارس بفترة طويلة. فيما قالت ربة أسرة أخرى كانت هي الأخرى رفقة ابنتها المتمدرسة في الطور المتوسط؛ إن اقتناء المستلزمات المدرسية خلال هذه الفترة يجنبها ضغط الأيام الأخيرة والزحام الكبير الذي تعرفه جميع القرطاسيات والمكتبيات دون استثناء، وتقول ناصحة ربات الأسر بالعمل وفق رؤيتها في التوفيق في مصاريف الأسرة من خلال التخفيف من حدة مصاريف العودة إلى المدرسة، بالاستعداد لها قبل موعدها بكثير.
ورصدت ”المساء” مظاهر بدء الاستعداد للعام الدراسي الجديد في العاصمة، سواء في بعض القرطاسيات والمكتبات أو حتى الأسواق الشعبية التي تبقى وجهة أولى لعدد معتبر من العائلات. ورغم أن استطلاع «المساء» كان بحر الأسبوع، إلا أنها لمست توافدا ملحوظا في كثير من المكتبات والأسواق حرصا على اقتناء المستلزمات المدرسية والحقائب وحتى المآزر قبل موسم الذروة.
القرطاسيات تستعد لموسم الجني
وعلى غرار ما يحدث كل عام مع اقتراب العودة إلى المدارس، فقد بدأت حرب باردة مبكرا بين المكتبات والقرطاسيات والتجار الموسميين، إلا أن كل جهة تحاول ضمن المنطقة التي تنشط بها، الحفاظ على زبائنها التقليديين واكتساب زبائن جدد من خلال عروض التخفيضات والهدايا على البضائع التي تعرضها، كما تحاول هذه القرطاسية أو تلك المكتبة عرض أحدث ما يتوافر في الأسواق من أدوات مدرسية حديثة تتناسب مع احتياجات التلاميذ خلال العام الدراسي الجديد، مع الأخذ في الاعتبار أن المنافسة تتزايد باستمرار بين المكتبات والقرطاسيات، خاصة أن الأسواق تشهد كل عام منتجات جديدة تحاول إرضاء جميع الأذواق والاحتياجات. هذه بالتحديد السياسة التي انتهجتها القرطاسية المعروفة ”تكنوستاشيونري” بشارع العربي بن مهيدي، حيث أكد السيد إبراهيم حفار مسؤول البيع الداخلي بالقرطاسية لـ”المساء”، أنه يتم تسطير سياسة جديدة مع كل عودة رسمية للمدارس تعتمد أساسا على عروض ترويجية وتخفيضات تم تحديد نسبتها خلال الأيام الجارية بـ8 %، مع احتمال أن تنخفض بداية سبتمبر إلى 5 %. وأكد المتحدث أن الاستعداد لاستقبال الموسم الدراسي الجديد 2014-2015 بدأ مطلع شهر أوت الجاري، من خلال توفير كميات كبيرة من المستلزمات ومنتوجات جديدة تدخل السوق لأول مرة وتحوز القرطاسية حصريا توفيرها محليا، ومن ذلك تشكيلة واسعة من أقلام التلوين المخصصة لجميع الأطوار والمدروسة بعناية كبيرة، إضافة إلى حقائب ظهر لشخصيات الكرتون المعروفة ‘فتيات القوة’ و’ادفنتور’، وكذا أدوات مدرسية مختلفة مخصصة للتلاميذ العسر (أي الذين يكتبون باليد اليسرى).. ومستلزمات أخرى يقول المتحدث بأنها مطابقة للمعايير الدولية مما ساعد في كسب زبائن أوفياء يثقون في جودة المنتوجات، بالتالي معرفتهم المسبقة بشراء منتوج واحد يغنيهم عن عناء الشراء المتكرر لبعض الأدوات خلال العام الدراسي.
ولعل الأسعار التي تعرض بها المستلزمات الدراسية محل معاينة ”المساء” جعلتها تستفسر عن سر الغلاء، فمثلا حقيبة ظهر مخصصة للسنتين الثانية والثالثة من الطور الابتدائي تتراوح بين 1600 و2200 دج وتلك الموجهة للسنتين الرابعة والخامسة من نفس الطور يصل سعرها إلى 2550 دج، إلا أن محدثنا يعلق بقوله؛ ”بالنظر إلى نوعية وجودة المنتوج فإن السعر هايل” ويبرر قوله بتعليقات الزبائن ممن يؤكدون بشأن حقائب ظهر اشتروها بنفس القرطاسية في موسم دراسي سابق، أنها ما تزال على حالها.
كما أن أسعار باقي المستلزمات من مقلمات وغيرها تتراوح بين 250 إلى 850 دج، إلا أن صاحب القرطاسية يتحدث عن جودة المنتوج المحلي الذي أضحى ينافس المستورد، خاصة في جودة الكراريس والسجلات والأغلفة وأوراق الرسم وغيرها: «نحن نعرض مستلزمات مستوردة بنسبة تصل إلى 75 % ولدينا حوالي 200 مرجع محلي لمختلف المستلزمات، وهي تضاهي المستورد وعلى الزبائن الاختيار»، يقول إبراهيم الذي يقر بأن عددا معتبرا من الزبائن يتردد على القرطاسية خلال أوت الجاري، إلا أنه يتوقع ضغطا كبيرا في بداية شهر سبتمبر وعشية العودة الرسمية إلى المدارس.
سوق المآزر في الموعد أيضا
وغير بعيد عن مستلزمات المدرسة واستعداد القرطاسيات لنفض الغبار عن الرفوف وجني المحصول، بعد ركود طيلة الموسم الصيفي، فإن سوق المآزر بدأ هو الأخر استعداده.. فعلى طول سوق أحمد بوزرينة بالعاصمة عاينت ”المساء” العشرات من طاولات الباعة الموسميين ممن اتخذوا من بيع المآزر، خاصة للطور الابتدائي الذي يضم لوحده أكثر من 8 ملايين تلميذ، مصدر رزق هذه الأيام، في انتظار فتح أبواب الأقسام للتوجه نحو بيع الكراريس والأقلام والألوان ونحوها، يقول شاب بائع موسمي تحدث إلينا، مشيرا إلى أنه بدأ بعرض المآزر الوردية والزرقاء منذ حوالي 10 أيام، موضحا أن الإقبال لا بأس به إلى حد اليوم، في انتظار آخر أسبوع من أوت ليزداد الطلب أكثر. وتعرض مآزر البنات بين 600 دج إلى 950 دج ومآزر الذكور من 400 دج إلى 900 دج، حسب النوعية والجودة.. ولكل حرية الاختيار والاقتناء، وبهذا فقد تحولت الأسواق الشعبية هذه الأيام إلى لونين اثنين، وردي وأزرق للتأكيد مرة أخرى على أن حدثا مُنتظر على الأبواب..
وتحدثت مواطنة تقول بأنها ارتادت سوق «الرودشار» بساحة الشهداء لشراء مآزر المدرسة لبناتها الثلاث المتمدرسات في الابتدائي، ورغم الزحام الكبير في هذه السوق في هذا الوقت من الإجازة الصيفية التي تكثر فيها المناسبات العائلية، إلا أنها استطاعت شراءها بسعر وصفته بالمعقول (600 دج) كاشفة عن أن السوق تعرض أنواعا كثيرة وبأسعار تخدم جميع المداخيل.