تنتعش تجارتها رغم الارتفاع «النسبي» في أسعارها

التمور جزء أساسي في ثقافة المستهلك الجزائري

التمور جزء أساسي في ثقافة المستهلك الجزائري
  • القراءات: 3957
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

تنتعش تجارة التمور في العاصمة على مدار السنة، تلك الفاكهة التي كانت ولا تزال من أكثر الثمار التي يقبل عليها المستهلك الجزائري، كجزء من ثقافته لغناء الجزائر بها، لأنها ذات منافع لا تعد ولا تحصى وتشهد إقبالا واسعا من طرف المستهلك المحلي وكذا الأجنبي، ورغم الارتفاع النسبي في سعرها، تبقى التمور تسجل حضورها على الموائد الجزائرية في مختلف المناسبات. 

تنتشر محلات بيع التمور في العاصمة بشكل ملفت للنظر، وتتمركز بشكل خاص على مستوى ساحة الشهداء، وكذا شارع بلوزداد، حيث أصبحت تلك المحلات وجهة كل من يود اقتناء التمور ذات النوعية الجيدة.

إلى جانب تلك المحلات، تنتشر تلك التجارة بين مختلف الأسواق الشعبية، فلا يمكن التجول في سوق معينة دون مصادفة تاجر يعرض كمية من التمور التي لها سحرها الخاص في جذب المستهلك، إلى جانب تلك المعارض التي تقام للصناعة التقليدية عبر مختلف بلديات العاصمة، حيث نلاحظ عادة أحد الحرفيين العارضين في جناحاتهم لتمور بمختلف أنواعها ومشتقاتها.

هذا ما لاحظناه خلال تجوالنا بمعرض الصناعة التقليدية المقام في ساحة أول ماي بالعاصمة، أين التقينا بالحرفي عز الدين   الذي شارك في المعرض بخيمة توحي لزائرها أنه في إحدى  ولايات جنوب الوطن، بعرضه لمختلف أنواع التمور التي أحسن تزيين جناحه بها، في ديكور بسيط تقليدي يأخذك في رحلة إلى ولاية بسكرة الشهيرة بها. إلى جانب ذلك عرض الحرفي عددا من مشتقات التمور كالرّب ومعجون التمر، وكذا التمر المحشي بالمكسرات، وخل التمر وغيرها من المواد الغذائية المصنوعة منه.

أوضح عز الدين أن بيع التمور في معارض الصناعة التقليدية ليس صدفة، فمثله مثل العسل يعتر التمر جزءا من التراث الاجتماعي الذي يعكس جانبا من تقاليد الأكل للمجتمع الجزائري، حيث يعد التمر جزءا لا يتجزأ من عادات الأسر الجزائرية لأن له فوائد عظيمة من جهة، كما أنه رمز من رموز الاحتفال من جهة أخرى، هذا ما يجعلها تتربع على عرش الفواكه المفضلة لدى الجزائريين خلال المناسبات الدينية والأعياد كشهر رمضان المعظم..

أوضح المتحدث أن الإقبال على التمر ومشتقاته لا يقتصر على فئة معينة، إذ يقبل عليه الرجال والمسنون الذين يعشقون هذه الثمرة أكثر من الشباب، ولعل ربط التمر بهذا السن راجع إلى أن نسبة معتبرة من كبار السن يعانون من داء السكري، لأن التمر لا يرفع من نسبة السكر في الدم إذا تم تناوله بأعداد فردية (وترا)، كما أن له فوائد عديدة عادة ما يعرف قيمتها كبار السن أكثر من الشباب الذين تغيب لدى بعضهم ثقافة استهلاك الفواكه.

وأوضح الحرفي أن هذه الفترة من السنة تشهد إقبالا كبيرا للتمر لأن هذه الفترة تتزامن مع موسم العمرة، فالعديد من المعتمرين يأخدون معهم كمية من التمور لتناولها خلال مدة الإقامة وتأدية مناسك العمرة.

كما يعتبر التمر في نظر الحرفي، فاكهة ذات دلالات شعبية كبيرة، فنظرا لسعره المرتفع نوعا ما، فهو يقدم كهدية ذات قيمة كبيرة، كما يقدم للمريض عند زيارته لما يحتويه من منافع كثيرة.

وعن أسعاره، يقول عز الدين بأنها تختلف من سوق لآخر، إلا أن معدل سعره يتراوح بين 450 دينارا إلى 600 دينار، حسب النوعية والسوق المباع فيها، وسعرها المرتفع لا يمنع الجزائريين من اقتناء كمية منها لتناولها والاستمتاع بذوقها الفريد.

أشار الحرفي إلى أن المستهلك بات اليوم يتمتع بثقافة أوسع لمنتج التمر، مما يجعله يقبل أكثر على مشتقاته، مثل خل التمر، أو الرب أو قهوة التمر، فنظرا لمنافعها العديدة، أصبحت هذه المادة تشهد إقبالا منقطع النظير.