زيتوني يفتتح ملتقى المقاومة بمنطقة الزيبان:

استقلال البلاد تطلب قوافل من الشهداء

استقلال البلاد تطلب قوافل من الشهداء
  • القراءات: 476
 نورالدين .ع  نورالدين .ع

أكد الطيب زيتوني، وزير المجاهدين، على هامش زيارته لولاية بسكرة أمس، أن برنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، تميز بإنجازات هامة، تجلت في التقدم والإزدهار في كنف الأمن والسكينة والإستقرار، بفضل المصالحة الوطنية التي هندسها هذا المجاهد الذي نجح في إخراج البلد من نفق مظلم.

أشرف الطيب زيتوني، وزير المجاهدين بالمتحف الجهوي للولاية السادسة التارخية محمد شعباني ببسكرة، على إفتتاح فعاليات الملتقى الوطني حول (المقاومة الوطنية في منطقة الزيبان خلال القرن التاسع عشر) بحضور الأسرة الثورية والسلطات المدنية والعسكرية وأساتذة من مختلف جامعات الوطن وطلبة قسم التاريخ بجامعة بسكرة.

واستهل ممثل الحكومة كلمته بالقول «إن المصالحة الوطنية عمقت الثقة وبنت أسس الأمل وحددت قواعد التماسك والتلاحم الوطني تجعلنا ندرك أن رسالة الجزائر اليوم مجسدة في وفائها لبيان أول نوفمبر».

وقال الوزير إن مسيرة الشعب الجزائري نحو الحرية والسيادة ستعكسه أشغال هذا الملتقى الوطني، مضيفا أنه على يقين أن مداخلات وبحوث الأساتذة ستسمح باستجلاء مكامن عظمة الشعب الجزائري عبر التاريخ، الذي لم تخمد له ثورة منذ أن وطئت أقدام الغزاة أرضه الطاهرة، فما أن تخمد إنتفاضة حتى تندلع أخرى، وظل في سجال مع العدو بالمقاومة التي لم تقتصر على المواجهة المسلحة المباشرة، بل أخذت أشكالا كثيرة ومنها المحافظة على الهوية الوطنية.

واستطرد قائلا «لقد شهدت منطقة الزيبان بموقعها الإستراتيجي أحداثا ووقائع في إطار المقاومة الوطنية وكل أشكال رفض الاحتلال الفرنسي، الذي تصدى له أبناء هذه المنطقة المجاهدة بكل ضراوة، فمن مقاومة عبد القادر إلى إنتفاضة أولاد جلال سنة 1847، فثورة الزعاطشة سنة 1849 إلى ثورة الصادق بلحاج سنة 1858، فثورة العامري سنة 1876»، واستمرت المقاومة والمواجهة إلى الحركة الوطنية يوضح الوزير، التي تبلور خلالها النظال السياسي، ثم بلغت أوجها ليلة أول نوفمبر 1954، بتفجير ثورة التحرير المجيدة، التي عبأت ووحدت مجهودات كل الجزائريين في مختلف ربوع الوطن وفي ديار الغربة كذالك، للسير قدما نحو هدف واحد، ونذروا له النفس والنفيس، وهو استعادة السيادة للوطن والكرامة للشعب، إلى أن أشرقت شمس الحرية.

واقتبس من كلام رئيس الجمهورية عندما قال «إن المقاومة وما أعقبها من إنتفاضات متوالية كلفت بلادنا ملايين الشهداء الذين قضوا في سبيل الشرف والحرية في مواجهة استعمار طال قرن ونيف لكي يستوطن أراضينا وينفي المقاومين منا ويسعى من أجل اضمحلال ثقافتنا وإندثارها وقصارة صير أبناء شعبنا معذبين في الأرض على حد تعبير المجاهد ورفيق الثورة الفقيد الدكتور فرانس فانون».

وأكد في كلمته أن الشعب الجزائري عامة وشبابه خاصة أدرك بوعيه المتوقد وحسه المدني الرفيع، الثمن الباهظ الذي قدمه أسلافه ليعيش حرا وسيدا في أرضه، ذلك الثمن الذي يقف عليه كل يوم في مقابر الشهداء وفي مراكز التعذيب والمتاحف ومواقع التفجيرات النووية، وما إلى ذلك من الشواهد التاريخية الكثيرة الدالة على فداحة بطش المستدمر، ومنها ما تحمله أجساد المعطوبين من المجاهدين وضحايا المتفجرات والألغام المخلفة عن الحقبة الإستعمارية عند حدودنا الشرقية والغربية، وهي المناطق التي يعمل مغاوير جيشنا الوطني، سليل جيش التحرير ـ يقول الوزير ـ على تطهيرها وتأهيلها ليستفيد منها المواطن بإقامة مشاريع تنموية.

وخلص إلى القول أن أمانة الشهداء ستظل في أعناق كل الغيورين على هذا الوطن المفدى، وأن كتابة التاريخ من الأولويات لقطاعه، لاسيما المتعلقة بفترة المقاومة والحركة الوطنية والثورة التحريرية المظفرة، وهو أقل ما يقدم لهؤلاء الأبطال، مؤكدا أن دائرته الوزارية تعمل على استرجاع جماجم الشهداء المتواجدة بمتاحف فرنسا.