سفير مصر بالجزائر لـ«المساء»:

4 ملايير دولار حجم الاستثمارات ونطمح إلى تطوير نظم إصدار التأشيرات

4 ملايير دولار حجم الاستثمارات ونطمح إلى تطوير نظم إصدار التأشيرات
  • القراءات: 990
 حوار: مليكة خلاف/ صبرينة محمديوة حوار: مليكة خلاف/ صبرينة محمديوة

أكد سفير مصر بالجزائر، السيد عمر أبو عيش، أن حجم استثمارات شركات بلاده في الجزائر بلغت مؤخرا حوالي 4 ملايير دولار، مضيفا أن بعض المستثمرين المصريين يرغبون في الدخول إلى السوق الجزائرية في مجالي صناعة الأثاث والسياحة، نظرا لما تتمتع به الجزائر من مناظر طبيعية خلابة وصحراء واسعة وظروف مناخية مستقرة. كلها ـ كما أضاف ـ عوامل مغرية وقوية لجذب عدد كبير من السياح الذين يزورون منطقة شمال إفريقيا. سعادة السفير المصري الذي خص جريدة «المساء» بهذا اللقاء، عشية انعقاد المنتدى الإفريقي للاستثمار والأعمال،  قال بأنه يجري حاليا العمل بشكل متبادل على تطوير الأطر والإجراءات المنظمة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، باعتباره حجر الزاوية لتطوير العلاقات الثنائية من خلال البدء في تطوير نظم إصدار التأشيرات وتطوير آلية خاصة برجال الأعمال والمستثمرين.

❊ تفتح القارة الإفريقية شهية أكبر الشركات متعددة الجنسيات الأقل اهتماما بالتنمية البشرية. ماالذي يجب فعله في رأيكم لترقية الاندماج الاقتصادي الإفريقي الذي يجمع بين التنمية الاقتصادية ومصلحة الشعوب؟

❊❊فيما يتعلق بتعزيز التعاون الاقتصادي الإفريقي، من المهم العمل على تبادل الخبرات بين الدول الإفريقية، لأن ذلك يمثل نقطة انطلاق يمكن البناء عليها لتطوير القدرات الإفريقية من خلال الاستثمار في البنية التحتية وأيضا الاهتمام بالتعليم والتدريب الفني لخلق أيد عاملة ماهرة، إلى جانب الاهتمام بشبكات النقل فيما بين دول القارة، باعتبار النقل من أهم محاور التنمية، وبما يساعد على تطوير الوضع الاقتصادي بالقارة، مما سينعكس على الشعوب الإفريقية ويحقق لها التنمية المستدامة والاستقرار.

❊ على الرغم من أن الجزائر رابع قوة اقتصادية في إفريقيا،  فإن حضورها يعد هامشيا. ما هي في رأيكم العوامل التي منعت انتشاراتها في القارة بما يتلاءم مع قدراتها؟

❊❊فيما يخص توسيع دور الجزائر الاقتصادي في إفريقيا، من المهم تطوير خطوط الربط بين الجزائر والدول الإفريقية، سواء تمثلت في خطوط النقل البرية أو البحرية 

أو الجوية، لأنها تعتبر من أهم أدوات تنشيط التفاعل والتبادل الاقتصادي والتجاري فيما بين دول القارة الإفريقية، فضلا عن أهمية إنشاء قنوات اتصال دائمة ومباشرة بين جمعيات ومنتديات رجال الأعمال في كلا الجانبين.

❊نجد في الجزائر مؤسسات غربية وآسيوية وشرق أوسطية... في وقت تغيب المؤسسات الإفريقية كلية على الرغم من أن البلد يعمل على استقطاب الاستثمارات الأجنبية. ما هي التحديات التي تعرقل عملية الاندماج الإفريقي؟

❊❊بخصوص معوقات دخول الشركات الإفريقية في السوق الجزائرية، تعمل العديد من الشركات المصرية في الجزائر باستثمارات بلغت مؤخرا حوالي 4 ملايير دولار. وتأمل شركات مصرية أخرى في الانضمام إلى السوق الجزائري. لكن هناك بعض المعوقات الخاصة بإصدار التأشيرات لرجال الأعمال. كما تواجه الشركات المصرية صعوبة في استقدام العمالة من الخارج، إلى جانب العمالة الجزائرية بسبب تعقد نظام إصدار التأشيرات. وهو من أهم ما ينبغي العمل على تطويره لجذب الاستثمارات الأجنبية في الجزائر. كما أن قانون الاستثمار القادم حاليا يحتاج إلى عدد من المحفزات الجاذبة للاستثمار، لاسيما أن جمعيات رجال الأعمال في مصر أعربوا عن اهتمامهم بضرورة تضمين هذه القوانين آليات واضحة لحالات إنهاء المشروع الاستثماري وإعادة خروج الأموال المستثمرة مرة أخرى.

❊القارة الإفريقية غنية، غير أن شعوبها فقيرة. هل هذه المفارقة راجعة إلى غياب إرادة سياسية إفريقية متناسقة أم إلى عوامل خارجية؟

❊❊القارة الإفريقية تتمتع بموارد طبيعية هائلة غير مستغلة ولديها من الأيدي العاملة ما يمكن الاعتماد عليه، لكن تلك الأيدي العاملة في حاجة إلى تدريب وتطوير قدراتها، مما يستدعي تحفيز الإرادة الجماعية للدول الإفريقية في سبيل مواجهة التحديات الاقتصادية وتنظيم الجهود وإجراء سلسلة من الإصلاحات، لتعظيم الاستفادة من القدرات الإفريقية وتشجيع الاستثمار في القارة. من المهم العمل بشكل جماعي للحد من البطالة والعمل على تطبيق برامج تنموية في سبيل الحد من محاولات الهجرة غير الشرعية التي زادت في السنوات الأخيرة.

❊ ما هي القطاعات التي تهم متعامليكم في الجزائر؟

❊❊ بخصوص القطاعات الجاذبة للمستثمرين المصريين في الجزائر، يعمل عدد كبير من الشركات المصرية في قطاع التشييد والبناء، مثل «شركة المقاولين العرب» و«أوراسكوم» و«حسن علام»، وهو من أكبر المجالات الجاذبة للاستثمارات المصرية في الجزائر. بالإضافة إلى مجال التصنيع على نحو ما تقوم به شركة «السويدي للكابلات» التي نجحت مؤخرا في تصدير المنتوج الجزائري المصنع محليا من الكابلات إلى بعض الأسواق الأوروبية. إضافة إلى شركة «سورفيرت» (شراكة بين أوراسكوم وسوناطراك لإنتاج الأسمدة). ويرغب بعض المستثمرين المصريين في الدخول إلى السوق الجزائرية في مجالي صناعة الأثاث والسياحة نظرا لما تتمتع به الجزائر من مناظر طبيعية خلابة وصحراء واسعة وظروف مناخية مستقرة، تمثل عوامل جذب لأعداد كبيرة من السائحين الذين يزورون منطقة شمال إفريقيا.

❊ ما هي في رأيكم التحديات الحقيقية التي تحول دون تعزيز العلاقات الثنائية بين بلدكم والجزائر؟

❊❊ فيما يتعلق بمعوقات تعزيز التعاون الثنائي بين مصر والجزائر، يجري العمل بشكل متبادل على تطوير الأطر والإجراءات المنظمة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، باعتباره حجر الزاوية في سبيل تطوير تلك العلاقات، وينبغي البدء في تطوير نظم إصدار التأشيرات وتطوير آلية خاصة برجال الأعمال والمستثمرين، إلى جانب تطوير سبل نقل الأفراد والبضائع بين البلدين.

❊ما هو تعليقكم على القاعدة الاقتصادية 51/49 التي تعتمدها الجزائر؟

❊❊نحن ندرك أهمية هذه القاعدة لحماية الاقتصاد الوطني، إلا أن الواقع العملي يشهد بضرورة تعديلها حتى تصبح دفعا للمستثمرين غير الجزائريين لزيادة مشروعاتهم، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاج وتطوير مختلف قطاعات الاقتصاد الجزائري، لاسيما مع وجود مشروعات مصرية أخرى أنشئت في الجزائر قبل سن هذه القاعدة ومثلت نموذجا مثاليا للاستثمارات الداعمة للاقتصاد الوطني الجزائري، مثل شركة «السويدي للكابلات».

❊ماذا ينتظر بلدكم من المنتدى الجزائري الإفريقي؟

❊❊ من المنتظر أن يتم التوصل إلى توصيات حول التعامل بشكل جماعي مع التغييرات الاقتصادية على الساحة الدولية، ومواجهة التحديات التجارية والاستثمارية التي تواجهها الدول الإفريقية، فضلا عن تبادل الخبرات وتعزيز سبل التعاون الاقتصادي والتجاري والتكنولوجي الإفريقي. ويعد تعزيز الاتصالات بين منتديات رجال الأعمال والقطاع الخاص عامة فيما بين البلدان الإفريقية، أحد المحاور الهامة الكفيلة بتعزيز الشراكات الاقتصادية ودعم التعاون جنوب- جنوب والتعاون الثلاثي، خاصة أن القطاع الخاص -بما يتميز به من حرية وسرعة الحركة ـ يعد القاطرة الحقيقية لضمان التقدم والنمو.  

❊ ما هو عدد المؤسسات والمتعاملين الذين يمثلون بلدكم في المنتدى، وما هي القطاعات الممثلة؟

❊❊ الحضور المصري في المنتدى ممثل في جمعية رجال الأعمال المصريين العاملين في مجالات متنوعة.