فيما باع موّالون أبقارا مصابة بالحمى القلاعية تجنّبا للخسارة

البياطرة يدقون ناقوس الخطر بسبب تأخر اللقاحات

البياطرة يدقون ناقوس الخطر بسبب تأخر اللقاحات
  • القراءات: 1055
نوال/ ح نوال/ ح
طالب عدد من البياطرة من القطاعين العام والخاص وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، بالإسراع في توزيع اللقاحات على الولايات المتضررة من انتشار فيروس الحمى القلاعية، مؤكدين أن كل الحالات المسجلة في الفترة الأخيرة، راجعة إلى عدم تلقيح الموالين لقطعانهم وإقدامهم على بيع رؤوس البقر في أسواق موازية؛ تجنبا للخسارة. وبخصوص الخسائر المسجلة منذ ظهور أولى حالات الإصابة، أكد عدد من البياطرة أنها مهمة جدا بالنظر إلى عزوف العديد من المربين عن إبلاغ المصالح البيطرية بعدد حالات النفوق وسط الأبقار.
أوقف البياطرة الخواص عبر التراب الوطني، عطلتهم السنوية، وقرروا العودة إلى مناصب عملهم بعد تفشي مرض الحمى القلاعية عبر أكثر من 200 مزرعة لتربية الأبقار، موزعة عبر 19 ولاية بعد تسجيل بؤر جديدة بولاية البليدة أمس.
وحسب تصريح الطبيب البيطري بختي يوسف من ولاية المسيلة، فإن عزوف الموالين عن التلقيح منذ بداية السنة وعدم توفر اللقاحات بالكميات المطلوبة بعد ظهور أولي بوادر المرض بولاية سطيف، أدى إلى اتساع رقعة الإصابة. وتشير مختلف التقارير البيطرية التي يتم إعدادها يوميا، إلى احتمال وصول الفيروس إلى الولايات الغربية وحتى الجنوبية في حالة تماطل وزارة الفلاحة في توزيع كميات إضافية من اللقاح، لإطلاق حملة تلقيح استدراكية في أقرب وقت.
وبخصوص العمل الذي يقوم به اليوم أكثر من 7 آلاف بيطري خاص، أكد الطبيب بختي أن كل البياطرة جنّدوا وسائلهم الخاصة بالنقل ومستلزمات المعاينة الصحية للتصدي للمرض، مع معاينة مجانية وتلقيح الأبقار بالتنسيق مع المصالح الفلاحية، وذلك من دون انتظار تعويض من طرف وزارة الفلاحة؛ من منطلق أن كل التراخيص المسلَّمة للنشاط البيطري، تحثهم على التجند التام في حالة انتشار الأوبئة، كما أن علاقتهم بالموالين تجعلهم اليوم إلى استعداد لتلبية نداء واجب العمل  والسهر على سلامة الثروة الحيوانية.
وبخصوص فيروس الحمى القلاعية، أشار البيطري إلى أنه مرض موسمي يمس دول المغرب العربي كل 10 سنوات، وهو من صنفي "أو" و"أي"، ويتم سنويا إطلاق حملات تلقيح ضد هذه الأصناف من الحمى القلاعية، لكن عدم إفصاح المربين عن العدد الحقيقي لرؤوس البقر خوفا من الضرائب أو "الحسد"، أدى إلى انتشار الفيروس بسرعة وسط قطعان البقر.
كما أن تخوف الفلاحين من الخسارة، يقول بختي، دفعهم إلى بيع كل قطعانهم بعيدا عن أعين المراقبة البيطرية، وهو ما سهّل انتشار الفيروس الذي ينتقل في الهواء على مسافة 70 كيلومترا، الأمر الذي صعّب من حصر بؤرة انتشار الفيروس، علما أن كل المربين يمكنهم التعرف على أعراض الإصابة التي تظهر في فم البقرة من خلال كثرة اللعاب وحدوث تشوهات في الأرجل وانتفاخ الأضرع.
من جهة أخرى، أكد المتحدث أن كل البياطرة جاهزون لإطلاق حملة كبيرة للتلقيح فور وصول اللقاحات اللازمة، شرط أن يتم ذلك في أقرب وقت؛ بالنظر إلى سرعة انتشار المرض وارتفاع حجم الخسائر لدى الموالين.
ويُذكر أن اللقاح المستعمَل لعلاج الحمى القلاعية يتم إنتاجه في مخبرين فقط، الأول يقع في سويسرا، والثاني شمال إيطاليا. وقد تقدمت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية منذ أكثر من 15 يوما، بطلبية لاقتناء مليون جرعة من اللقاح من صنف "أو" و"أي". ويُتوقع أن تصل أول حصة من الطلبية إلى الجزائر قبل نهاية الأسبوع الجاري، حسب تصريح مدير المصالح البيطرية بالوزارة السيد كريم بوغالم.