تكريم بن صابر وحيمور وأدار بالمسرح الوطني

شهادة عرفان لجيل أرسى ركائز المسرح الجزائري

شهادة عرفان لجيل أرسى ركائز المسرح الجزائري
  • القراءات: 989
 مريم. ن مريم. ن

بادرت جمعية «الألفية الثالثة» أوّل أمس بالمسرح الوطني «محي الدين بشطارزي» إلى تكريم ثلة من الفنانين وهم محمد أدار وجمال بن صابر ومحمد حيمور الذين قدموا من الباهية وهران حاملين ذكرياتهم وأمجادهم التي رفعت من شأن المسرح الجزائري عاليا من خلال روائع لا تزال محفوظة في الذاكرة.

نشط الحفل محسن الذي ثمّن في كلمته الترحيبية المبادرة التي تهتم بالفنانين وتكرمهم وهم على قيد الحياة، ثم طلب من الجمهور الوقوف دقيقة صمت على روح الفقيدين أبو جمال والحاج رحيم اللذين سجلا اسميهما بحروف من ذهب في سجل الفن الجزائري، ليدخل بعدها المكرّمون على أنغام الزرنة والزغاريد ويقف الجمهور تحية لهم، وهو ما انعكس على ملامح الفنانين حيث بدت علامات التأثر وبادلوا الجمهور التحية قبل الجلوس على الخشبة.

بالمناسبة، قدّم سيد علي بن سالم رئيس جمعية «الألفية الثالثة» كلمة أبرز فيها قيمة المكرّمين الذين أعطوا للخشبة سنوات طويلة من أعمارهم، واعتذر نيابة عن الفنان حيمور الذي تغيّب لأسباب خاصة لكنه بلّغ سلامه للجمهور الحاضر.

مسار محمد أدار يضم 44 مسرحية منها «الخبزة» التي جمعته بالراحل عبد القادر علولة، وصقل موهبته الفنية في بداية مساره بالدراسة في المعهد الوطني للموسيقى والمدرسة الوطنية للفنون الدرامية ثم التحق بالمسرح الوطني فالمسرح الجهوي بوهران، لم يفرط في التكوين فضم إلى شهاداته الوطنية شهادات أخرى من مدارس عالمية مثل باريس والاتحاد السوفيتي.

بالنسبة لحيمور، فقد دخل المسرح سنة 1961 وعمل مع عمالقته واشتهر بصوته الغنائي في كل أعماله، أما بن صابر فهو عميد مسرح الهواة بمستغانم، ولا يزال يكوّن الأجيال في فن التمثيل.

الحفل استهل بصوت شجي قدم من البليدة وهو الفنان نصر الدين البليدي الذي بدأ باستخبار في النوع الصحراوي «ياي ياي» أدّاه بتمكّن وإحساس عال، ثم قدم بعض أغانيه المعروفة وكان في غاية الانسجام مع الفرقة الموسيقية المكونة من عازفين محترفين وكان الجمهور يطالبه بالمزيد ليختتم بأغنية «العوامة» للمطرب رابح درياسة. بعده تقدم الفنان بن زينة الذي طلب من الجمهور أن يطلب ما شاء من أغانيه وكان له ذلك وتجاوب معه الجمهور، وبدا بن زينة مرتاحا على الخشبة وكان يمازح جمهوره ويتبادل معه الحديث، ومن الأغاني التي أداها أغنية «سارة» التي ألح الجمهور عليه لأدائها ليرد «كنت أظن أنني طلّقتها لكنها ترجع في كل مرة تطلبوها».

دخل بعدها العملاق محمد العماري في شموخ ليؤدي إحدى روائعه ثم أهدى جمهوره الوفي أغنية عن الجزائر الحبيبة دعا فيها إلى الحب والروابط التي تجمع كل الجزائريين من الحدود إلى الحدود. وكان للفن القبائلي نصيبه من الحضور من خلال فنان شاب تفيض منه الموهبة والحيوية دب بحركاته الخفيفة على الخشبة وهو يؤدي أغاني قبائلية بعضها للفنان علاوة... إنه الفنان غيلاس أمزال ذو الصوت القوي والناعم في آن واحد والأداء المتميز الذي أدهش الجمهور ليختتم فقرته باستخبار من الطبع المغربي.

انطلقت مراسيم التكريم مع الفنان محمد أدار الذي أهديت له ميدالية وبرنوس وكذلك الحال مع الفنان بن صابر، أما تكريم الفنان حيمور فتسلمه نيابة عنه الفنان عبد العزيز قردة، وأشاد المكرمان بالالتفاتة التي ثمّنت مشوارهما الفني الذي تجاوز عقودا، كما شكرا الجمهور الحاضر.

الجمهور أغلبه كان من العائلات بما في ذلك الأطفال الذين تعرفوا على الفنانين ورقصوا مطولا، كذلك الحال مع الجيل القديم (الشيوخ) الذين ارتبطوا بالفن الأصيل وبرموزه فحضروا بكثرة وكانوا يحيّون الفنانين عن بُعد وأحيانا يرقصون أو يتحدثون فيما بينهم عن سنوات الفن الجميل الذي كان يلم الشمل.

للتذكير، كرمت جمعية الألفية منذ تأسيسها سنة 2001 زهاء 90 شخصية من قامات الفن الجزائري في المسرح والسينما والتلفزيون والغناء، إضافة لنجوم عرب، وهذا الحفل الأخير يعتبر افتتاح لموسم 2017.