في الوقت الذي يصفه البروفيسور علي خوجة بالمشكل «الجدي»

40 بالمائة من المراهقين لا يعالجون حب الشباب

40 بالمائة من المراهقين لا يعالجون حب الشباب
  • القراءات: 3270
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

شدد البروفيسور علي خوجة، رئيس مصلحة طب الجلد بمستشفى «مصطفى باشا»، على ضرورة التكفل «الجدي» بمشكل حب الشباب الذي يعاني منه المراهقون، مؤكدا أن هذا المشكل قد ينعكس سلبا على نفسية الشاب ويجعله ينطوي على نفسه ويقطع علاقاته الاجتماعية خوفا من الظهور أمام «حكم» الانتقادات التي يتلقاها من محيطه.

يرى الدكتور علي خوجة أن مشكل حب الشباب معقد ويقول: «إن الكثير من الأولياء يحاولون إقناع أطفالهم بأن المشكل بسيط، ولا يتفهمون معاناة أطفالهم الحقيقية المتأرجحة بين فقدان الثقة في النفس، ومواجهة العديد من الانتقادات في الشارع حول هذا الأمر»، مشيرا إلى أن بعض الشباب قد يكونون سيئين في تعاملهم، مما يدفعهم إلى توجيه عدد من الانتقادات «غير الرحيمة» في حق هؤلاء الشباب الذين يعانون من مشكل حب الشباب، الأمر الذي يجعلهم يفضلون الانزواء والاختفاء عن الأنظار، مما يدفع بالبعض إلى محاولة لمس تلك الحبوب بهدف إزالتها، بالتالي يؤدي إلى ظهور ندب قد تبقى إلى مدى الحياة وتسيء للبشرة.

معاناة هؤلاء المراهقين قد تكون أكثر جدية مما يعتقده الأولياء، يقول الدكتور علي خوجة، وتدفع بالبعض إلى عدم الخروج من البيت، وتفضيل عدم مزاولة الدراسة، هذا ما ينعكس سلبا على التحصيل الدراسي، لذا يعد من واجبنا كمختصين التحسيس بجدية هذا المشكل وبضرورة التكفل به.

على صعيد آخر، يقول المختص بأن حب الشباب له ثلاث حالات؛  الحالة الأولى خفيفة لا تتطلب علاجا بشكل خاص وإنما يكتفي بمراقبة نوعية المأكولات المستهلكة، وكذا النمط المعيشي المتبع فيما يخص النظافة الشخصية من غسل الوجه واستعمال كريمات عناية خفيفة لا تستدعي وصف أدوية قوية لعلاج هذه الحالة، في حين تعتبر المرحلة الثانية المتوسطة وهي أكثر تعقيدا مقارنة بالمرحلة الأولى، وهذه الحالة تتطلب استشارة طبيب لوصف علاج يتناسب مع نوعية البشرة ودرجة المشكل، وعادة ما يكون بأدوية خفيفة تأخذ عن طريق الفم، وكريمات معقمة للبشرة ذات استعمال موضعي، في حين أن المرحلة الثالثة هي المرحلة الأكثر تعقيدا لا يجب الاستخفاف بها، وهنا لابد من وصف علاج فعال يدوم عادة من 6 أشهر إلى غاية سنة كاملة. يكون العلاج خلالها تدريجي «الفعالية»، يصف فيها الطبيب المعالج قبل إعطاء الدواء بعض التحاليل الطبية لدراسة حالة المصاب الصحية ومدى إمكانية تناوله بعض الأدوية، فهذه المرحلة تستدعي التدخل والتكفل لسببين، الأول أن عدم علاج هذه الحالة قد يترك ندبا تخلفها تلك الحبوب بعد زوالها، والسبب الثاني هو تأثر الجانب النفسي للشاب أو المراهق، رغم أن كلا الحالتين الأوليين يمكن أن يكون لهما نفس الانعكاس على النفسية إلا أن الثالثة أكثر تعقيد.

أبرز البروفيسور على هامش الندوة الصحفية التي نظمتها مؤخرا مخابر» بيار فابر» الفرنسية الرائدة في مجال علاج مشاكل البشرة، للكشف عن نتائج الدراسة الميدانية حول عدد المصابين بمشكل حب الشباب في الجزائر، على أن 40 بالمائة من المصابين لا يعالجون هذا المشكل، كما كشفت نفس الدراسة عن أن 25 بالمائة منهم يرون أن هذا المشكل «كارثي»، 37 بالمائة منهم يشعرون بالتعب عند الاستيقاظ صباحا وكأن لا شيء يحفزهم أو يدفعهم إلى الخروج من البيت، في حين أن 35 بالمائة منهم يشعرون بتوتر وقلق طيلة سنوات الإصابة بمشكل حب الشباب.  

وعن العلاج يقول المختص؛ إن 38 بالمائة فقط من المصابين بمشكل حب الشباب يعالجون هذا المشكل المتعلق بالبشرة باستشارتهم لأطباء، في حين أن 5.6 بالمائة يعالجون نفس المشكل عن طريق نصائح صيدلانية، و12.3 بالمائة يعالجونه دون استشارة طبيب ولا صيدلاني وإنما يعتمدون على نصائح من الأنترنت، فيما تبقى نسبة 6.7 تحاول علاج مشكل حب الشباب بتبني نفس وصفة علاج قريب أو صديق..

وعن أكثر مسببات ظهور حب الشباب، يقول البروفيسور بأن الدراسة كشفت ـ ككل الدراسات التي أجريت في دول أخرى- عن أن هناك علاقة مباشرة بين النظام الغذائي المتبع وظهور حب الشباب، هذا لا يعني أن نفس الأشخاص الذين يتناولون تلك الأغذية سيظهر لديهم «بالضرورة» حب الشباب، وإنما أصل المشكل هرموني تزيد من حدته تلك الأطعمة أهمها الشكولاطة  والحلويات ومختلف الأطعمة المقلية التي تحفز بشكل كبير ظهور هذا المشكل، إلى جانب العامل الوراثي الذي هو الآخر يلعب دورا أساسيا في انتقال المشكل من الأم إلى الابن أو من الأب إلى الابن، وأشار البروفيسور إلى أنه إذا كانت الأم مصابة بمشكل حب الشباب في مرحلة معينة من عمرها ففرصة إصابة الطفل به هي 3.2 بالمائة، في حين إذا كان الأب مصابا بنفس المشكل فنسبة احتمال الإصابة هي 2.7 بالمائة، أما إذا عانى كلاهما من المشكل في شبابهم فاحتمال الإصابة هي 7.1 بالمائة.  

 دراسة قامت بها مخابر «بيار فابر» لأول مرة  ...60  بالمائة من الجزائريين يعانون من حب الشباب

كشف الدكتور عمر خوجة، رئيس مصلحة طب الجلد بمستشفى «مصطفى باشا» عن وجود ما يزيد عن 60 بالمائة من المواطنين الذين يعانون من مشكل حب الشباب، 85 بالمائة منهم شباب تتراوح أعمارهم بين 14 و24 سنة، وأن أكثر من 12 بالمائة من النساء يعانين هذا المشكل بعد عمر 26 سنة.

جاءت هذه الأرقام التي تم الكشف عنها خلال الندوة الصحفية التي نظمتها مخابر «بيار فابر» مؤخرا، بعد دراسات ميدانية حول نسبة المواطنين الذين يعانون من مشكل حب الشباب، وهي الدراسة الأولى من نوعها، دامت أربعة أشهر ومست 1000 عينة من مختلف الشرائح العمرية، 504 من الرجال و496 من النساء.

ولقد تم الأخذ بعين الاعتبار في هذه الدراسة وزن العينة، نمطها المعيشي، وهل تمارس أو لا نشاطا رياضيا وكذا نوعية المأكولات المستهلكة.

كما مست الدراسة مواطنين من مختلف ولايات الوطن، تم خلالها طرح عدد من الأسئلة على العينات وجها لوجه، وكانت تلك الأسئلة هي نفسها التي استعملت في إحصائيات عدد من الدول الأوروبية وكذا المكسيك، إلا أنه تم  الأخذ بعين الاعتبار المتغيرات المرتبطة بعادات الأكل في الجزائر.

وأكد الدكتور علي خوجة أن الهدف من هذه الدراسة هو معرفة النسبة الحقيقية لمشكل حب الشباب في الجزائر، مع معرفة الأسباب الحقيقية وراء انتشاره لرسم صورة حقيقية مفصلة تساعد المختصين والأطباء على دراسة هذا المشكل الذي تعاني منه نسبة كبيرة من المواطنين، لاسيما المراهقين الذين تنعكس سلبا على نفسياتهم وتأثر بشكل خطير على علاقاتهم الاجتماعية وتحصيلهم الدراسي.

الجدير بالذكر أن مخابر «بيار فابر» الفرنسية تعد من بين المخابر الرائدة في مجال العناية بالبشرة وعلاج حب الشباب، أطلقت في الأسواق الجزائرية دواء «كوراكني» المشهور في علاج هذا المشكل، حيث أكد الدكتور خوجة على ضرورة دراسة حدة حب الشباب الذي له ثلاث حالات بين خفيفة، متوسطة ومعقدة قبل وصف هذا العلاج للشاب، مشيرا إلى أنه رغم فعاليته إلا أنه يعد من الأدوية القوية لعلاج حب الشباب ولا ينصح به لعلاج الحالات الخفيفة.