وضع والي ولاية تيارت، السيد عبد السلام بن تواتي، نهاية الأسبوع الماضي، خلال زيارة العمل والتفقّد لدائرتي عين الذهب وعين كرمس، في الخدمة الغاز الطبيعي ببلدية الروصفة التي تبعد بتسعين كيلومترا عن عاصمة الولاية تيارت، حيث استفاد ما مجموعه 720 عائلة من الغاز الطبيعي الذي وصل إلى مساكنهم وبالتالي ودّعوا نهائيا مشكل التزوّد بقارورات البوتان ومعاناة الحصول عليها، خاصة وأنّ بلدية الروصفة تبعد كثيرا عن الدوائر الحضرية الكبرى، ناهيك عن البرودة الشديدة التي تتميّز بها خاصة شتاء.

وعبّر عشرات السكان الذين تحدّثت إليهم «المساء» عن فرحتهم الكبيرة بهذا الإنجاز بإيصال الغاز الطبيعي إلى مساكنهم والاستفادة من خدماته، والقضاء نهائيا على مشكل البوتان ومعاناة الحصول على قارورات الغاز التي كانت تشكّل هاجسا حقيقيا بالنسبة لهم سواء ما تعلّق برحلة البحث للحصول عليها إضافة الأسعار التي كانت تتداول وكانت تصل إلى 350 دينارا للقارورة، في حين سعرها الحقيقي مائتا دينار.بهذا الإنجاز تكون ولاية تيارت قد بلغت نسبة تغطية تقارب 90 بالمائة، ويبقى سوى ربط بلدية سيدي بختي من مجموع 42 بلدية، حيث تمّ تخصيص غلاف مالي جاوز 200 مليار سنتيم لربط بلدية سيدي بختي بالغاز والأشغال جارية على أن يتم الانتهاء منها خلال السداسي الأوّل من السنة الجارية.

23 مشروعا سياحيا للنّهوض بالقطاع 

تتوفّر ولاية تيارت على 10 فنادق بعضها مصنّف والبعض الأخر دون تصنيف بمجموع 947 سريرا، وهي نسبة قليلة وقليلة جدا لولاية بحجم تيارت، تتوفر على العديد من المناطق السياحية والتاريخية بإمكانها استقطاب عدد معتبر من السياح وطنيا ودوليا.

نقص المرافق والبنية التحتية من وسائل نقل وهياكل استقبال جعل مفهوم السياحة عند السكان والقائمين على القطاع تعتمد بالدرجة الأولى على مناسبات تنظيم المهرجانات، كالمهرجان الوطني للفرس، وغيره للترويج لقطاع السياحة الذي يعاني نقصا وتأخرا كبيرا للنهوض به، رغم الإمكانيات الهائلة وما تزخر به الولاية في مجالات التاريخ كأهرامات لجدار،  خلوة مؤسس علم الاجتماع عبد الرحمن ابن خلدون، مصنع النقود لمؤسس الدولة الجزائرية الحديثة الأمير عبد القادر المتواجد بمنطقة تاقدمت، إضافة إلى أثار كولينماتا ببلدية سيدي الحسني المتواجد بها هيكل عظمي لإنسان ستة آلاف سنة قبل ميلاد المسيح.

لتدراك النقص الفادح في هياكل الاستقبال خاصة الفندقية منها، صرح مدير السياحة لولاية تيارت، خلال منتدى إذاعة تيارت نهاية الأسبوع الماضي، أنّ هناك 23 مشروعا سياحيا تمّ اعتماده من قبل الوزارة الوصية، وسيشمل بناء وتهيئة 23 فندقا ومرفقين سياحيين، البعض منهما مصنّف أربعة وخمسة نجوم، فيما تمّ كراء فندق الولاية بوسط مدينة تيارت لأحد الخواص شرع في القيام ببعض أشغال التهيئة، مؤكدا في سياق نفسه أنّ مناطق عين الذهب والرشايقة السهبيتين استفادت من مشروعين لبناء فنادق بهما.

وبخصوص الاستثمارات في قطاع السياحة وحسب القوانين المسيرة للقطاع، أشار مدير السياحة إلى اعتماد امتلاك الإمكانيات المادية والمالية لكلّ مستثمر يرغب في الاستثمار، حيث أنّ مساهمة المستثمر تكون في حدود 30 بالمائة من كلفة المشروع والأخرى يمكن الحصول عليها عن طريق قرض من البنوك خلافا للسنوات الماضية، حيث كان الاعتماد كليا على الموارد المالية من البنوك.