الرياضيون والترشح للبرلمان

«شعبية» الرياضيين لم تعد تغر الأحزاب

«شعبية» الرياضيين لم تعد تغر الأحزاب
  • القراءات: 2183
 ط.ب/و.توفيق/فروجة.ن   ط.ب/و.توفيق/فروجة.ن

  يعزف الرياضيون عن دخول المعترك السياسي، حيث تحاشى الكثير منهم الإجابة على أسئلتنا فيما يخص التشريعيات المقبلة رغم محاولاتنا المتعددة، فالقليل منهم ممن استجاب لمكالماتنا أكد أنه لا يوجد وعي سياسي لدى الرياضيين رغم الشعبية الكبيرة التي يملكونها لدى الشعب، ومنه إمكانية مساعدة الرياضة من خلال دخول قبة البرلمان، للمساهمة في سن القوانين لتطوير الرياضة الجزائرية عامة.

ولم يشهد المجلس الشعبي تواجدا كبيرا للرياضيين أو الفاعلين فيها منذ الاستقلال، سوى بعض الأسماء التي حاولت أن تزاحم السياسيين الآخرين، على غرار رئيس جمعية الشلف عبد الكريم مدوار، الذي دخل المجلس الشعبي الوطني في عهدة واحدة، أو لخضر بلومي وعبد الحكيم سرار اللذين ترشحا في 2012، إلا أن الحظ لم يبتسم لهما. كما أن الأحزاب السياسية الكبيرة لا تولي اهتماما كبيرا لمثل هذه الفئة من المجتمع رغم شعبيتهم الكبيرة، في حين أن البعض ممن ترشح مع الأحزاب الصغيرة لم يكن لديهم الحظ الكبير للفوز بالتشريعيات. ولم ينف الفاعلون في الرياضة رغبتهم في الترشح للتشريعيات، غير أن الظروف لم تكن إلى جانبهم، فهم يرون أن من الضروري أن يتواجد الرياضيون في البرلمان، كممثلين للرياضة للدفاع عنها، والمساهمة في وضع القوانين التي تخدم الرياضة الجزائرية، مثلهم مثل بقية الفئات الأخرى من المجتمع.

وفي التشريعيات المقبلة المقررة في 4 ماي القادم، لم يظهر سوى مرشح واحد عن الرياضة، وهو رئيس الاتحادية الجزائرية للفوفينام فيانفوداو محمد جواج، الذي أكد ترشحه مع حزب «تاج»، في حين إلى حد كتابة هذه الأسطر لم يظهر أي اسم لشخصية رياضية معروفة دخلت المعترك الانتخابي لولوج البرلمان.

 مصطفى بيراف (رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية): ترشح الرياضيين في التشريعيات يخدم الرياضة الجزائرية

قال رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية مصطفى بيراف، إنه مع فكرة ترشح الرياضيين في الانتخابات التشريعية المقررة في 4 ماي المقبل، مؤكدا في الوقت عينه أن ذلك من شأنه أن يصب في مصلحة الرياضة الجزائرية والرياضيين.

وأكد المسؤول الأول في مبنى اللجنة الأولمبية الجزائرية في اتصال هاتفي مع «المساء» أمس: «أنا أدعم ترشح الوجوه الرياضية في التشريعيات القادمة، لأن ذلك في صالح الرياضة الجزائرية، ويسمح بتطويرها ودفعها إلى الأمام باستثمار خبرتهم الواسعة في هذا المجال، لأنهم أكثر اطلاعا على خباياها ومشاكلها. فمن الجيد أن يتواجد الرياضيون في البرلمان على اعتبار أن ذلك سيسمح لهم بالدفاع عن الشبيبة والرياضة الجزائرية بشكل أفضل».

واغتنم اللاعب الدولي الأسبق في كرة السلة الفرصة لدعوة الشبيبة الجزائرية إلى التوجه بقوة إلى صناديق الاقتراع يوم 4 ماي القادم، موعد إجراء الانتخابات التشريعية، من أجل القيام بواجبهم الوطني وإنجاح هذا الموعد الهام.

تجدر الإشارة إلى أن رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية مصطفى بيراف، سبق له أن خاض تجربة في قبة البرلمان في وقت ماض، حيث قضى عهدتين نيابيتين قبل أن يعود من جديد لتولي رئاسة «الكوا» منذ عام 2013، إذ كان قد شغل ذات المنصب في ثلاث مناسبات سابقة.

عبد السلام بن مغسولة (الدولي السابق في كرة اليد):  نقص التواصل سبب عدم ترشح الرياضيين

أرجع الدولي السابق في كرة اليد عبد السلام بن مغسولة، غياب الرياضيين عن قوائم الترشح في الانتخابات التشريعية المرتقبة 4 ماي المقبل، إلى انعدام الاتصال بين الرياضة والسياسة بالرغم من وجوب التكامل بين شتى المجالات.

وقال الرئيس السابق لنادي الأبيار لكرة اليد في تصريح لـ «المساء»: «في الحقيقة، إن الأعراف الرياضية والسياسية لم تعوّدنا على مشاهدة وجوه صنعت أمجاد الرياضة الجزائرية في قوائم انتخابية أو برلمانية باستثناء قلة منهم، على غرار عزيز درواز». وحتى إن اعترف بهذه الحقيقة إلا أن عبد السلام بن مغسولة أقر بأهمية خوض الرياضيين السباق لشغل مقاعد داخل البرلمان؛ خدمة للرياضة الجزائرية بصفة عامة. وواصل يقول: «الترشح لمثل هذه السباقات يُعد فرصة مواتية لتكييف المنظومة الرياضية الوطنية مع تقلبات الرياضة الحديثة؛ بتبنّي استراتيجيات جديدة وتعديل أنظمة وكذا إدخال مواد».

وفي رده على سؤال حول احتمال ترشحه أجاب بن مغسولة بأن تفرغه لمهنته حال دون دخوله الحقل السياسي، الذي يتطلب وقتا طويلا وجهدا كبيرا بالنظر إلى الرهانات الرياضية الوطنية المبرمجة على المدى المتوسط، الألعاب الإفريقية للشباب 2018 وألعاب البحر الأبيض المتوسط 2021. 

 وأشار عبد السلام بن مغسولة في الأخير، إلى أن استقالته على مستوى رئاسة نادي الأبيار لكرة اليد في الصائفة الماضية، ستسمح له بدخول بيت الاتحادية عقب انتخابها مسؤولها الأول للعهدة الأولمبية 2017 ـ 2020، كمدير تقني أو عضو في المكتب الفيدرالي.

عبد الكريم مدوار (الناطق الرسمي لفريق جمعية الشلف وبرلماني سابق): الأحزاب الكبيرة لا تهتم بالرياضيين 

بالنسبة لعبد الكريم مدوار الذي سبق له أن قضى عهدة في البرلمان الجزائري، فإن عدم ظهور أسماء معروفة في المجال الرياضي في التشريعيات، سببه عدم اهتمام الأحزاب الكبيرة بمثل هذه الفئة، قائلا: «الأحزاب الثقيلة مثل جبهة التحرير الوطني مثلا، لا تهتم بهؤلاء الرياضيين، وبالتالي لا تحاول أن تشركهم في قوائمها، وهذا ما يقلّص من حظوظ ولوج مثل هؤلاء إلى البرلمان»، قال مدوار، الذي يعي ما يقول بحكم العهدة التي قضاها تحت لواء المجلس الشعبي الوطني، والذي يرى أن المترشحين مع الأحزاب الصغيرة لم يكن لديهم حظ في الفوز بمقاعد في البرلمان، مؤكدا أن الأحزاب الكبيرة تبحث عن مناضليها في القسمات والمحافظات والدوائر، وهذا ما يسد الطريق أمام البقية في مزاحمة مثل هؤلاء في القوائم الانتخابية. فحسب مدوار: «مثل هذه الأحزاب لا تهمها الشعبية التي يملكها مثلا هذا الرياضي أو الفاعل في هذا المجال»، ليؤكد مدوار أن تواجد الرياضيين في البرلمان أمر لا بد منه؛ «لأن المجتمع الجزائري يتكون من مختلف الأطياف، ومنهم الرياضيون، ولهذا فإن تواجدهم في المجلس أمر حتمي حتى يساعدوا في سن القوانين؛ خدمةً للرياضة».

محمد جواج (رئيس الاتحادية الجزائرية للفوفينام فيات فوداو): ترشحت لخدمة الرياضة الجزائرية

أكد محمد جواج، رئيس الاتحادية الجزائرية للفوفينام فيات فوداو، أنه قرر دخول غمار الانتخابات التشريعية القادمة عن حزب «تاج» بولاية الجزائر، مشيرا إلى أن قراره هذا جاء بعد تفكير طويل؛ قناعة منه بالعمل على ترقية الممارسة الرياضية والنهوض بها في جميع تخصصاتها. وقال محمد جواج في اتصال أجرته معه «المساء» أمس: «فكرة خوض التشريعيات جاءت بعد الطلبات الكثيرة التي وصلتني من العديد من الجمعيات الرياضية للفوز بمقعد في البرلمان، إذ من الأهمية أن يكون رياضي سابق داخل الهيئة التشريعية لدعم الرياضة والرياضيين».

 ونفى محمد جواج أن تكون له أي أطماع شخصية أو مادية من وراء ترشحه للتشريعيات، حيث أضاف في هذا الصدد قائلا: «هدفي الوحيد من خلال ترشحي في هذه التشريعيات، هو السعي إلى خدمة الحركة الرياضية الوطنية، وتقديم الإضافة، وإيصال انشغالات الرياضيين إلى المسؤولين، والدفاع عن الرياضة».

وأضاف محدثنا أنه مع فكرة ترشح الرياضيين في التشريعيات، من منطلق أنهم أدرى بمشاكل الرياضة وسبل ترقيتها، ولديهم دراية كبيرة في هذا المجال، وقادرون على إيصال انشغالات الرياضيين، والمساهمة بشكل كبير في تطوير الرياضة الجزائرية والنهوض بها.

يُذكر أن محمد جواج يتواجد على رأس الاتحادية الجزائرية للفوفينام فيات فوداو، ويتولى أيضا منصب رئيس الكونفديرالية الإفريقية لهذه الرياضة.

عبد الرؤوف برناوي (رئيس اتحادية المبارزة):  الأجندة المكثفة تعرقل ممارسة السياسة بانتظام

أكد رئيس اتحادية المبارزة عبد الرؤوف برناوي، أن طبيعة العمل الرياضي هي السبب الأول لامتناع الرياضيين عن خوض الانتخابات التشريعية.

وقال برناوي لـ «المساء: «الأجندة التنافسية المكثفة تعرقل ممارسة الحياة السياسية بانتظام، خاصة أن العمل البرلماني يتطلب متابعة يومية. وعليه فإن المشكلة ليست في نية الترشح وإنما في الوقت المرتبط ببرنامج متفق عليه في أكبر هيئات رياضية عالمية». وأضاف: «إن تواجد القائمين على شؤون الرياضة في الهيئة التشريعية من شأنه إنعاش منظومة القطاع، وإجراء تغيير راديكالي فيما يخص تسيير كل اختصاصات الرياضة؛ بدءا بإسقاط الرؤساء الانتهازيين الذين عاثوا في الجزائر فسادا؛ من خلال البزنسة بالأموال التي تمر بدون محاسبة في كثير من الحالات».

وفي سياق متصل، ذكر المسؤول الأول عن الهيئة الفيدرالية، أن التهرب من تحمّل المسؤولية والعزوف عن ممارسة السياسة بالنسبة لكل شرائح المجتمع، يجب أن يتغير. ويتعين على كل واحد أن يساهم في مجال تخصصه في ترقية قطاعه، والعمل على تحسين أوضاعه؛ خدمة للصالح العام. وأضاف أن التنصل من المسؤولية لا يخدم أحدا، وهو ما يُحدث فراغا يستغله آخرون غير أكفاء.

عبد الحفيظ إيزم (رئيس الاتحادية الجزائرية للرياضة المدرسية):  عزوف الرياضيين عن التشريعيات سببه نقص الوعي السياسي

يرى عبد الحفيظ إيزم أن عدم اهتمام الرياضيين بدخول التشريعيات سببه نقص الوعي السياسي عند هؤلاء: «تواجد الرياضيين في البرلمان يعطي إضافة للرياضة على العموم، إلا أن نقص الوعي السياسي عند رياضيينا يجعلهم يعزفون عن المشاركة في التشريعيات»، ليضيف أن الشعبية التي يملكها الرياضيون من شأنها أن تعطيهم الأفضلية للفوز بالمقاعد في البرلمان؛ «الرياضيون يملكون الأفضلية مقارنة بالآخرين، فهم لديهم شعبية وتأثير شعبوي كبير»، قال إيزم، الذي يؤكد أن الرياضيين اليوم تغيّر مستواهم التعليمي مقارنة بالماضين، فمنهم جامعيون يمكنهم أن يعطوا الإضافة اللازمة، مشيرا إلى ضرورة نشر الوعي السياسي عند هذه الفئة من المجتمع؛ من خلال تنظيم ملتقيات وندوات تحثهم على ضرورة المشاركة في مثل هذه الانتخابات، أضاف إيزم.

كريم تاميمونت (الأمين العام لاتحادية الكرة الطائرة): انعدام الوعي السياسي وراء غياب الرياضيين عن البرلمان 

يرى الأمين العام لاتحادية الكرة الطائرة كريم تاميمونت، أن سبب العزوف عن ترشح الرياضيين لخوض تجربة برلمانية، راجع إلى انعدام الوعي السياسي الذي يرى أنه ضرورة حتمية من أجل تمثيل الحركة الرياضية الوطنية أفضل في الهيئة التشريعية. وقال كريم تاميمونت في تصريح أدلى به لـ «المساء»: «إن التكوين السياسي من شأنه مساعدة الرياضي على أداء العمل البرلماني بامتياز؛ حيث من الضروري تغيير فكر ووعي الجمهور، وهذا يحتاج إلى مزيد من الوقت والجهد لتغيير مثل هذه الممارسات التي يمكن أن نتداركها في مراحل لاحقة، وليس في الانتخابات التي ستجرى يوم 4 ماي المقبل». وأضاف: «لا بد للأحزاب أن تلتحم بالرياضيين بدرجة أكبر وتتيح لهم الفرص، وأن يكون هناك توعية شاملة تؤهلهم وتعرّفهم بالعمل السياسي حتى يكونوا قادة للمستقبل».  

واستكمل تاميمونت كلامه بالقول: «لا بد للإدارة السياسية أن يكون لها إرادة حقيقية في مساعدة الجيل الرياضي الحالي. كثير من الرياضيين الجزائريين يسافرون إلى الخارج ويتولون مناصب مرموقة، ويستفيد منهم الغرب أكثر من وطنهم».

 سليمة سواكري (بطلة سابقة في الجيدو): قبل التفكير في البرلمان عليّ أن أكون جاهزة

بالنسبة لسليمة سواكري، فإن عدم دخول الرياضيين للتشريعيات سببه التهميش الذي يعانون منه في مجالهم الرياضي، مؤكدة أنها شخصيا مهتمة بولوج هذا العالم السياسي، إلا أنها تشترط قبل ذلك التكوين في المجتمع المدني الذي تنشط فيه.

ط.ب

❊ مع اقتراب التشريعيات الخاصة بشهر ماي 2017، يلاحَظ عدم ترشح الرياضيين خاصة المعروفين، في رأيك، إلام يرجع السبب؟ 

❊❊ السبب واضح، وهو أن هؤلاء الرياضيين الذين تتحدث عنهم يعانون التهميش في ميدانهم الرياضي، فكيف يفكرون في المجال السياسي؟ نحن نعاني من عدم الاهتمام من الاتحاديات، فقد تابعتم الجمعيات العامة بمختلف الرياضيات، هل لاحظتم تواجد الرياضيين الذين قدّموا للجزائر الكثير؟ أكيد لا، نحن لسنا حتى أعضاء في الجمعية العامة للاتحاديات، لهذا لا يمكننا أبدا التفكير في البرلمان.

❊ لكن تواجد الرياضيين في المجلس الشعبي الوطني ضروري، أليس كذلك؟

❊❊ فعلا لا بد من تواجد الرياضيين في البرلمان، لكن هذا ليس من اهتمامهم مادام ليست له أي مكانة في مجاله الرياضي، حيث يمكنه أن يعطي الإضافة ويساهم في الرفع من المستوى من خلال التجربة التي اكتسبها واسمه المعروف، غير أن الأمر لا يسير على هذا المنوال. ففي الجمعيات العامة لمختلف الاتحاديات 90 من المائة من أعضائها ليست لهم أي علاقة بالرياضة ولا بالاختصاص. اعذرني فإن التفكير في السياسة في هذه الوضعية، لا يطرأ على أي رياضي.

❊ كونك رياضية معروفة ومحبوبة عند الجمهور الرياضي، ألم تفكري في دخول البرلمان؟ وهل تلقيت اقتراحا من أحزاب من أجل المشاركة معها؟

❊❊ أصارحك بأنني تلقيت اقتراحات من أحزاب كبيرة من أجل الترشح معها في الانتخابات، غير أنني رفضت، لأنني أرى أن من الضروري أن نتكون أولا قبل دخول أي هيئة. أنا الآن أنشط في المجتمع المدني، وأستغل خبرتي لمدة 34 سنة في الرياضة واسمي، من أجل إعطاء الإضافة اللازمة، وتقديم يد المساعدة للمجتمع المدني. وبعد التكوين في هذا المجال يمكن التفكير في دخول السياسة عقب التعرف على ما يحتاجه المجتمع. ولست ضد الفكرة، إلا أنني قبل التفكير في البرلمان عليّ أن أكون مكوّنة جيدا وجاهزة للعمل السياسي.