بفضل انتشار باعتها وسط العاصمة

جزائريون يتبنون ثقافة النباتات الداخلية

جزائريون يتبنون ثقافة النباتات الداخلية
  • القراءات: 836
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

تعتبر ساحة البريد المركزي إمبراطورية حقيقية لبيع النباتات المنزلية، التي قررت مصالح بلدية الجزائر الوسطى تخصيصها قبل ثلاث سنوات لباعة النباتات الداخلية، كنوع من المعارض، إلا أن التوافد الكبير عليها، فضلا على تزيينها للساحة، دفع مصالح البلدية إلى تمديد آجال بقاء هؤلاء الباعة.

على عكس المعارض الأخرى المنظمة من فينة إلى أخرى، وفي أماكن مختلفة، ارتأى منظمو هذا المعرض تمديد آجال بقاء الباعة الذين زادوا من جمال الساحة وأضافوا عليها بهاء وروعة بفضل تلك النباتات الخضراء المعروضة على امتداد مساحة حولت بساطة الشارع إلى جنة خضراء، كثيرا ما استقطبت منذ اعتمداها كمقر لبيع النباتات التزيينية اهتمام المارة، فرغم صغر الساحة إلا أنها أضافت رونقا وجمالا مميزين استطاعت إعطاء وجه آخر للعاصمة غير الذي عهدناه، عرض فيها البائع مختلف أنواع النباتات مواكبا بذلك كل المواسم، بتقديم النباتات الفصلية وعرضها على عشاقها سواء بغرض تزيين البيوت أو المكاتب وغيرها..

ديكور اعتاد عليه سكان العاصمة، عدد من الشباب يعرضون نباتاتهم، مرطبة للجو، يلاحظ المار من هناك في الصباح الباكر المياه السائلة من أصائص تلك النباتات، بعدما سقاها صاحبها ورشها بهدف ترطيبها، نباتات تتفتح كل صباح لتثير إعجاب المارة.

«المساء» تحدثت إلى هؤلاء الباعة لمعرفة مدى إقبال المواطنين على اقتناء تلك النباتات لتزيين منازلهم. أوضح لنا خلالها الشاب محمد مدى تميز سكان العاصمة بثقافة اقتناء النباتات المنزلية، حيث قال: «منذ سنوات تواجدنا في هذه الساحة ونحن نعرض تلك النباتات، وأصبح لدينا عدد من الزبائن الأوفياء، الأمر الذي بين لنا مدى اهتمامهم بهذه النباتات، ولعل ذلك راجع إلى أن العاصمة تفتقر نوعا ما إلى «الحدائق»، وغزو «الإسمنت» على أراضيها جعل من سكانها يشتاقون إلى رؤية الاخضرار من الطبيعة، مما يدفعهم إلى شراء تلك النباتات وتزيين بيوتهم ومكاتبهم بها، كونها تضفي لمسة خاصة على ديكور المكان.

من جهته صهيب عقبة بائع في الساحة، قال بأن أغلبية الزبائن من النساء، خاصة كبيرات السن اللواتي يتميزن بصبر كبير في الاعتناء بتلك النباتات، واللواتي لا يكتفين باقتناء أصيص لنبتة معينة فقط، وإنما تجدهن يتوافدن بشكل منتظم في كل مناسبة للاستفسار عن طريقة الاعتناء بالنبتة، سواء  من حيث سقيها أو مكان وضعها أو عدد مرات تغيير تربتها، وما إلى ذلك من الأسئلة الروتينية التي تضمن بقاء تلك النباتات سليمة.

على صعيد آخر، أشارت زبونة كانت بصدد اقتناء نبتة، إلى أنها غالبا ما تقتني نوعا من تلك النباتات من الساحة نظرا لجمالها، ولقربها من بيتها، حيث قالت: «قبل سنوات لم يكن لدي شغف بالنبات، كما لم تكن هناك معارض خاصة لبيعها، مما جعلها آخر اهتماماتي ولا أبحث عن اقتنائها.

من جهته فؤاد مار بالساحة، وقف مطولا متأملا تلك النباتات، قال بأن هذه الساحة تعتبر قلب العاصمة وعرض فيها هذا النوع من التجارة مبادرة حسنة لابد من تثمينها، حيث زادت من جمال الساحة وأصبحت معروفة بها، فضلا عن مساهمة هؤلاء التجار في نشر ثقافة «النباتات» لدى الأسر العاصمية وكذا البلديات المجاورة التي تقتنيها بغرض تزيين البيوت وبعث الراحة في النفوس».

أشار نفس المتحدث إلى أن دور هؤلاء الشباب ليس البيع والربح فقط، وإنما لهم دور فعال في مجال التوعية حول مزايا تلك النباتات وإعطاء النصائح المناسبة للاعتناء بها واستغلالها، ويضيف أن النباتات المنزلية تحتاج إلى عناية وصبر كي تظل مخضرة.