الدكتور عمار دوارة مدير المسرح العربي بالقاهرة لـ«المساء»:

«كبار الفنانين اختاروا السينما والدراما لما توفره من شهرة وأموال»

«كبار الفنانين اختاروا السينما والدراما لما توفره من شهرة وأموال»
  • القراءات: 1190
حاوره: رضوان قلوش حاوره: رضوان قلوش

يعد الدكتور عمار دوارة من أبرز الشخصيات المسرحية بمصر، وكان له السبق في المسرح التجريبي في العالم العربي، كما له عدّة إسهامات ومشاركات في مهرجانات مختلفة، قدّم خلالها تجربته الرائدة في المجال، وقد كان لـ«المساء» لقاء مع الدكتور عمار دوارة حول الراهن المسرحي العربي والمصري. 

❊ كيف تعرّف نفسك للقراء؟

❊❊ الدكتور عمار دوارة مخرج وناقد مسرحي ومؤرّخ وباحث، مؤسس ومدير المسرح العربي بالقاهرة في دوراته الأربعة عشر، والدورة الخامسة عشر ستكون في شهر مارس القادم، تنظّمه الجمعية المصرية للغة المسرح، وأنا والحمد لله أوّل عضو فيها، وأعتز بذلك، وقد قدت المهرجان لـ 15 سنة متواصلة وبنوعية، وكانت لنا تجربة في المسرح التجريبي لأوّل مرة في العالم العربي سنة 1986، إلى المهرجان الاستعراضي الضاحك للطفل والمسرح العالمي والمسرح الجديد مع الألفية الجديدة سنة 2000 والذي قمت بتأسيسه وإدارته.

❊ ما الذي يمكن أن يقدّمه مهرجان المسرح العربي بمصر للمسرح العربي؟

❊❊ المسرح العربي بمصر تأسّس بالأساس لإحياء مسرح الكلمة والمسرح الشعري، وتقديم نماذج مشرفة للفرق العربية الكبرى، وليس للفرق الصغيرة فقط التي كانت تأتي للمهرجان التجريبي. واستطاع المهرجان استضافة فرق كبيرة كالفرقة العراقية «مختبر بغداد»، وفرقة «طقوس» وفرقة المسرح التجريبي من الأردن والمسرح الوطني بالجزائر ومن تونس التي قدّمت أكثر من تجربة بدورتين، كما قام المهرجان بتكريم عمالقة المسرح الجزائري، على غرار الراحل امحمد بن قطاف، سيد أحمد أقومي، والدكتور بوكروح وجمعية «البليري» التي زارت القاهرة.

نقدم من خلال المهرجان عشرة عروض دون منافسة، يتم فيها منح درع مشاركة لكلّ الفرق، مع منحها شهادات تقدير للكل، بالتالي كان هذا أوّل مهرجان عربي بدون تسابق، وبعدها توسّعت الفكرة لمهرجان الفجيرة سنة 2003، ثمّ مهرجان دمشق الذي عاد بعد ما توقّف 16 عاما، ومهرجان قرطاج. تهدف الفكرة إلى «اللاتنافس»، إلى التكامل مع بعض كفرق،  مع عقد ورشات تعد إضافة كبيرة للجمهور العربي والمصري.

❊ التنافس الهدف منه الاستفادة من جائزة مالية باستطاعتها دعم الفرقة أمام وضعية المسرح العربي، كيف تعلق على ذلك؟

❊❊ الحقيقة أنّ الجائزة تحصل عليها فرقة واحدة وليس كلّ الفرق، كما أنّ العرض أنتج، وبذلك الجائزة سيستفيد منها بعض الأفراد. كما أنّ مهرجان المسرح العربي قائم على التطوّع والمساعدات ضئيلة جدا وكلّ المشاركين لا يتلقون أجورا، لكن هناك نوع من الإصرار وكلّ رموز المسرح العربي زاروا مصر بعروضهم الخاصة.

❊ كيف يتم التحكيم في الأعمال المشاركة في مهرجان بلا تنافس؟

❊❊ لجنة تحكيم متكوّنة من 5 مختصين من 5 دول مختلفة، إلى جانب حكمين من مصر، يقيّمون العروض المصرية التي شارك فيها سنويا بين 120 و130 عرضا يتم من خلالها اختيار 12 عرضا، وتقوم اللجنة بتقديم جوائز في كلّ مفردات العرض المسرحي لأفضل العناصر في المسرحيات المشاركة.

❊ تعرف مصر موجة مسرحية جديدة يقودها جيل من الشباب، كيف تعلق على ذلك؟

❊❊ هذه ظاهرة صحية مع ضرورة وجود الكبار على الساحة، لكن كبار الفنانين اختاروا السينما والدراما لما توفّره من شهرة وأموال، في حين أنّ المسرح يحتاج لتضحيات كبيرة، وأنا حزين بسبب اختفاء المسرح الشعري والمسرح الغنائي والأوبرا وأتمنى أن تكون كلّ الأنواع ممثلة، وكنت أتمنى أن تكون هناك مسارح قومية في مهرجان وهران، حيث نجد بأن الـ3 عروض المشاركة يقودها شباب، وأفضّل أن تكون هناك مجموعة عروض رصينة إلى جانب عروض الشباب، لتعريف الجمهور العربي بالمسارح القومية المصرية.

❊ لاحظنا طغيان الاقتباس من النصوص العالمية في معظم العروض المقدمة، هل توجد أزمة نص في العالم العربي؟

❊❊ لا، من يقول بأن هناك نقص فهو عاجز عن المطالعة. هناك مؤلفون، وأنا أشارك كل مرة في عدة لجان تحكيم، واكتشفت نصوصا رائعة وقمة في الكتابة المسرحية، لكن المشكل هو؛ كيف يمكن أن يتواصل المخرج مع هؤلاء الكتاب؟ مع وجود أزمة نشر، إلى جانب أزمة إنتاج، مما ساهم في انكسار التواصل، ثم ربما تكون هذه الموضة هي السائدة اليوم، ليؤكّد المخرج مهارته، وأنا ضدّ فكرة أن يكون المسرح مكانا لإبراز المهارة بقدر ما هو مكان لإبراز الأفكار وإبراز قدرة المسرح على التواصل مع المتلقي.