لجنة السياحة تزور شواطئ العاصمة وتكشف المستور

نقص المرافق، سوء التسيير وتجاوزات أفسدت راحة المصطافين

نقص المرافق، سوء التسيير وتجاوزات أفسدت راحة المصطافين
  • القراءات: 1737
 روبورتاج / نسيمة زيداني روبورتاج / نسيمة زيداني
تشهد شواطئ العاصمة على طول شريطها الساحلي وضعية تسيير سيئة، مع غياب التنظيم، لاسيما في ظل استغلالها من طرف الطفيليين، حيث سجلت لجنة الفلاحة والري والغابات والصيد البحري والسياحة بالمجلس الشعبي لولاية الجزائر نقصا كبيرا في المرافق القاعدية وغيابا تاما للرقابة، مما يستدعي تدخل الجهات الوصية من أجل إيجاد حل فوري لبعض الشواطئ، خاصة تلك التي طالتها أشغال التهيئة، حيث تم السماح باستغلال أجزاء منها ومنع أخرى بسبب الأشغال الجارية بها، وفي هذا الصدد، دعا رئيس اللجنة المذكورة، السيد عبد المجيد لمداني، إلى غلقها فورا نظرا للخطر الذي يحدق بالمصطافين الذين يتوافدون عليها.
نظمت لجنة الفلاحة والري والغابات والصيد البحري والسياحة جولات ميدانية خلال الأسبوع الماضي إلى شواطئ وسط، غرب وشرق العاصمة ورافقت "المساء" اللجنة في جولتها التي كشفت المستور بشواطئ العاصمة التي تعيش فوضى في التسيير بعد استحواذ طفيليين على كل شبر من شواطئ بلديات زرالدة، اسطاوالي، عين البنيان، الحمامات، الرايس حميدو، باب الوادي، بولوغين، حسين داي، برج الكيفان، برج البحري، المرسى، عين طاية، هراوة والرغاية.
فوضى بشواطئ زرالدة، اسطاوالي وعين البنيان
بداية الجولة كانت من شواطىء غرب العاصمة، وبالتحديد تلك التابعة للمقاطعتين الإداريتين؛ زرالدة والشراقة، والأمر الملفت للانتباه هو استحواذ بعض الشباب للشواطئ، حيث يعملون خارج الإطار القانوني، ولوحظ أنهم ينصبون آلاف المظلات والطاولات على طول الشاطئ العائلي بزرالدة، وشاطئي الأزرق والنخيل باسطاوالي، ملزمين بذلك المصطافين على استئجارها بسعر يتراوح بين 800 و1500 دج، حسب المكان، وبخصوص المراحيض العمومية والمرشات المجانية فإنها متوفرة بأسعار مختلفة من 30 دج للفرد بالشاطئ العائلي بزرالدة إلى 300 دج بشاطئ خلوفي 2 بنفس البلدية، كما أن غياب المرافق، على غرار المطاعم والمحلات والأكشاك مشكل آخر لمسناه في زيارتنا لغرب العاصمة، نفس الصورة لاحظناها بشواطيء بلديتي الحمامات وعين البنيان فيما يخص ظاهرة استغلال الطفليين للشواطيء في غياب الرقابة، كما أن غياب النظافة واختلاط مياه البحر بمياه الصرف الصحي مشكل طال شاطئي الصخرة الكبيرة والبهجة، مما يستدعي تدخل السلطات المعنية في أقرب وقت.
الولاية تحمل البلديات المسؤولية و35 مليار دينار في مهب الريح
حمل رئيس لجنة الفلاحة والري والغابات والصيد البحري والسياحة، السيد عبد المجيد لمداني مسؤولية الفوضى الحاصلة بشواطىء العاصمة للبلديات التي استفادت من دعم مالي يقدر بـ 35 مليار دينار لتوفير وسائل الراحة للمصطافين، لكن الواقع يثبت عكس التعليمات المقدمة من طرف المجلس الشعبي الولائي ومن المفروض أن تكون الشواطئ مجانية بدل استغلالها من الطفيليين بأثمان لا تصدق، ودعا رئيس اللّجنة في تصريحه لـ "المساء"، إلى ضرورة اتخاذ قرارات استعجالية من أجل تغيير حالة الشواطئ التي تعرف فوضى عارمة، خاصة أن الدولة خصصت إمكانيات جديدة لإنجاح موسم الاصطياف لـ 2014، مضيفا أن هناك سياسة واضحة في تسيير الشواطئ ويجب اتخاذ جميع التدابير من طرف المسؤولين، واتخاذ قرارات في تسيّير الشواطئ من طرف أشخاص ذوي خبرة، وشدد السيد لمداني على ضرورة تدخل القوات العمومية للقضاء على ظاهرة استغلال الشباب لشواطىء العاصمة بالقوة، خصوصا بغرب العاصمة، حيث لم تتمكن السلطات المحلية من السيطرة على الوضع - حسبما أكده نائب رئيس المجلس الشعبي لزرالدة والمكلف بالسياحة، السيد بلقاسم فرجي لـ”المساء".
نقائص عديدة بشواطىء مقاطعتي باب الوادي وحسين داي
الزيارة الثانية قادتنا إلى الشواطئ التابعة لمقاطعتي باب الوادي وحسين داي، حيث اكتشفت لجنة السياحة التابعة للمجلس الشعبي الولائي أن أغلبية الشواطئ تفتقر للوسائل الضرورية التي يحتاجها المصطاف، على غرار شاطئ ميرامار بالرايس حميدو، حيث طالب رجال الحماية المدنية الذين تحدثنا إليهم بتدخل المعنيين لتوفير الأمن بالمنطقة ووسائل الإنقاذ التي تساعدهم على التدخل في حالة تسجيل حوادث الغرق.
من جهة أخرى، طالب أعضاء اللجنة بضرورة تدخل مديرية السياحة ووالي العاصمة من أجل إعادة النظر في الشواطئ التي سمح باستغلال جزء منها من طرف المصطافين، مع منع السباحة في الجزء الآخر، لتواصل أشغال تهيئة أو أشغال تجسيد ميناء، مثلما هو الحال بشاطىء أفراكو غرب، بالرايس حميدو، كيتاني بباب الوادي وبوديار ببولوغين، موضحة أن الخطر الذي يحدق بالمصطافين وسلامتهم، يتمثل في تراكم الأحجار وتواجد آليات أشغال مشروع الميناء، داعين الجهات الوصية إلى غلقها فورا، كونها لا تصلح لأن تستقبل مصطافين لهذا الموسم، علما أن هذه الشواطئ متواجدة داخل النسيج العمراني بوسط العاصمة، وبالقرب من أحياء سكنية، مما أدى إلى تحوّلها إلى ملكية خاصة بقاطني المنطقة.
لجنة السياحة تدق ناقوس الخطر بخصوص شواطئ وسط العاصمة
كما دق رئيس لجنة الفلاحة والري والغابات والصيد البحري والسياحة، السيد لمداني عبد المجيد رفقة أعضاء المجلس الشعبي الولائي الذين رافقوه، ناقوس الخطر بالنسبة لشواطيء وسط العاصمة، حيث أكدت رئيسة لجنة الصحة والبيئة، السيدة حورية أولبصير لـ«المساء"، أن شاطئ فرانكو مثلا غير ملائم للسباحة بسبب أشغال تهيئة الميناء وتواجد الصخور الضخمة التي تشكل خطرا على المصطافين، خصوصا الأطفال، مضيفة أن وجود قوارب للصيد وسفن الاستجمام بنفس المكان مع المصطافين هو الآخر يشكل خطرا نظرا لاختلاط مياه السباحة ببنزين القوارب، مما يستدعي غلق الشاطىء عاجلا.
من جهته، شدد السيد لمداني على ضرورة توفير الرقابة بشواطيء العاصمة التي تفرض على المصطاف دفع مستحقات دخولهم إلى المراحيض والحمام، إذ من المفروض أن تكون مجانية، ودعا إلى إلزامية توفير الأمن ومنع الأشخاص الذين يجلبون معهم الكلاب، لتهديد المواطنين بمغادرة الشاطىء الذي يعتبرونه ملكية خاصة، كشاطئ السمك البار بالرايس حميدو وكيتاني بباب الوادي.
شواطئ شرق العاصمة دون مراحيض ولا مرشات ولا مطاعم
الجولة الثالثة قادتنا إلى شواطيء شرق العاصمة وبالتحديد تلك التابعة لمقاطعتي الدار البيضاء والرويبة، حيث وقفت اللجنة عند النقائص الموجودة بشواطىء ؛ عروس البحر 1 واسطنبول ببرج الكيفان وشاطئ الجزائر ببرج البحري وتامنفوست بالمرسى وسركوف بعين طاية والقادوس بهراوة وشاطئ الرغاية البحري، والمتمثلة في غياب المراحيض، المرشات، غرف تبديل الملابس وانعدام الماء في الحنفيات واستهل رئيس لجنة السياحة مجيد لمداني جولته التفقدية بشاطئ عروس البحر 1 ببرج الكيفان.
وعلى غرار الرايس حميدو، يشهد هذا الشاطئ أشغال تهيئة، في حين أن السباحة مسموحة فيه ولم تستغل المؤسسة شهر رمضان لتحرز تقدما في الأشغال، فإذا كان المصطافون يسبحون في الرايس حميدو في فضاء ضيق وسط سفن الصيد والتنزه، فإن مصطافي شاطئ "عروس البحر 1" يجلسون وسط الشاحنات وآليات الأشغال العمومية، حيث لا يجد المصطافون، وأغلبهم يقطنون بالحي المجاور، لا مراحيض ولا غرف لتغيير الملابس ولا مرشات حتى أعوان الحماية المدنية يجلسون، على غرار كل العائلات، تحت مظلة كبيرة للوقاية من الشمس بسبب غياب محل ووسائل التدخل، وصرح رئيس المجلس البلدي لبرج الكيفان، السيد قدور حداد، عن وجود أشغال على مستوى الشاطئ الذي فتح استثنائيا للسباحة هذه السنة، لأن السكان لم يجدوا جهة أخرى، وأنه بعد انتهاء الأشغال سيصبح شاطئ "عروس البحر 1" أجمل شاطئ على مستوى العاصمة.
موقف السيارات "كابوس" المصطافين
ألح السيد لمداني على ضرورة توفير التجهيزات الضرورية على مستوى الشاطئ، ووضعها تحت تصرف المصطافين، ويعد شاطئا القادوس بهراوة والرغاية البحري من أكبر شواطئ الساحل العاصمي، والزائر للشاطئين يلاحظ أنهما يعجان بالمصطافين ولا وجود لمكان شاغر، حيث أعرب المنتخبون عن تأسفهم، بخصوص شاطئ القادوس الذي يتوفر على مرحاضين فقط لآلاف المصطافين، مع انعدام الماء في الحنفيات منذ عدة أيام، وفي شاطئ سركوف ببلدية عين طاية، يشتكي المصطافون من انعدام الماء والمراحيض والمرشات، ومواقف مهيأة للسيارات، ويتم توقيف السيارات بشكل فوضوي بسعر 50 دج، وسط حقل من أشجار الورد، إذ يعد توقيف السيارات كابوسا - على حد قول أحد المصطافين - غير أن رئيس وفد المجلس الشعبي الولائي، السيد لمداني، رد بأنه إذا كان الشاطئ مسموحا للسباحة، فإنه يجب أن يتوفر على كل المرافق الضرورية.
لجنة السياحة تنظم لقاء في نوفمبر المقبل
وعقب الزيارات الميدانية التي قامت بها لجنة الفلاحة والري والغابات والصيد البحري والسياحة إلى شواطيء العاصمة والوقوف على الفوضى التي يعيشها المصطافون، قرر رئيس اللجنة، السيد لمداني عبد المجيد، تنظيم يوم دراسي حول السياحة بولاية الجزائر في نوفمبر، حيث يتطرق اللقاء الذي يشهد مشاركة كافة الأطراف الفاعلة المعنية إلى وضع السياحة بالعاصمة، لاسيما فيما يتعلق بالشواطئ ومشاكل تسييرها التي تجعل المصطافين يواجهون متاعب جراء نقص المرافق العمومية، ويراهن هذا المسؤول على هذا الموعد والتوصيات المحتملة التي سيقدمها بهدف تحضير موسم الاصطياف 2015 بشكل أحسن من خلال معالجة نقائص التسيير.