التدفئة المدرسية بالمؤسسات التربوية بقسنطينة
إجراءات ترقيعية لامتصاص غضب التلاميذ وأوليائهم

- 1161

باتت التدفئة المدرسية الهاجس الأكبر لأولياء التلاميذ بالأطوار الابتدائية بالعديد من بلديات عاصمة الشرق، بعد أن تحولت هذه الأخيرة إلى سبب رئيسي لمنع أبنائهم من مزاولة الدراسة خاصة خلال هذا الشهر الذي عرفت فيه قسنطينة موجة برد كبيرة.
وهو وضع يتقاذف مدراء المدارس والبلدية المسؤولية فيه، حيث دفع بقطاع التربية للتدخل في منشآت مدرسية تصرف عليها الملايير سنويا ويفترض أنها ليست تابعة له، حيث لاتزال أغلب المدارس خاصة تلك الواقعة بالمناطق النائية بالعديد من البلديات على غرار عين اعبيد، حامة بوزيان، ابن باديس وحتى بالمدن الجديدة وغيرها تعاني عديد المشاكل منها نقص الصيانة والتجهيز وغيرها، ولعل أبرز المشاكل التي طفت على السطح مؤخرا وأثارت جدلا كبيرا هي مشكلة غياب التدفئة بهذه المؤسسات التربوية التي عجزت فيها بعض البلديات عن تجاوزها بإمكانياتها المحدودة، فتحولت هذه الابتدائيات برأي الأولياء إلى هياكل متدهورة رغم أن بعضها جديدة وافتتحت لاستقبال التلاميذ خلال هذا الموسم الدراسي فقط كما هو الحال بابتدائيات علي منجلي الجديدة. ولعل مشكل التسيير المادي للمدارس الابتدائية بالجزائر، والذي يدخل ضمن صلاحيات الجماعات المحلية، حيث تنص المادة 122 من قانون البلدية على أن هذه الأخيرة ملزمة باتخاذ كافة الإجراءات لإنجاز مؤسسات التعليم الابتدائي وصيانتها وتسيير وإنجاز المطاعم وكذا السهر على ضمان وسائل نقل للتلاميذ والتدفئة وغيرها، من بين المشاكل التي لم تتمكن مديرية التربية من حلها، حيث أن التدفئة المدرسية وعلى غرار باقي الإجراءات من اختصاص البلديات، هذه الأخيرة التي لم تتعامل مع المشكل بطريقة جذرية بسبب الإمكانيات المادية الضعيفة لبعضها، أو لأن الميزانيات التي ترصد لها غير كافية لتغطية جميع النقائص المسجلة.
الأولياء يمنعون أبناءهم من الالتحاق بمدارسهم بسبب البرد
تسبّب غياب التدفئة عن العديد من المدارس والمؤسسات التعليمية في موجة احتجاجات كبيرة من طرف الأولياء، خاصة تلك المدارس الجديدة ذات البناء الجاهز بالمدينة الجديدة علي منجلي، على غرار الوحدة الجوارية 17 و16، حيث منع أولياء التلاميذ أبناءهم من الالتحاق بمقاعد الدراسة بعد العودة مباشرة من العطلة المدرسية الشتوية، عقب أن أكدوا أن غياب التدفئة داخل المؤسسات التربوية والتي هي من نوع البناء الجاهز، والبرد القارس وسط الأقسام تسبّب في انتشار ظاهرة التبول اللاإرادي بين أبنائهم، زيادة على مزاولتهم الدراسة في ظروف صعبة جدا.
العديد من الأولياء خرجوا في احتجاجات أمام مدارس أبنائهم، للمطالبة بالتدخل العاجل للمسؤول الأول عن الولاية ومدير التربية لإيجاد حل سريع لهذه المشكلة.
كما أضاف المشتكون من أولياء التلاميذ، أن غياب التدفئة عن المدرسة تسبّب في تعرض أبنائهم للزكام الدائم، خاصة أن هذه الأخيرة الواقعة بالوحدة الجوارية 17، تتواجد في منطقة مفتوحة ومحاطة بالورشات؛ ما يجعلها باردة جدا.
مدير التربية يؤكد أن إلحاح الأولياء على فتح المدارس الجديدة سبب المشاكل
من جهته مدير التربية محمد بوهالي، أرجع السبب الرئيس في غياب التدفئة عن العديد من المؤسسات خاصة المدينة الجديدة علي منجلي بالوحدة الجوارية 16 و17 وكذا المدينة الجديدة علي منجلي والمدينة الجديدة ماسينيسا، إلى فتحها أمام التلاميذ بصورة استعجاليه من أجل تجاوز مشكلة الاكتظاظ وبعد المسافة التي يقطعونها يوميا من أجل الوصول إلى مقاعد الدراسة، إلى جانب الإلحاح الكبير للأولياء المرحّلين، الذين طالبوا بفتح المؤسسات الجديدة، على أن تستكمل الأشغال في وقت لاحق، مضيفا في ذات السياق، أن هذا الاستعجال أثّر سلبا على استكمال الأشغال، حيث وعد بأنه لن يقوم بفتح أي مؤسسة في المستقبل إلا في حالة إتمام كافة الأشغال وانتهاء ربطها بمختلف الشبكات. كما أضاف المتحدث أن مصالحه بالتنسيق مع مديرية التجهيزات العمومية، قامت مؤخرا بوضع مدافئ كهربائية داخل أقسام ابتدائية ماسينيسا، وذلك بعد تعزيز شبكة التيار الكهربائي من أجل السماح للتلاميذ بالتمدرس في أجواء مريحة، سيما مع الانخفاض الكبير في درجة الحرارة الذي تعرفه ولاية قسنطينة، وهو الحل الذي اعتبره بوهالي مؤقتا فقط، حيث سيتم تزويد باقي المؤسسات التربوية بهذه المدافئ رغم أن القرار رفضه الأولياء، ليطالبوا بالإسراع إلى ربط المؤسسات بالغاز الطبيعي.
.. ووالي الولاية يأمر بمباشرة أشغال ربط المؤسسات التربوية بالغاز والكهرباء
من جهته والي الولاية كمال عباس بعد موجة الاحتجاجات التي أثارها أولياء التلاميذ بسبب غياب التدفئة عن مدارس أبنائهم خاصة بالمدينة الجديدة علي منجلي، حيث قاموا بمنعهم من الالتحاق بمقاعدهم الدراسية لأزيد من أسبوع إلى حين تدخل الوالي شخصيا، أمر عباس المعنيين بمباشرة أشغال ربط المؤسسات التربوية المذكورة بالكهرباء والغاز، على أن تتكفل الولاية بدفع الرسوم المالية، حيث كان هناك اتفاق مبدئي وقع بين مديرية التجهيزات العمومية وشركة توزيع الكهرباء والغاز، إلا أن الإجراءات المتبعة تتطلب مزيدا من الوقت، في انتظار منح المديرية العامة لسونلغاز الضوء الأخضر لفرع قسنطينة لمباشرة الأشغال.