سوق الحطاب بعنابة 

قبلة الصغار للعمل كحمّالين

قبلة الصغار للعمل كحمّالين
  • القراءات: 918
 هبة أيوب هبة أيوب

تعتبر أسواق عنابة مركز جذب لليد العاملة خاصة خلال الآونة الأخيرة، حيث عرفت المنطقة انتعاشا كبيرا بعد تزايد عدد المتوافدين عليها، وهو ما يشير إلى أنها منطقة مفتوحة على التجارة بامتياز، لكن تبقى هذه الأسواق الشعبية بمثابة مقياس حقيقي للفقر، وهو ما تعكسه الوضعية الصعبة للبطالين الذين يشتغلون كحمّالين في أسواق المدينة، رغم صعوبة الوضع، إذ أن هناك تنافسا كبيرا بين الكبار والصغار، وهو ما زاد من تشجيع الشبان على فرض قوتهم في السوق للعمل كحمالة رغم أن هذه المهنة لا تدر أرباحا كبيرة.

خلال جولتنا في سوق الحطّاب، الذي سيتم تحويله منتصف السنة الجارية من وسط المدينة إلى مخرج الطاباكوب، بناء على تعليمة الوالي يوسف شرفة، تفاديا للفوضى والاعتداءات اليومية من طرف المنحرفين على المارة والباعة المتجولين، ناهيك عن موقع هذا السوق الذي يعود إلى بداية السبعينيات والذي شوه منظر عنابة السياحية. فإن مهنة الحمّالة، أصبحت مطلوبة حتى من طرف حاملي الشهادات الجامعية والمتخرجين من مراكز التكوين المهني، الذين يتوافدون في الصباح الباكر للبحث عن مكان في سوق الحطاب حيث يعملون طول النهار، بداية من صلاة الفجر إلى بعد الغروب في نقل السلع والبضائع التي تحوّل على عربات كبيرة يتم دفعها بقوة للدخول مبكرا إلى السوق وترويج كميات معتبرة من السلع منها الخضر والفواكه، إلى جانب الأسماك واللحوم وذلك حسب متطلبات السوق المحلية والزبائن. وحسب فؤاد، طالب جامعي يمتهن الحمالة منذ أن كان في مرحلة الثانوية، حيث اعتاد على حمل مختلف أنواع وأحجام الصناديق الممتلئة بالسلع مقابل ألف دينار لليوم الواحد وقد تتعدى 500 دينار وذلك حسب السوق، لأن هناك توافد كبير على مهنة الحمّال، والتي باتت مطلب الكثير من البطالين حتى المراهقين والقصر يفضلون العمل في الأسواق المحلية كحمالة لمساعدة أهلهم، رغم أن القانون يمنع عمل الصغار ويحميهم من التسكع في الشوارع وممارسة مهنة الحمالة كونهم يحملون أنفسهم مشقة حمل سلع تفوق أجسادهم الصغيرة. وحسب مصادر عليمة، فإن هناك من يستغل الصغار في بيع بعض المواد الغذائية الواسعة الاستهلاك مع إعطائهم بعض المال لإرضائهم. ورغم جهدهم الكبير وتعبهم، تبقى حقوقهم مهضومة، وهو ما أجمع عليه بعض الباعة الذين التقيناهم في السوق، حيث أكدوا لنا أن هناك من القصر من يتعرض للاعتداء من طرف المنحرفين وحتى المراهقين، حيث يورطوهم البعض حتى في تعاطي المخدرات، علما أن الفئة التي تعمل في السوق أغلبها تم طردها من المدارس وعليه وجدت أن العمل في الأسواق مهنة تساعدهم على إعانة أهاليهم.