عمر خيثر:

لا نستطيع بيع أعمالنا، إذن اشتروها

لا نستطيع بيع أعمالنا، إذن اشتروها
  • القراءات: 1342
ل. د ل. د

أكد الفنان عمر خيثر والمسيّر السابق لرواق «حسين عسلة»، التابع لمؤسسة «فنون وثقافة»، أن الفنان الجزائري لا يمكنه أبدا أن يعيش من فنه، وأغلب الفنانين بحكم وجود قلة من الشارين، يبيعون أعمالهم في الخارج وبالتالي يذهب تراثنا سدى. أما المتاحف ـ حسب الفنان ـ فتشتري النزر القليل من الأعمال، ناهيك عن جامعي اللوحات الذين بدورهم لا يشترون كثيرا، رغم أن الجزائر تضم فنانين موهوبين ذوي مستوى عال، والدليل فوزهم بالجوائز الأولى في المسابقات الدولية.

أما عن إعلان وزير الثقافة إنشاء سوق للفن التشكيلي، فقال الفنان إنه على الدولة التشاور مع الفنانين في هذا الأمر، خاصة أن الفنانين لا يتوقفون عن عرض أعمالهم،  ولكن لا حدث. مضيفا أنه نظم معرضين في رمضان الماضي بدون زيارة أي مسؤول من الوزارة ولو على سبيل التشجيع، كما أنه باع بعضا من أعماله لخواص لا يساهمون في تشكيل سوق للفن التشكيلي، ليتساءل «ما معنى إنشاء سوق للفن التشكيلي في الجزائر؟ هل ستتم عمليات بيع بالمزاد؟ هل سيتم شراء اللوحات من الفنانين وتزويد المتاحف بها؟»، مضيفا أنه يجب توعية مديري  المؤسسات الكبيرة والفنادق الذين في أغلب الأحيان، يفضلون شراء اللوحات الصينية زهيدة الثمن، ولا يهتمون باقتناء الأعمال الجزائرية رغم أن هذا الفعل يساهم في إبراز تراثنا وفننا حتى أمام الأجانب الذين ينزلون في الفنادق، وهنا يجب ـ حسب الفنان- التأكيد على السياحة الثقافية. في المقابل، أشار المتحدث إلى أنه بعد الاستقلال، لم تكن تحظى الجزائر بعدد مهم من الفنانين الذين تباع أعمالهم بسعر غال وإن لم تكن في المستوى، في حين أن هناك فنانين جددا بمستوى عال ومن بينهم الذين احتضنت أعمالهم الرواق الذي كان يسيره وقدموا من ولايات مختلفة، معتبرا أن الجزائر تفتقد إلى نقاد يمكن لهم أن يقيّموا واقع الفن التشكيلي في الجزائر. 

في المقابل، قال الفنان بأنه في زمن التقشف يجب أن يُنظر إلى الفن بشكل أعمق، فهو بديل اقتصادي مهم، ليدعو إلى المزيد من الإشهار لمعارض الفنانين، ليتساءل عن سبب تخصيص إشهار كبير للحفلات وعدم الاكتراث بالمعارض الفنية. أما عن مسألة بيع اللوحات في الخارج، فقال الفنان أنه يشارك في المعارض الدولية لإبراز الفن الجزائري للعالم، لكن إذا كان ممنوعا بيع الأعمال في الخارج، فلماذا لا يتم شراؤها في البلد؟ أم أنه قُدر للفنان أن يجمع لوحاته في مخزن بيته وكفى». ليضيف أن الأجانب يشترون الأعمال الجزائرية ويقدرون قيمتها،  لكن الأمر غير ذلك بالنسبة لأبناء البلد، موضحا أنه يساعد محبي عمله في قضية السعر إلا أنه لا يحب التفاوض وكأن عمله مجرد سلعة. وهناك لوحات لا يبيعها الفنان مهما كان، ليختتم حديثه بعدم إيمانه بعيش الفنان من عمله، حيث قال بأن العديد من الفنانين يملكون منحة التقاعد وأن 90 بالمائة منهم كان لديهم عمل، ليضيف أنه مجبر على العمل لأنه يود الاستقرار من الناحية المادية، أما عن بطاقة الفنان، فقال بأنه لا يمكن استعمالها في الخارج لأنها مكتوبة باللغة العربية فقط.