بعد مراسلة مطمئنة من وزارة الثقافة

المسرح الوطني يؤجل وقفته الاحتجاجية

المسرح الوطني يؤجل وقفته الاحتجاجية
  • القراءات: 1211
 مريم. ن  مريم. ن

أكّدت نقابة عمال المسرح الوطني «محيي الدين بشطارزي» في لقائها بـ «المساء»، أنّها أجّلت الوقفة الاحتجاجية التي كانت قد دعت لتنظيمها أمس، وذلك بسبب مراسلة تلقتها من وزارة الثقافة (الوصية)، تطمئن فيها العمال بأنها ستأخذ بعين الاعتبار مطالبهم وتنظر في الملف الذي قُدم لها، والمتضمّن أساسا مراجعة سياسة التقشف التي ستطبق على المسرح.

أشار أعضاء من النقابة منهم السيد فوزي المكلّف بالإعلام في النقابة (يترأسها عباسي نور الدين)، إلى أنّ التأجيل تقرّر بعد تلقّي النقابة وعودا من وزارة الثقافة بدراسة المطالب المقدّمة والتعامل مع القضية بجدية.

أغلب من تحدّثت معهم «المساء» من عمال ونقابيين، أكّدوا أنّه لا مشكل مع الوزارة في حدّ ذاتها، لكنّه احتجاج متعلّق بمسألة مراجعة ميزانية التسيير، التي من المنتظر أن يتمّ تقليصها من 15 مليار سنتيم إلى 7 ملايير، وبالتالي ستكون عاجزة عن سدّ أجور العمال وتغطية مصاريف المسرح الوطني، وإعادة الهيكلة ستدفع إلى تسريح العمال، ولكن هذا ـ حسبما أكّدوه ـ لا يعني اصطداما مع الوزارة أو مع أيّ طرف آخر، علما أنّ كلّ المسارح الجهوية عبر الوطن تعاني نفس المشكل، لكن أثره عليها أقل من الأثر الذي سيترتب في بيت المسرح الوطني؛ على اعتبار أن هذا الأخير يشغّل 123 عاملا، بينما المسارح الأخرى لا يتعدى عمالها 25 أو 30 عاملا، ولها نفس ميزانية المسرح الوطني (كل مسرح مستقل بميزانيته السنوية)، وهنا ذكر البعض أن مستوى أجور موظفي المسرح هي من بين أدنى الأجور على المستوى الوطني.

للإشارة، فقد تبرأت نقابة المسرح الوطني من أي وقفة أو احتجاج لا تكون غايته حل معضلة الميزانية. وأكد ممثلها السيد فوزي أن استغلال الاحتجاج لأغراض أخرى مبهمة أو لضرب جهات ما، لا يعني العمال، إذ إنّ كلّ الموظفين هدفهم الحفاظ على الميزانية، وأن لا تخضع للمراجعة والخصم بداية من الموسم المالي الجديد الذي سيكون في مارس 2017، فهناك أسر تعيش من الرواتب، وهناك عمال قضوا أكثر من 30 سنة في المسرح، وآخرون مهددون بالتسريح. 

كان من المقرر أمس أن يلتحق عمال مسرح بجاية للاحتجاج أمام المسرح الوطني، وهو الأمر الذي رفضته نقابة المسرح الوطني جملة وتفصيلا، معتبرة أن لكل مسرح نقابته، ولا يجب أن يحوّل المسرح الوطني إلى مكان تطرَح فيه مسائل لا تعني الشأن المهني، والتأكيد على أن كل من لديه مطلب أن يتوجه إلى وزارة الثقافة، ولكن ذلك لا يمنع من أن تجتمع نقابات المسارح الجهوية في بيت المسرح الوطني لمناقشة الوضع، وإيجاد الحلول، وأن يكون المعنيون من عمال وأهل المسرح لا غير.