عرض التجربة السويدية في مجال السلامة المرورية

التكنولوجيا في مواجهة السلوك الإنساني

التكنولوجيا في مواجهة السلوك الإنساني
  • 835
حنان حيمر حنان حيمر

يسعى المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرق لاستكشاف تجارب الدول الأخرى في مجال السلامة المرورية، واختار أمس، التطرق إلى «تكنولوجيات الإعلام والاتصال كـ»حل أمثل لمشاكل اللاأمن المروري» من خلال تنظيمه لملتقى بالتعاون مع شركة «إريكسون» السويدية التي عرضت حلولها التكنولوجية في هذا المجال والتي تم الشروع في تطبيقها بالتعاون مع بعض صانعي السيارات، بهدف الوصول إلى ربط كل السيارات بتكنولوجيا الإعلام والاتصال مستقبلا.

وأكد رئيس المركز أحمد نايت الحسين أنه، إضافة إلى شراكة مع إسبانيا وفرنسا في مجال السلامة المرورية، اختار التطرق إلى جانب آخر يخص تكنولوجيات الإعلام والاتصال، عبر استعراض الخبرة السويدية الرائدة في هذا المجال. 

وقال «نحن في مرحلة استكشاف كل التجارب في الدول الأجنبية، لنأخذ تلك التي تناسب المحيط الجزائري»، مشيرا إلى أن السياسة الوطنية تعني كل القطاعات، ولذا فإن الملتقى الذي حضرته كل الأطراف المعنية سيناقش المسألة مع كل الشركاء والفاعلين في مجال السلامة المرورية.

واعتبر أن التراجع النسبي الذي شهده عدد الوفيات جراء حوادث المرور في 2016 مقارنة بـ2015 (انخفض من 4610 وفيات إلى 3992 وفاة)، يشجع المركز على المضي قدما في سياسته، لاسيما بعد المصادقة على قانون تنظيم حركة المرور الجديد. وأكد أن استخدام تكنولوجيات الإعلام والاتصال جزء من هذه السياسة وسيتم تطبيقه تدريجيا بعد إنشاء بطاقية رخص السياقة والبطاقات الرمادية والتي ستكون أرضية رقمية يمكنها أن تسمح بتطوير التكنولوجيات المستخدمة في تنظيم حركة المرور. 

وعرضت سفيرة السويد بالجزائر، ماري كلير سفارد كابرا تجربة بلادها في هذا المجال، مشيرة إلى المخطط الذي وضعته الدولة منذ 1994، موضحة أنه يهدف إلى تحقيق «صفر وفاة» جراء حوادث المرور في آفاق 2020. ورغم اعترافها أنه بعد 23 سنة لم يتم تجسيد هذا الهدف، إلا أنها أشارت إلى الاقتراب من ذلك، حيث سجل في العام الماضي 263 حالة وفاة في حوادث مرور، و»هو رقم اعتبره رهيبا لكن نسبيا مطمئن، لأنه يعني أننا نسير في الاتجاه الصحيح»، كما قالت.

وأرجعت السفيرة النجاح النسبي للمخطط لإشراك القطاعين الخاص والعام واستخدام التطورات التكنولوجية وكذا اهتمام المواطنين السويديين والدولة السويدية بتحقيق هذا الهدف المشترك.

وبعد اعتبارها أن التصرفات الخطيرة في السياقة موجودة في كل البلدان، أكدت على أن إقناع الناس بأهمية مكافحة الظاهرة يتم عبر «إبراز الأرقام وخطاب عمومي في هذا الاتجاه، إضافة إلى التربية والتكوين والشفافية ورسالة مكثفة ودائمة توضح أنه من الممكن تخفيض الوفيات لاسيما باستخدام التكنولوجيا».

وعرض مسؤولو شركة «إريكسون» حلولا تكنولوجية تسمح بتوفير المعلومات وبالتالي تحقيق السلامة المرورية للسائق، وذلك عن طريق ربط السيارة بالانترنت سواء عبر إدماج هذه الخدمة داخل السيارة، أو توفير تطبيقات خاصة عبر الهاتف النقال. وحسب مسؤول النقل بالشركة عبد العزيز أكسوري، فإنه تم الشروع في تطبيق مثل هذه الحلول مع بعض الشركات السويدية مثل «فولفو» و»سكانيا»، حيث زوّدت بأجهزة استشعار موصولة بالسيارات الأخرى، يمكنها إخبار باقي السائقين بوضعيات مفاجئة مثل الفرملة المفاجئة أو تقلبات الأحوال الجوية وذلك في حينها، كما تتوفر بعضها على إمكانية الفرملة الأوتوماتيكية بعد إشعارها. ويمكّن هذا التقاسم في المعلومات بين السيارات من الوصول إلى تجسيد مفهوم «السيارة الذكية»، حيث يشير المتحدث إلى إمكانية التخلي عن السياقة تماما في آفاق 2025 بفضل تطور الذكاء الاصطناعي.

من جانبه، أكد السيد خوان كالتا المختص في السيارات الموصولة بالانترنت أن هذه الأخيرة ستشكل 90 بالمائة من إجمالي السيارات المصنعة في 2020، مشيرا إلى أهمية إدخال هذه التكنولوجيات لحماية السائق وكذا جمع معلومات حول طريقة قيادته للسياقة (وهو مايهم شركات التأمين بالخصوص). لكنه بالمقابل، شدد على أن مشاكل السياقة ولاسيما تلك المرتبطة بالسرعة أو السياقة في حال سكر، لاتجد حلها في التكنولوجيا، وإنما في التربية والتكوين.

وهو ما طرحه العديد من الحاضرين في الملتقى الذين تساءلوا عن جدوى التكنولوجيا في وقت تشير فيه الإحصائيات إلى أن أكثر من 90 بالمائة من الحوادث في الجزائر يتسبب فيها الانسان بتصرفاته المتهورة وعدم احترامه للقانون.