دراسة قام بها باحثون من جامعة بسكرة

تطوير بطاقة رقمية تضمن تحسين إنتاج الفلفل

تطوير بطاقة رقمية تضمن تحسين إنتاج الفلفل
  • القراءات: 907
 نورالدين العابد نورالدين العابد

 توصل فريق من الباحثين بجامعة بسكرة، إلى تطوير بطاقة رقمية، تتعلق بتوزيع أصناف الفلفل المنتجة بشكل تقليدي من قبل المزارعين، انطلاقا من معالجة رقمية للمعطيات الجغرافية (SIG)، وأن أهمية البطاقة تكمن في بناء قاعدة معطيات رقمية، غير متوفرة بالجزائر لحد اليوم، تضمن توزيع أصناف الفلفل بمنطقة جنوب شرق الجزائر. 

وأفاد الدكتور كمال غيمر، رئيس قسم بكلية الزراعة بجامعة محمد خيضر ببسكرة، أن زراعة الفلفل المحلي بالجزائر، تعد نشاطا هاما في المنظومة النباتية، التي تغطي مساحات متفاوتة من قبل الفلاحين، وأن هذه المادة يستهلكها المواطن، طازجة أو بعد الطهي والتحويل، وهي مواد مختارة من طرف المزارعين خلال عدة أجيال، ومتأقلمة بشكل جيد مع المحيط الفلاحي، وتدخل ضمن التقاليد الغذائية، الاجتماعية والاقتصادية. 

ورغم توسع زراعة الفلفل، حسب محدثنا والاهتمام به من طرف الفلاحين بعدة مناطق، فإن هذا النوع من الزراعة يواجه عدة مشاكل، تعرقل تطورها من جهة، وتمعن في عدم الإطلاع على الثروة والتراث الوطني من جهة أخرى، والجهل بطبيعة التربة الزراعية لهذا الصنف المحلي، ما يترتب عن هذا وبشكل مباشر على مستوى التحكم في المسار التقني، ويتسبب في ضرر وتراجع المردودية.    

وأضاف أن عاملا آخر لا يمكن التغاضي عنه، الذي يهدد الفلفل المحلي، لاسيما المتعلق بالزراعة تحت البيوت البلاستيكية للفلفل الهجين، الذي يحيد ويحول الفلفل المحلي عن خصائصه المتميزة، هذا الواقع يؤكد الدكتور غيمر «يتطلب وبشكل فوري وضح برنامج  يسمح بتصنيف الخصائص وتنوع الجينات للشتلة المحلية»، وهو عامل أساسي لتصحيح الاختلال ضمن برامج إنتقائية لتحسين النوعية.

وكشف عن دراسة تقنية معمقة ومفصلة، تأخذ في الحسبان التحولات والطفرات وشروط ممارسة الزراعة، فضلا عن تطوير شتلات الفلفل ذات نوعية، خاصة وأنها لها مذاق متميز، واحتوائها على الكشافات «عنصر يعطي المذاق الحار»، الذي يستجيب لمطالب تتعلق بالصناعة الغذائية.

ومن أجل تحديد طاقات مواد «الكشافات» للفلفل المحلي، بغية اقتراح أفضل أصناف الشتلات، التي تستجيب لمطالب المستهلك، المزارع والصناعة، فإن الفريق المشرف على المشروع، أنجز استطلاعات وجمع بذور الفلفل المحلي من مختلف مناطق الوطن، وقام بتجربة أولية لإنتاج أصناف منها تنتج تحت البيوت المحمية، على مستوى قسم العلوم الزراعية بجامعة بسكرة خلال»2014/2015»، وأن الأصناف الجيدة خضعت للتحليل على مستوى مخبر جامعة باتنة، لتحديد الخصائص البيوكيمائية، وتحديدا معرفة احتوائها على عنصر الكشاف .capsaїcine

واسترسل قائلا، أن «تجربة ثانية تمت لمواصلة التوصيف الفلاحي للبذور»، شملت البذور المختارة خلال التجربة الأولى، وأخرى التي تم انتقائها من قبل فريق البحث ضمن عملية استطلاع لمناطق إنتاج الفلفل المحلي خلال»2016/2017»، فضلا عن إجراء تحقيقين بالموازاة مع الأعمال الميدانية، على مستوى المخابر حول تصرف الفلفل، بهدف جمع المعلومات حول المعارف التي تراكمت لدى المزارعين. 

وركز في حديثه عن نشاط فريق البحث، الذي قام بتطوير بطاقة رقمية، تتعلق بتوزيع أصناف الفلفل المنتجة بشكل تقليدي من قبل المزارعين، انطلاقا من معالجة رقمية للمعطيات الجغرافية (SIG)، (2015-2016، وأن أهمية البطاقة الرقمية تكمن في بناء قاعدة معطيات رقمية، غير متوفرة بالجزائر لحد اليوم، تضمن توزيع أصناف الفلفل بمنطقة جنوب شرق الجزائر.