سلال يقدّم تعازي رئيس الجمهورية لذوي ضحايا الطائرة ويؤكد:

كل الإجراءات اتُّخذت لتحديد هوية الضحايا ومرافقة العائلات

كل الإجراءات اتُّخذت لتحديد هوية الضحايا ومرافقة العائلات
  • القراءات: 907
محمد / ب محمد / ب
جدّد الوزير الأول السيد عبد مالك سلال أثناء تقديمه واجب العزاء لعائلات ضحايا تحطم الطائرة الإسبانية المستأجرة من الخطوط الجوية الجزائرية، التأكيد على أن التحريات في أسباب سقوط هذه الطائرة تتم في إطار تنسيق وتعاون تام بين الجزائر ومالي وفرنسا، وهذا في وقت اتخذت الدولة كافة الإجراءات اللازمة لمواصلة التحريات المرتبطة بتحديد هوية ضحايا هذه الكارثة الجوية ومرافقة عائلاتهم.
وقدّم السيد سلال أول أمس تعازي رئيس الجمهورية لعائلات الضحايا الجزائريين، خلال لقاء جمعه بهم بالقاعة الشرفية لمطار هواري بومدين، وبحضور وزراء الخارجية والنقل والاتصال والشؤون الدينية والأوقاف والتضامن الوطني، وكذا الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية، مؤكدا بعد ترحمه على أرواح ضحايا هذه الكارثة الجوية، أن الدولة الجزائرية التي تحملت وتتحمل مسؤوليتها في هذا الحادث، قامت بواجبها وتتابع القضية عن كثب منذ وصول الخبر الأول حول الحادثة.
وأشار في هذا الصدد إلى أنه بالرغم من أن الطائرة مستأجرة إلا أن تعليمات في هذا الشأن أعطيت للمدير العام للخطوط الجوية الجزائرية، مؤكدا أن عائلات الضحايا سيتحصلون على حقوقهم عن قريب.
كما حرص الوزير الأول على التوضيح بأن التحريات في أسباب تحطم الطائرة التي استأجرتها الجوية الجزائرية من الشركة الإسبانية "سويفت إير"، تتم في تنسيق وتعاون تام بين الجزائر ومالي وفرنسا، مذكرا بتنقل وزير النقل عمار غول إلى بوركينافاسو ومالي؛ حيث تم استلام الصندوقين الأسودين للطائرة، وتسليمهما للمكتب الفرنسي المتخصص في التحقيق والتحليل.
وإذ أوضح بأن أسباب وقوع هذا الحادث الأليم لا يمكن تحديدها ومعرفتها الآن وأن ذلك يتطلب وقتا طويلا، أكد سلال أن التحريات الخاصة بالتعرف على جثث الضحايا وجنسياتهم تم الشروع فيها، مشيرا إلى أن وفد الخبراء والشرطة العلمية الجزائرية المتخصصة الذي تنقّل مع وزير النقل إلى موقع الحادث، يعمل بالتنسيق مع مالي وفرنسا بعين المكان، للتعرف على هويات وجنسيات كل الضحايا، "وسيتم تسليم جثث الضحايا لعائلاتهم بعد الوصول إلى نتيجة من طرف هؤلاء الخبراء"، على حد تعبير الوزير الأول الذي طلب من العائلات التحلي بالصبر.
صلاة الغائب على الضحايا يوم الجمعة بكل مساجد الوطن
وطبقا لما نقلته وكالة الأنباء عن خلية الاتصال للوزارة الأولى، فقد اتخذت الحكومة سلسلة من الإجراءات لمرافقة عائلات ضحايا تحطم الطائرة المستأجرة من قبل الخطوط الجوية الجزائرية، تشمل إلى جانب التعليمات التي أعطيت لمسؤولي الجوية الجزائرية من أجل التكفل بتعويضات ذوي الحقوق، تعليمات أخرى وجّهها الوزير الأول عبد المالك سلال للسلطات المحلية لمرافقة عائلات الضحايا.
كما أعطت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة مونية مسلم، في نفس الإطار، تعليمات من أجل ضمان مرافقة بسيكولوجية لعائلات الضحايا، فيما قررت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف إقامة صلاة الغائب يوم الجمعة المقبل عبر كامل مساجد الوطني، من أجل السماح لأقارب الضحايا بإقامة المأتم.
أما بخصوص جثامين الضحايا فقد أشار نفس المصدر إلى أن إعادتهم ستتم بعد استكمال عملية تحديد هويتهم، حسب نفس المصدر، مذكرا، من جانب آخر، بأن الطيران المدني الجزائري قام بتسليم الصندوقين الأسودين لمكتب الدراسات والتحاليل الفرنسي المتخصص في الحوادث.
وفي حين حرص المصدر على التوضيح بأن هذا المكتب الفرنسي غالبا ما تلجأ الجزائر لخدماته في مثل هذا النوع من الأوضاع، أشار إلى أن هذه التدابير تُعد امتدادا للإجراءات المتخَذة منذ الإعلان عن الحادث، ومنها قرار رئيس الجمهورية إعلان الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام فور التأكد من الحادث.
تسليم الصندوقين الأسودين لمكتب الخبرة والشروع في تحليل الجثث
وفي سياق متصل، شدّد وزير النقل عمار غول خلال لقاء صحفي نشّطه الأحد الفارط بمعية نظيره المالي عقب تسلّم الصندوقين الأسودين بمطار غاو بمالي، على أن الجزائر ستجنّد كافة الوسائل للتكفل في إطار التحقيق، بعمليات البحث وتحديد هوية وتحليل جثت ضحايا تحطم الطائرة.
وقد تكفّل السيد غول ونظيره المالي مامادو هاشيم كوماري، بإيصال الصندوقين الأسودين للطائرة إلى باماكو، وذلك بعد العثور عليهما في مكان الحادث بغوسي، الذي تنقّل إليه الوزير يوم الجمعة المنصرم مرفقا بوفد جزائري متعدد القطاعات.
واعتبر الوزير بعد معاينته مكان الحادث، أن الكارثة والمأساة كبيرتان، وتتطلبان الصبر والوقت للحصول على نتائج في التحقيق حول الأسباب، مشيرا إلى أن الشرطة العلمية الجزائرية موجودة بعين المكان مع ممثلي البلدان الشريكة والصديقة، المتمثلة في مالي وفرنسا وخبراء من بعثة الأمم المتحدة في مالي، للعمل سويا حول هذا الملف.
للتذكير، فقد تحطمت الطائرة التابعة للشركة الإسبانية "سويفت إير" والتي استأجرتها الخطوط الجوية الجزائرية، ليلة الخميس إلى الجمعة الماضيين بشمال مالي أثناء قيامها برحلة بين واغادوغو والجزائر العاصمة، مخلّفة مقتل كل ركابها، المقدَّر عددهم بـ116 شخصا من 15 جنسية.