مخرج «القراب والصالحين»، نبيل بن سكة لـ «المساء»:

المبدعون لم يأخذوا حقهم والاحتراف غير موجود

المبدعون لم يأخذوا حقهم والاحتراف غير موجود
  • القراءات: 949
 حاوره: رضوان.ق  حاوره: رضوان.ق

نبيل بن سكة فنان عصامي خاض مسارا فنيا في المسرح منذ 30 سنة. أهم أعماله في الميدان المسرحي «ملحمة 8 ماي»، «أرض الفرسان»، «اللعبة»، «فرعون» و»الحجاج ابن يوسف»، وكلّ أعماله متوّجة، وله صيت في مدينتي سطيف والعلمة، حيث تمكّن من تأطير 70 بالمائة من الحركة المسرحية الشبابية. وفي هذا اللقاء الذي جمعه بـ «المساء» أكّد رضاه عن نفسه، ولمسه القبول من جمهور المسرح.

❊ حدّثنا عن «القراب والصالحين» المختارة كعرض غير رسمي بمهرجان المسرح العربي؟

— ❊❊ «القراب والصالحين» للكاتب عبد الرحمان كاكي، كانت مشروعا قبل أن تكون مسرحية، لأنّ مدير الثقافة السابق السيد العريبي زيتوني، وضع خطة تحصّلنا على ثمارها من خلال إنتاجه مسرحيتي «الثلث الخالي» و»القراب والصالحين» اللتين لازالنا تصنعان الحدث؛ بدليل تواجدهما في مهرجان المسرح العربي.

والخطة كانت قائمة على الاستفادة من المبدعين الشباب، وهو ما تمّ، حتى إنّني استخدمت فريقا تقنيا شابا من أبناء مدينة العلمة ممن لم تأتهم فرصة دخول المجال المحترف. رأى البعض أنّها مجازفة، لكني آمنت بالشباب ووثقت بهم وكان كلّ الطاقم التقني حيويا. كما يقوم عدد من زملائي بمساعدتي في التأطير؛ لذلك استطعت تقديم العرض بـ 26 ممثلا، ولايزال يقدّم العرض منذ سنتين بمعدل 30 عرضا. وتمكّن العرض من المشاركة في مهرجان المسرح المحترف. وحاز جائزة أحسن سينوغرفيا، عادت لشكري خواضرة. كما رشّحنا لجائزة أحسن إخراج، لذلك أدعو أن تُستثمر أموال الدولة في اكتشاف المبدعين.

العرض قبل إنجازه عرف مناقشات ومشاركات من دكاترة وخبراء، قمت بالاتصال بهم لإنجاز هذه المسرحية التي كنت قلقا بشأن عرضها، خاصة بولاية مستغانم؛ لكونها من كتابات أحد عمالقة المسرح وابن مدينة مستغانم، ولكن بمجرد تقبّل المستغانميين العرض شعرت بالارتياح.

❊ هناك 17 مسرحا جهويا في وقت لا نجد أعمالا ناجحة يمكنها المشاركة في المهرجانات الدولية؟

— ❊❊ لا بدّ للوزارة أن تعمل بالمشروع وفق دفتر شروط محدّد، بعيدا عن سياسة الريع، فهناك عدد كبير من المنتجين والمخرجين المحترفين. وأنا، على سبيل المثال، قمت بتزويد المؤسسة الوطنية للتلفزيون بـ 4 أعمال، وهو ما لم يقم أحد بمنحه للتلفزيون ممن يدّعون الاحتراف. ولم تتَح لي الفرصة لدخول عالم الاحتراف، وهو نفس الأمر بالنسبة لعدد كبير من المبدعين والقدرات الموجودة، ورغم هذا استطعنا أن نصنع الفارق.

❊ ماذا يعني لك الاحتراف المسرحي؟

❊❊— لم أجد الاحتراف بالجزائر، فأنا أتكفّل بمسرحياتي من أموال تعاونيتي، ونجحت في تكوين فريق محترف بمعنى الكلمة. مقابل ذلك نجد في بعض المسارح المحترفة من لا يستطيعون حتى التحكّم في التقنية، حيث يتم إدماج من هب ودب بالقطاع المحترف تحت غطاء «المعرفة»، والذي تحوّل إلى مصدر رزق وعمل للبعض قبل أن يكون حرفة وإبداعا للشباب الموهوبين.

❊ هل يعني ذلك أنّ المسرح لم يأخذ حقه؟

—❊❊ المبدعون هم من لم يأخذوا حقهم، فكلّ شيء متوفّر؛ من معدات ومسارح وسط تداخل الصلاحيات بين المبدعين ومسؤولي بعض المسارح، الذين يتدخّل بعضهم في العروض، وهو ما لا يتوافق مع الاحتراف. وأنا شخصيا لا أقبل أن يتدخّل من ليس له علاقة بالمهنة في أعمالي. كما أني أحترم أهل الاختصاص من محترفين وأساتذة ودكاترة ونقّاد في المسرح.

❊ وماذا عن المشاريع المستقبلية؟

— ❊❊ قدّمت ما أستطيعه وأنا أمارس هذه الحرفة حبا فيها، والفن أمارسه في تعاونيتي، ومن يؤمن بقدراتي أنا مستعد للعمل معه. ولديّ عروض نافست المحترفين، والموهبة التي أملكها أنا أسميها «ابتلاء» رغم أنّني مؤمن بأنّ الله هو من منحني هذه الموهبة، لذلك أشتغل من أجلها بكلّ ما أملك من قوة، ولقيت القبول والتقييم من طرف العديد من أهل القطاع.