حليم بونعاس، الرئيس السابق لاتحادية الشطرنج لـ«المساء»:

أطمح إلى توسيع قاعدة الممارسة ومنح الأولوية للفئات الشبانية 

أطمح إلى توسيع قاعدة الممارسة ومنح الأولوية للفئات الشبانية 
  • القراءات: 544
ع.اسماعيل ع.اسماعيل

استقبلت الأوساط الرياضية للعبة الشطرنج بارتياح كبير قيام حليم بونعاس، الرئيس السابق للاتحادية، بتقديم ترشحه للعهدة القادمة لما له من حنكة وتجربة في تسيير هذه اللعبة الرياضة التي ترتكز على المجهود الفكري. وقد سبق لحليم بونعاس أن ترأس الهيئة الفيدرالية للعبة الشطرنج لثلاث عهدات، بلغت فيها هذه الأخيرة تطورا ملحوظا، وهو يريد اليوم العودة إليها لاستكمال ما حققه في السابق، مثلما أكده في هذا الحوار الذي جمعه مع يومية «المساء». علما أن حليم بونعاس شغل مهنة الصحافة الرياضية في يومية «المجاهد» وكان إطارا سابقا في شركة الملاحة البحرية.

❊ ما هي الدوافع التي جعلتك تعتزم تقديم ترشحك لرئاسة إتحادية لعبة الشطرنج في الجمعية الانتخابية القادمة؟

❊❊ ترشحي للعهدة القادمة يعود إلى حبي الشديد للعبة الشطرنج التي أعتبر ممارستها شيئا ممتازا للغاية. كما أن ترشحي إلى هذا الموعد بمثابة العودة إلى الأصل، أي إلى رياضة فكرية مارستها لسنوات طويلة منحتني الكثير من السعادة وجعلتني أخدمها من أجل تطويرها، وفوق كل هذا، فإن ترشحي للعهدة القادمة تمليه رغبتي الملحة لوضع تجربتي في خدمة بلدي الجزائر.

❊ أنتم تعلمون ربما أن الهيئات الفيدرالية الرياضية أصبحت تفتقر إلى الكثير من المساعدات المادية، وهو ما يفسر ربما الصعوبات التي تجدها هذه الهيئات في تطوير فروعها الرياضية على مختلف الأصعدة. ألا يجعلكم هذا العامل تترددون في تقديم ترشحكم؟

❊❊ بطبيعة الحال، لا يمكن لأية إتحادية القيام بتطوير رياضاتها في حالة ما إذا عجزت عن التحكم في شروط امتلاك الوسائل المادية والبشرية. فعلى الاتحاديات الرياضية أن تتحرك في كل الاتجاهات للاتفاق مع الممولين الراغببين في تقديم المساعدة للرياضة، إلى جانب استعمال قنواتها ومعارفها الخاصة، سعيا منها إلى جلب اهتمام المستثمرين الذين يرغبون في رؤية شعارهم يبرز في المنافسات والدورات الرياضية. كما يتعين عليها التقليل من المصاريف غير المفيدة التي تثقل كاهلها في الجانب المالي. فالنجاح في تطوير اللعبة موجود بالدرجة الأولى في كيفية تقديم الأحسن والأجود لمحبي اللعبة والمتفرجين ولوسائل الإعلام التي تقوم بتغطية الأحداث الرياضية، ذلك أن الحصول على النتائج الجيدة من شأنه أن يزيد في تطوير اللعبة.

❊ كيف تفسرون تراجع مستوى لعبة الشطرنج؟ وماهي الأسباب وعلى أي مستوى تحددون مسؤوليات هذا الوضع؟

❊❊ ليست لعبة الشطرنج وحدها التي تراجعت ممارستها في الجزائر. الأمر يخص رياضات عديدة ولعبة الشطرنج الجزائرية لا زالت موجودة في وضع جيد على المستويين العربي والإفريقي، لكن ذلك لا يكفي مقارنة بمستوى اللعبة في مصر التي تتفوق علينا. حاليا كل الفروع الرياضية هي ضحية سياسة ضرورة الحصول على النتائج الفورية، مما جعلها تكون في بعض الحالات ضعيفة أو غير موجودة في حالات أخرى. لقد ولينا ظهورنا لتكوين مواهب الفئات الشبانية. كيف يمكن إذن تحضير مستقبل رياضة ما إذا عجزت هذه الأخيرة عن إعداد ممارسيه؟ والأمر هنا يفرض علينا توسيع الممارسة الرياضية في القاعدة بداية من المدرسة إلى غاية الجامعة. فجمع الدراسة مع الممارسة الرياضية من شأنه أن يساهم في تقوية الحجم البشري في كل فروع الرياضة.

❊ في الماضي فرضت لعبة الشطرنج الجزائرية نفسها عربيا وإفريقيا، بل اقتربت في بعض الفترات من المستوى الدولي، لكن اليوم وقع تكاسل لدى مسيريها، فتراجع مستواها. هل أنت مع هذا الرأي؟

❊❊ قد لا أشاطرك الرأي، فلعبة الشطرنج الجزائرية لا زالت جيدة على المستويين العربي والإفريقي. لماذا؟ لأن عدادا قليلا من الدول الإفريقية والعربية تقدم مستواها، لكن في السنوات القليلة الأخيرة أصبحت لعبة الشطرنج الجزائرية تجد بعض الصعوبات أمام نظيرتيها المصرية والإماراتية. لذلك يتعين علينا العمل بجد مع نخبتنا ومنحها فرص تحسين مستواها من خلال إشراك عناصرها في الدورات المنظمة عبر المواسم الرياضية. كما يجب الاستعانة بالقدرات الاحترافية عالية المستوى من أجل السيطرة على تطور اللعبة في بلادنا.

❊ إلى أين وصل تمثيل لعبة الشطرنج الجزائرية في الهيئات الدولية الرياضية؟

❊❊ تمثيلنا على المستوى الدولي لم يتغير، حيث نتواجد إفريقيا وراء مصر، لكن لا يمكننا التقدم على هذا المستوى بسبب اكتسابنا لأستاذين دوليين فقط في لعبة الشطرنج. يتعين على الجزائر اكتساب 10 أساتذة دوليين حتى يتجاوز تمثيلها الحالي على المستوى الدولي.

❊ من هي الأسماء التي ستترشح إلى جانبك للعملية الانتخابية الخاصة باتحادية لعبة الشطرنج؟

❊❊ حسب معلوماتي، لا وجود لأشخاص آخرين مهتمين بتقديم ترشحهم لهذه العملية، لكن المهم في كل هذا هو التصويت على البرنامج وليس على الأشخاص، ذلك أن البرنامج المقدم من قبل المترشح يمثل هدفا يتعين تحقيقيه في نهاية العهدة. لا يجب في مثل هذه العملية اختيار أهواء الأشخاص بقدر ما يتعين اختيار البرامج المطروحة التي تقترح أفكارا وأشياء جديدة في مجال تطوير لعبة الشطرنج في بلدنا.

❊ كم من مرة ترأست إتحادية لعبة الشطرنج؟

❊❊ لقد سيرت إتحادية لعبة الشطرنج في ثلاث عهدات، لكن لا أعتبر نفسي أنني حققت كل ما كنت أتمناه لتطوير هذه اللعبة الرياضية الفكرية، لذا تجدني اليوم أكثر عزيمة من ذي قبل من أجل رد الاعتبار لهذه اللعبة.

❊ ما هي الخطوط العريضة لبرنامج ترشحكم؟ 

❊❊ برنامجي يرتكز بالدرجة الأولى على منح الأولوية للفئات الشبانية لأنها تمثل مستقبل لعبة الشطرنج في بلادنا. أعتبر ذلك رهانا حاسما يتعين تحقيقه في حال تم انتخابي على رأس الهيئة الفيدرالية. برنامجي يهتم بكل شباب الجزائر الذين يمارسون حاليا لعبة الشطرنج أو يطمحون إلى ممارستها. أريد أن أجمع هذه الشبيبة وأمنحها وسيلة تطوير اللعبة الضرورية لهيئة تفكيرها.