بعدما ذكّرت بالالتزام الأخلاقي الذي تضطلع به المجموعة الدولية

الجزائر تدعو مجلس الأمن لوقف العدوان على غزة

الجزائر تدعو مجلس الأمن لوقف العدوان على غزة
  • القراءات: 665
مليكة. خ مليكة. خ
دعت الجزائر مجلس الأمن الدولي لتحمّل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني، واتخاذ التدابير اللازمة من أجل إيقاف العدوان الإسرائيلي على غزة، منددة خلال نقاش بمجلس الأمن حول الشرق الأوسط، بالاعتداء الإسرائيلي وهمجيته، والذي خلّف المئات من الضحايا في صفوف المدنيين الفلسطينيين.
جاء ذلك في تدخّل لممثل الجزائر الدائم بالأمم المتحدة صبري بوقادوم؛ حيث استعرض   الوضع السائد في غزة، منددا بشدة الاعتداء الإسرائيلي وهمجيته، والذي خلّف المئات من الضحايا في صفوف المدنيين الفلسطينيين.
 وذكر في هذا السياق، أن من بين الضحايا طفلا جزائريا يدعى عبد الله يوسف عبد الجبار دراجي، يبلغ من العمر ثلاث سنوات، قُتل إثر غارة جوية إسرائيلية في رفح عندما كان في المنزل رفقة والدته.
 وأمام هذه البشاعة، ذكّر ممثل الجزائر بالأمم المتحدة بالالتزام الأخلاقي والشرعي الذي تضطلع به المجموعة الدولية إزاء حماية المدنيين الفلسطينيين بصفة استعجالية، مضيفا أنه لا وجود لأي استثناء في الطابع العالمي لحقوق الإنسان.
 وبعد التأكيد على ضرورة معالجة الأسباب العميقة للنزاع من أجل التوصل إلى سلام دائم بالمنطقة، دعا السيد بوقادوم إلى رفع الحظر المفروض بصفة غير شرعية من قبل القوة المحتلة على الفلسطينيين في قطاع غزة.
  كما دعا إلى إنهاء الاحتلال غير الشرعي للأراضي الفلسطينية، مؤكدا أن السلام في المنطقة مرهون بقيام دولة فلسطينية، في حين أشار إلى أن فشل مختلف مبادرات دفع مسار السلام بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، ساهم في تزايد الإحباط، ومنه تأزم الوضع ميدانيا.
وبعدما جدّد دعم الجزائر للجهود الجارية التي يقوم بها الفاعلون الدوليون من أجل عودة الهدوء، ذكّر ممثل الجزائر بالمسؤولية الملقاة على عاتق مجلس الأمن كهيئة مكلفة بموجب ميثاق الأمم المتحدة، ذكّر بالحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وكذا مسؤولية كل بلد عضو في المنظمة إزاء الوضع.
  كما ذكّر ممثل الجزائر بسقوط أكثر 600 فلسطيني، أغلبهم من المدنيين، وجرح أكثر من 3640 شخصا منذ بداية الاعتداء في الثامن من الشهر الجاري، حسب حصيلة لمصالح الإنقاذ الفلسطينية، التي أشارت إلى أن هذه الحصيلة مازالت مرشحة للارتفاع.
 وكان وزير الخارجية السيد رمطان لعمامرة قد دعا يوم الأحد الماضي، الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، إلى التحرك السريع لوقف العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين في قطاع غزة، مؤكدا على ضرورة استئناف المفاوضات؛ من أجل التوصل إلى اتفاق سلام شامل، ينهي الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
وجاءت هذه المناشدة في رسالة وجّهها لعمامرة للأمين العام الأممي؛ حيث طالبه بتحمّل مسؤولياته إزاء الشعب الفلسطيني الأعزل، وبالتحرك السريع والجدي والفعال وفق  قوانين المنظومة الأممية، لاتخاذ التدابير اللازمة من أجل الوقف الفوري لهذا العدوان السافر، وإنقاذ أبناء الشعب الفلسطيني من المجازر التي تُرتكب يوميا في حقه، والتي تُعد انتهاكا صارخا للمواثيق الدولية والقانون الإنساني الدولي.
  كما عبّرت الجزائر عن أملها في توظيف السلطة الأدبية والسياسية والقانونية لهيئة الأمم المتحدة لنصرة الشعب الفلسطيني، من خلال وقف العدوان بشكل فوري، وتطبيق كافة قرارات الشرعية الدولية، الرامية إلى تحقيق سلام عادل وشامل ودائم في الشرق الأوسط، يشمل، حتما، إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف.
  وكانت عدة تشكيلات سياسية ومنظمات وطنية، قد استنكرت في بياناتها الاعتداء الصهيوني على غزة، منددة بالصمت الدولي المطبق على المجازر المرتكَبة في حق الشعب الفلسطيني الأعزل. كما دعت منظمة الأمم المتحدة إلى تحمّل مسؤوليتها الكاملة إزاء انتهاكات حقوق الإنسان. وقد استنكر المجلس الإسلامي الأعلى، أمس في بيانه، هذه المجازر الوحشية التي يذهب ضحيتها مدنيون، أغلبهم نساء وأطفال أبرياء، داعيا جميع المسلمين إلى الدعم المادي والمعنوي لهذا الشعب الشجاع. وناشد الشعوب والدول المحبة للسلام والعدل التحرك السريع والفعال؛ لوضع حد لهذا العدوان الهمجي، مطالبا المنظمات الدولية باتخاذ الإجراءات السريعة التي يقتضيها هذا الوضع الخطير؛ حتى تعود للشعب الفلسطيني المظلوم، حقوقه الشرعية في إقامة دولته المستقلة على أرضه.
  كما نُظمت وقفات تضامنية ومسيرات في مختلف جهات الوطن، عبّر من خلالها المواطنون عن استنكارهم لما يحدث من عمليات إبادة ضد الفلسطينيين، كما هو شأن سكان باتنة، الذين أبرزوا أمس، صور التضامن والتآخي مع إخوانهم في غزة. وحمل المتظاهرون في هذا الصدد، العلم الجزائري والفلسطيني؛ كتأكيد على التضامن بين الشعبين الشقيقين، منددين في الوقت ذاته، بما وصفوه بالصمت العربي تجاه الوضعية التي لم تعد تطاق.
  وأعلنت أحزاب ومنظمات وطنية عن القيام بعدة أعمال تضامنية لصالح فلسطين، كما هو شأن حزب العمال والاتحاد العام للعمال الجزائريين؛ حيث يعتزم الطرفان التشاور حول الجوانب المتعلقة بالدعم المادي والمالي الموجَّه لأهالي قطاع غزة.