عبد الحفيظ إيزم، رئيس الاتحادية الجزائرية للرياضة المدرسية لـ«المساء»:

النشاط الرياضي المدرسي يعاني من تداخل القوانين المسيرة له

النشاط الرياضي المدرسي يعاني من تداخل القوانين المسيرة له
  • القراءات: 775
ع.إسماعيل/فروجة.ن ع.إسماعيل/فروجة.ن

لا زالت الرياضة المدرسية في بلادنا تبحث عن مجدها الضائع، بعد أن كانت بمثابة القاطرة التي جرت وأوصلت العديد من الرياضيين والفرق والأندية إلى قمة المجد والتألق وطنيا ودوليا، حيث شكلت القاعدة الصلبة للرياضة الجزائرية في السبعينات والثمانينات، فكان النشاط فيها يمارس على أوسع نطاق، بل تحولت في مرحلة من مراحلها إلى القاعدة الخلفية للإصلاح الرياضي الوحيد الذي عرفته الجزائر، فكانت له خزانا حقيقيا في شتى الاختصاصات، لا سيما في الرياضات الجماعية.

أصبحنا اليوم نتحسر على تلك المرحلة الذهبية للرياضة المدرسية وعلى ضياع قدراتها، ونطرح عدة تساؤلات حول الأسباب التي أدت إلى تراجع مستواها ونشاطها والنسيان الذي طالها إلى أن أصبحت من آخر اهتمامات الجهات التي ترجع إليها مسؤولية بعثها من جديد،  وهي بالتحديد وزارة الشباب والرياضة ووزارة التربية الوطنية، مثلما يؤكده لـ«المساء» رئيس الاتحادية الجزائرية للرياضة المدرسية المنتهية عهدته، السيد عبد الحفيظ إيزم، الذي حصر المشاكل التي تعاني منها هذه الرياضة في تداخل قوانين وصلاحيات هاتين الوزارتين المطبقة على النشاط الرياضي في المؤسسات التربوية والأندية والجمعيات الرياضية، حيث قال محدثنا في هذا الشأن: «اليوم أصبح من الضروري توضيح الوضع القانوني الذي بنت عليه الوزارتان سياستهما فيما يتعلق بتسيير وتطوير النشاط الرياضي، لأننا نقولها بصراحة؛ إن قوانين وزارة التربية لا تتماشى مع قوانين وزارة الشباب والرياضة في هذا المجال».

قدم محدثنا في تصريح لـ«المساء»، بعض الأمثلة عن غياب التجانس بين الوزارتين في كيفية تسيير الرياضة المدرسية، حيث قال في هذا الشأن: «لكلا الوزارتين جمعيات رياضية، لكن هذه الأخيرة تختلف من حيث طبيعة نمطها وتسييرهما، فتلك التابعة لوزارة التربية لها نشاط رياضي وثقافي يضطلع، على تسييرها طاقم إداري غير منتخب، في حين أن اتحاديتنا بصفتها هيئة تخضع لوزارة الشباب والرياضة ومكلفة بتسيير النشاط الرياضي المدرسي، تسير جمعيات لها طابع رياضي محض ومبنية على نظام الانتخابات، فكل جهة تطبق ما يحلو لها في المجال القانوني، وقد خلق هذا الوضع تداخلا في الصلاحيات بين الطرفين لما يتعلق الأمر بتنسيق الجهود بيننا وبينهم في مجال تنظيم المنافسة وتطويرها وأدى في كثير من المرات إلى عرقلة تطوير هذه الرياضة».

وحسب محدثنا، فإن الأوقات التي يقضيها أساتدة التربية البدنية طيلة الأسبوع في النشاط الرياضي لا يسمح لهم بالتفرغ كلية للمنافسات الرسمية في نهاية كل أسبوع أو خلال الشهر، وهذا ما يؤثر على حسن سير برامج المنافسة، ومنه التقليل من أهمية هذه الأخيرة، ومن أجل الحد من هذه الفوضى، طالب رئيس اتحادية الرياضة عبد الحفيظ إيزم من وزارة التربية، بأن تقوم بإدخال تغييرات في توقيت زوال النشاط الرياضي بالمؤسسات التربوية لكي يتفرغ أساتذته للمنافسة الرسمية التي تعد هامة جدا في مجال تحديد مستوى تطور هذه الرياضة.

يعتقد السيد إيزم أن خلاص الرياضة المدرسية في الجزائر يتمثل في إعادة النظر في القوانين التي تسيرها، حيث قال بأن الاجتماعات التنسيقية التي وقعت في كثير من المرات بين وزارة التربية الوطنية ووزارة الشباب والرياضة لم تسمح بإزالة جزء كبير من العراقيل التي تعاني منها الرياضة المدرسية، مؤكدا أنه أصبح من الضروري إعادة النظر في القوانين التي تسير النشاط الرياضي المدرسي.

تطرق محدثنا من جهة أخرى، إلى حصيلة الاتحادية التي ترأسها في العهدة الفارطة، قائلا بأنها كانت إيجابية للغاية، حيث أنها سمحت لهيئته من توسيع رقعة الممارسة في النشاط الرياضي، و قال محدثنا في هذا الشأن: «لقد سارت اتحاديتنا خلال العهدة التي انتهت مؤخرا في ظل الإستراتيجية التي سطرناها، والمتمثلة في الوصول إلى بلوغ مليون منخرط في الرياضة المدرسية، ويمكن للاتحادية أن تحقق هذه الأمنية لو يتم في المستقبل القريب إيجاد حلول للتداخل الموجود بين قوانين وزارة التربية الوطنية ووزارة الشباب والرياضة في تسيير النشاط الرياضي».

كما أشار السيد عبد الحفيظ إيزم إلى أن النشاط الرياضي المدرسي سيكون حثيثا في الشهور القليلة القادمة، مشيرا في هذا الصدد إلى تنظيم السباق الوطني المؤهل للبطولة المغاربية التي ستحتضنها مدينة ساقية سيدي يوسف بالحدود الجزائرية التونسية، والمقررة في الفترة الممتدة بين 4 و9 فيفري القادم، حيث سيشارك فيها أربعة وعشرون عداء وعداءة جزائريين مؤهلين من البطولة الوطنية في صنف الشباب والأواسط.

من المنتظر أيضا أن يشارك الفريق الوطني المدرسي لأقل من إحدى عشرة سنة في بطولة العالم بقطر، لحساب طبعتها الثالثة والمسماة بجزيرة الأطفال، حيث ستجري هذه المنافسة الدولية من 7 إلى 15 فيفري القادم.

عبد الحفيظ إيزم يترشح لعهدة جديدة

كشف رئيس الاتحادية الوطنية للرياضة المدرسية، عبد الحفيظ إيزم، أنه سيودع ملف ترشحه لعهدة جديدة 2017 /2020، بتزكية من الفاعلين في الحركة الرياضية والوطنية وعائلة الرياضة المدرسية.

علق محدثنا في هذا الجانب قائلا: «هذه التزكية تسعدني بالرغم من ثقل المهمة بالنظر إلى المشاكل التي تعرضنا لها، لكننا رفعنا التحدي ولازلنا عند أفكارنا والمطالبة بإعطاء أهمية أكبر للاختصاص».

وتابع: «تجديد العهدة لأربع سنوات المقبلة ستمنح لي فرصة إكمال البرنامج، لاسيما فيما يتعلق بتنظيم جلسات خاصة بالرابطات الولائية لمناطق الشرق والغرب والجنوب... وقد عقدنا مؤخرا الجلسات الخاصة بمنطقة الوسط ببومرداس، وهي الملتقيات التي أتت بفائدة كبيرة على الفاعلين».

وفي سياق متصل، ذكر المسؤول الأول عن الرياضة المدرسية، أن الفائدة من نفس الجلسات هي رفع المطالب في جلسة أخيرة وطنية ستعقد مع نهاية الشهر الحالي بحضور ممثلين عن وزارتي التربية والشباب والرياضة، للخروج نهائيا من مشاكل البيروقراطية التي تعاني منها الرابطات ووضع نصوص قانونية بالشكل الذي يمكن للاتحادية المدرسية، باعتبارها جزءا من الوزارتين، العمل بكل راحة.

وختم إيزم حديثه بالإشارة إلى التحضيرات التي يجريها المنتخب الوطني لألعاب القوى اختصاص العدو الريفي، تحسبا للمشاركة في الطبعة الـ36 للبطولة المغاربية المقررة بساقية سيدي يوسف التونسية من 4 إلى 9 فيفري المقبل.