افتتاح شهر التراث تحت شعار «التراث الثقافي دافع لتنمية الإقليم»

الحفريات الوقائية شراكة مع المشاريع الاقتصادية الكبرى

الحفريات الوقائية شراكة مع المشاريع الاقتصادية الكبرى
  • القراءات: 2311
مريم. ن مريم. ن

افتتح وزير الثقافة السيد عز الدين ميهوبي أمس بقصر الثقافة مفدي زكريا، فعاليات شهر التراث تحت شعار «التراث الثقافي دافع لتنمية الإقليم»، حضره خبراء أثريون وبعض مديري المتاحف وممثلو قطاعات أخرى. وقد تم بالمناسبة استعراض الأشغال للحفريات الوقائية ببعض المواقع الأثرية، منها موقع ساحة الشهداء الذي سيكتشفه الجمهور بعد تسليم خط الميترو في نوفمبر 2017، علما أنه تم اتخاذ خطوات هامة للتنسيق بين عمليات البحث الوقائية (القبلية) والمشاريع الاقتصادية الكبرى.

في كلمته الافتتاحية ركز وزير الثقافة على البعد الاقتصادي للمعالم الأثرية؛ من خلال تثمين كنوزها واستغلال المتاحف وتفعيلها ليس ثقافيا فقط، بل كذلك لتكون وجهات سياحية ذات مردود يساهم في حركة التنمية الوطنية؛ من خلال تسييرها الاقتصادي، معلنا أن الوزارة ستمنح رخص استغلال للخواص لتسيير هذه المؤسسات. ويتم تلقي الطلبات وفق دفتر شروط ومهام واضحة تخضع للمعايير والمتابعة الدائمة.

وفيما يتعلق بحماية الآثار أشار الوزير إلى جهود الجهات الأمنية، التي تسهر على إحباط عمليات النهب والتهريب وهي تقدم حصيلتها وتقاريرها للوزارة أسبوعيا.

دعا الوزير بالمناسبة إلى ضرورة مراجعة قانون الآثار لربطه بالتحولات الجارية، ولخلق علاقة بين التراث والتنمية، والمضي في التنسيق بين مختلف القطاعات؛ بحيث تجري الأشغال الكبرى والمشاريع بدون المساس بالتراث والآثار، ليمثل بالتنسيق بين مناجم الفوسفات بتبسة ووزارة الثقافة لحماية الآثار في باطن الأرض ونقلها إلى أماكن أخرى بدون أن تتوقف المشاريع أو برامج التنمية المحلية أو الوطنية؛ إذ دائما توجد الحلول التوافقية. فيما يتعلق بحماية التراث غير المادي أكد المتحدث أن الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة متكفل بذلك، علما أن عملية تسجيل التراث متواصلة باليونسكو. أما بالنسبة للتعاون فأعلن أن هناك تعاونا مع الخبراء الألمان بمتحف شرشال ومع بولونيا في بعض المواقع الأثرية ومع تركيا، المساهمين في الترميم بجامع كتشاوة وبمعالم أخرى بوهران.بالنسبة للموقع الأثري بساحة الشهداء، أكد الوزير أن الجزائر لاتزال تخفي أسرارها تحت الأرض.

وعُرض بعدها فيلم وثائقي من إنتاج التلفزيون الجزائري خاص بمشروع حفرية ساحة الشهداء، وهو عبارة عن متابعة لأشغال التنقيب والبحث منذ 2014. وقد تم تصوير 15 ساعة إلى حد الآن، وسيُعرض كاملا في نوفمبر القادم، ثم يتم وضعه في المتحف.

ألقى البروفيسور توفيق حموم مدير المركز الوطني للبحث في علم الآثار، محاضرة بعنوان «علم الآثار الوثائقي في خدمة التمية، نموذج حفرية ساحة الشهداء»، أشار فيها إلى أن هذا المشروع بمثابة نموذج حي يُستغل في التنمية ولا يعرقلها أي أنه لم يعق مشروع محطة الميترو بقدر ما أعطاها بعدا ثقافيا واقتصاديا مهمّا.

أكد المتدخل على التوافق والتناسق في عمليات الإنجاز التي تحترم المواقع الأثرية، تماما كما كان مع عمليات حفر الميترو حين اكتُشفت طبقات من الأرض تخبئ آلاف السنين من التاريخ. واستحضر المتحدث مشروع الطريق السيار، الذي حُوّل في بعض مساره بين بجاية وآقبو حين اكتُشفت منطقة أثرية بها.

للإشارة، فقد أشرف الوزير على هامش الفعالية، على افتتاح معرض للصور وللقطع الأثرية (أوان فخارية، قطع من الجدران، تحف وغيرها) والتي وُجدت بموقع ساحة الشهداء، وتضمن عدة شروحات، منها تحول مشروع المترو إلى حفرية أثرية، والشراكة بين المعماريين والأثريين إضافة إلى استعراض مختلف الحقب التاريخية من الرومانية والبيزنطية والإسلامية والعثمانية والاستعمارية.