لتطوير زراعة المنتوجات التحويلية

الصناعيون يطالبون بأوعية فلاحية

الصناعيون يطالبون بأوعية فلاحية
  • القراءات: 1379
نوال.ح نوال.ح

وجه عدد من الصناعيين دعوة لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري لتخصيص أوعية فلاحية لتطوير زراعة المنتجات الفلاحية  تماشيا وطلبات التصنيع، مع تطوير مزارع الأشجار المثمرة لدعم طلبات مصانع المشروبات والعصائر، وهو المطلب الذي أخذه وزير القطاع السيد عبد السلام شلغوم محمل الجد، مؤكدا لـ»المساء» أن عملية توزيع الأراضي الفلاحية مستقبلا ستكون لمن يخدمها، معربا عن ارتياحه لقرار المستوردين بالتحول إلى الإنتاج والتصدير، متعهدا بمرافقتهم من خلال عرض تسهيلات سواء فيما يخص العقار أو الدعم المالي.

استغل المشاركون في الطبعة الـ 15 للصالون المهني للفلاحة «جزاقرو» فرصة حضور كل من وزيري الفلاحة والصناعة والمناجم لعرض جملة من الانشغالات المتعلقة بالعراقيل الإدارية والبنكية والجمارك لتطوير نشاط التصدير، مع اقترح تقريب المصنعين من المزارع الفلاحية لتخفيض تكاليف النقل واللوجستيك وتحسين نوعية المنتجات الزراعية تماشيا وطلبات التحويل الصناعي.

حليب البقر الطازج لا يتماشى وطلبات مصنعي الأجبان 

وحسب تصريح صاحب ملبنة «كالسيلي» بولاية البليدة، السيد منير عماري، فإن نوعية حليب البقر الطازج لا يتماش وتقنيات صناعة مختلف أنواع الأجبان، مشيرا إلى أن المربين لا يتحكمون في مسار إنتاج الحليب، خاصة ما تعلق بنوعية الغذاء ونوعية الفيتامينات وكميات المياه المخصصة للأبقار الحلوب، ناهيك عن مكان تجميع الحليب وطريقة نقله للملابن ومصانع الأجبان، وهو النقص الذي جعل المصنعين يتحولون إلى استغلال مسحوق الحليب عوض الحليب الطازج، داعيا مصالح وزارة الفلاحة إلى تقريب أصحاب الملابن من المربين لتحديد نوعية الطلبات، في حين على وزارة الصناعة مرافقتنا لتطوير إنتاج مسحوق الحليب الذي يتطلب استثمارات ضخمة ومرافقة من طرف المؤسسات المصرفية.

من جهة أخرى، تطرق السيد عماري إلى وضعية العديد من الملابن الخاصة التي جمّدت نشاطاتها منذ عدة سنوات بسبب ارتفاع أسعار مسحوق الحليب في الأسواق الدولية، وعزوف المواطنين بالولايات الشمالية عن اقتناء الحليب الطازج، مشيرا إلى أن الديوان الوطني للحليب قلّص من نسبة مسحوق الحليب المدعم المقترح للملابن الخاصة،  ما خلف ندرة في إنتاج أكياس الحليب عبر عدة ولايات، داعيا وزارة الفلاحة إلى إعادة النظر في العقود المبرمة بين الخواص والديوان.

مستوردو مركزات الفواكه يبحثون عن مزارع للأشجار المثمرة   

  من جهته، أكد مسير شركة «براليم» المتخصصة في مركزات الفواكه والفواكه المطحونة السيد غزالي محمد لـ»المساء» أن ممونه باليونان أبدى رغبته في توسيع نشاطه المتخصص في إنتاج عصير مركز الفواكه وطحنها بالجزائر، وذلك من خلال توفير شتلات الأشجار وفتح وحدات للتحويل وسط كل مستثمرة زراعية متخصصة في إنتاج كل أنواع الفواكه، غير أن العقبات الإدارية والمعاملات الجمركية عرقلت المشروع، ناهيك عن نوعية الفواكه التي لا تتماشى وطلبات المحولين.

واقترح المتحدث فتح مجال الاستثمار في زراعة الأشجار المثمرة للصناعيين الذين يتعاملون مع منتجي العصائر والمشروبات، وذلك لضمان توفير النوعية المطلوبة، مشيرا على سبيل المثال إلى الصعوبات التي عرقلت عملية شراء منتوج الليمون لصالح ممونه في اليونان، مؤكدا أن نوعية المنتوج المحلي لم يلق رضا الشاري بالنظر إلى عزوف الفلاحين عن علاج أشجار الليمون ما جعلها تفقد لونها الأصفر وتكثر به النقاط السوداء، وهو ما لا يتماشي والمقاييس المضبوطة لصناعة المركز وطحين الليمون، بالإضافة إلى ثقافة الفلاح الذي يفضل توجيه منتوجه لسوق بيع الفواكه عوض التعامل مع الصناعيين. 

وتعهد غزالي بتحويل نشاطه من الاستيراد إلى الإنتاج والتصدير، بشرط أن تسطر وزارة الفلاحة استراتيجية وطنية لضمان توفير كل أنواع الفواكه مع تخصيص أوعية عقارية صناعية بالقرب من المستثمرات، وهو ما يسمح باستغلال المنتوج الطازج بطريقة سهلة وسريعة وضمان عدم تلف العديد من الفواكه على غرار الفراولة والعنب.  

المصبرات والمخللات تنتظر تطوير صناعة التعليب وتوظيب

على عكس أصحاب الملابن ومصنعي مركزات الفواكه، أكدت ممثلة شركة «راش فود» المتخصصة في مصبرات الفواكه والخضر السيدة نسيمة راشق لـ»المساء» أن المنتوج المحلي في مجال الزيتون والبازلاء والحمص يتماشى وطلبات الشركة، مشيرة إلى أن عملية التصبير أو إنتاج المخلالات لا تتطلب استثمارات ضخمة من طرف الفلاح، من منطلق أن المؤسسة تصنع منتجاتها تماشيا ونوعية المزروعات المقترحة من طرف الفلاح، وهو ما يسمح بتسويق المنتج بأسعار مختلفة تماشيا ونوعية المنتوج الفلاحي.

بالمقابل، أكدت المتحدثة أن الشركة شجعت مصنعي القارورات الزجاجية على عصرنة وتطوير إنتاجها تماشيا وطلباتها، وهو ما سمح بتقليص فاتورة استيراد هذه القارورات من الخارج وتقليص سعر المنتوج المسوق عبر المساحات التجارية الكبرى.  

وعلى هامش حفل تدشين الصالون، أكد وزير الفلاحة أن الحكومة تسهر لخلق تكامل ما بين القطاع الفلاحي والصناعي لربح معركة ضمان الأمن الغذائي وتقليص فاتورة الاستيراد، وهو المسعى الذي تسهر وزارة الفلاحة على تحقيقه من خلال تقريب الفلاحين من الصناعيين عبر هذه التظاهرة المهنية، مشيرا إلى أن زائر «جزاقرو» سيجد العديد من  الفرص لإنشاء شركات مختلطة في تخصصات الصناعات الغذائية، مع تقريب المنتجين الفلاحين من المتخصصين في مجال التبريد والتخزين لاستدراك العجز المسجل في هذا المجال وضمان تموين السوق بمختلف المزروعات طوال السنة.

من جهته، أشار وزير الصناعة والمناجم السيد عبد السلام بوشوارب إلى أن الحكومة تسعى إلى بلوغ نسبة نمو تصل إلى 7 % سنة 2019، وهو ما لا يمكن تحقيقه إلا من خلال تنسيق الجهود ما بين الصناعة والفلاحية واستغلال كل التحفيزات المقترحة من طرف وزارة الصناعة للنهوض بالصناعات التحويلية الغذائية.