الحماية المدنية تحذّر من ارتفاع الحوادث خلال شهر أوت

291 قتيلا في رمضان بنسبة زيادة فاقت 32 بالمائة

291 قتيلا في رمضان بنسبة زيادة فاقت 32 بالمائة
  • القراءات: 770
جميلة.أ  جميلة.أ
اعتبرت المديرية العامة للحماية المدنية، شهر رمضان المنقضي الأكثر دموية على الإطلاق بتسجيلها لأزيد من 256 حادثا مروريا مميتا أدى إلى وفاة 291 شخصا خلال شهر رمضان ويومي العيد، أي بمعدل 9 وفيات يوميا، وتعد الأيام الأولى من رمضان وكذا يوما العيد أيام ذروة بتسجيلها لحصيلة ثقيلة بلغت 32 قتيلا و119 جريحا سجلت يومي 27 و29 جويلية الجاري،ولم تتخلف أية ولاية عن تسجيل نصيبها من القتلى ضمن قائمة الضحايا، وحذّرت المديرية العامة للحماية المدنية المواطنين من الإفراط في السرعة والتنقل خلال ساعات الحر تفاديا للقلق بسبب الاكتظاظ الذي يؤدي إلى حوادث مرورية ميتة خلال شهر أوت القادم.
تعددت الأسباب والموت واحد.. هكذا هي حال الجزائريين خلال هذا الشهر الفضيل، الذي أصبح فيه إرهاب الطرقات إحدى السمات المرعبة لقلوب الصائمين الذين ينامون ويستيقظون على أرقام مروعة لضحايا الطرقات، على الرغم من الإجراءات الردعية وحملات التحسيس والتوعية والنداءات المتكررة التي ما فتئت تطلقها المصالح المعنية، وعلى رأسها الحماية المدنية التي تجند أعوانها هذا العام بشكل خاص لتحسيس السائقين بضرورة التأنّي وأخذ احتياطاتهم خلال هذا الشهر الفضيل، لكن الرسالة لم تصل والأرقام خير دليل على ذلك.
وتشير آخر الإحصائيات عن حصيلة "الموت المروري" خلال رمضان المنقضي، والتي أعدتها مصالح الحماية المدنية، إلى تسجيل أرقام ثقيلة عن الحوادث المميتة التي بلغت 256 حادثا بلغ عدد الضحايا فيها 291 قتيلا خلال 31 يوما، بما فيها يومي العيد اللذين سجل فيهما وفاة 32 شخصا من بينهم ثمانية أشخاص لقوا حتفهم دفعة واحدة بولاية معسكر، على إثر اصطدام سيارتين، بالإضافة إلى إحصاء 845 جريحا، وبهذه الأرقام يكون رمضان 2014، قد حطم رقما قياسيا في عدد القتلى بزيادة قدرها 32 بالمائة مقارنة بالعام الماضي.
وفي سياق متصل حذّر نائب رئيس الإحصائيات والإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية، السيد فاروق عاشور، من ارتفاع محتمل في عدد حوادث المرور وما يترتب عنها من خسائر ثقيلة في الأرواح وذلك خلال شهر أوت الداخل، حيث من المتوقع تنقل أعداد كبيرة من الجزائريين لقضاء عطلة الصيف سواء بالاتجاه نحو مناطق وولايات أخرى أو نحو شواطئ البحر،   وأمام هذا الوضع دعا المتحدث كافة المواطنين ومستعملي الطرقات إلى ضرورة التحلّي بالحيطة والحذر، والالتزام ببعض الإجراءات والتدابير التي من شأنها التقليل من حوادث المرور.
وطالب السيد فاروق عاشور، المواطنين بالتقيّد بالإرشادات الأمنية المتعلقة أساسا بالتقليل من السرعة أثناء قيادة السيارة، ونصح المتحدث بضرورة تنجب التنقل أثناء ساعات الحر الشديد أي من الساعة 11 صباحا إلى غاية الساعة الخامسة مساء، مستحسنا الخروج باكرا لتجنّب الحر من جهة وكذا الازدحام المروري الذي يتسبب في ارتفاع معدلات التوتر والقلق لدى السائقين، كما لم يغفل المصدر دعوة السائقين إلى تفقد المركبات ومراقبتها قبل الإقلاع، علما أن الأجواء الحارة تزيد في انتفاخ عجلات السيارة، وأن السرعة المفرطة قد تؤدي إلى انفجارها وعليه يجب تفقد نسبة الهواء في إطارات السيارات.
الأمن يؤكد انخفاض حوادث المرور في الوسط الحضري
وفيما تشير إحصائيات الحماية المدنية، إلى زيادة محسوسة في قتلى حوادث المرور في رمضان، فإن دراسة تحليلية لإدارة الإعلام والعلاقات العامة بالمديرية العامة للأمن الوطني، أظهرت تسجيل انخفاض محسوس في حوادث المرور خلال شهر رمضان 2014، في المناطق الحضرية التابعة لاختصاص الشرطة، وذلك مقارنة بشهر رمضان 2013، والسبب في ذلك ـ حسب ذات الدراسة ـ راجع إلى مجموعة النشاطات التوعوية والحملات التحسيسة التي بادرت بها مصالح الشرطة عبر كافة التراب الوطني.
ومن بين أهم المبادرات التي أطلقتها المديرية العامة للأمن الوطني، خلال رمضان الإفطار الجماعي الذي أشرفت عليه قواتها لفائدة مستعملي الطريق العام طيلة شهر رمضان المعظم، والتي مست نقاط المراقبة المرورية، حيث كانت سانحة للتواصل مع السائقين و إرشادهم بضرورة التأنّي والسهر على السلامة المرورية أثناء القيادة.
وفي هذا السياق، تم تسجيل 1084 حادث مرور في رمضان 2014، أفضى إلى وفاة 64 شخصا وجرح 1469 آخرين، وقدر تراجعت الأرقام المسجلة مقارنة برمضان 2013، حيث عرف تسجيل 1392 حادث مرور، أدى إلى وفاة 69 شخصا و1715 جريحا أي بانخفاض قدره 308 حوادث، وهو ما يعادل نسبة انخفاض بلغت أزيد من 22 بالمائة وتراجع في عدد الجرحى بأزيد من 14 بالمائة أي بانخفاض قدّر بـ246 جريحا، بالإضافة إلى تراجع بلغ 7 بالمائة في عدد القتلى أي بخمس حالات الوفاة.
وأكدت تحليلات الأمن الوطني إلى أن العامل البشري يبقى المتسبب الأول في حوادث المرور، بالإضافة إلى أسباب أخرى على غرار عدم ترك المسافة الأمنية بين السيارات، السرعة المفرطة، وعدم احترام إشارات المرور، السياقة بالتهور وانفجار الإطارات... إلخ.