في انتظار أن يقدم بن رمضان التقرير المالي

مشاريع أفلام معلقة تنتظر المركز الجزائري لتطوير السينما

مشاريع أفلام معلقة تنتظر المركز الجزائري لتطوير السينما
  • القراءات: 2094
 دليلة مالك دليلة مالك

أكّدت شهيناز محمدي، مديرة المركز الجزائري لتطوير السينما، أنّ عملية تحويل ملفات إنتاج الأفلام من الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي إلى المركز تتمّ بشكل جيد وتسير بوتيرة هادئة، حتى لا يحدث اضطراب في الانتهاء من إنجاز الأعمال السينمائية. وذكرت مصادر لـ«المساء"، أنه لم يبق سوى تحويل الأموال إلى حساب المركز بعد أن تنتهي الوكالة من تقاريرها، والمرتقب في غضون أسبوعين على أكثر تقدير.

بعد قرار دمج الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي مع ديوان رياض الفتح (مركز الفنون)، وتكليف المركز الجزائري لتطوير السينما بإنتاج الأفلام وتسييرها، وكلّفت في أوّل مهمة لها بإنتاج أفلام تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015"، ثم ظهر مقرّر وزاري مفاده تحويل الأفلام الموجودة في دائرة السينما التابع للوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي نحو المركز الجزائري لتطوير السينما، لأنّ المهمة الوحيدة للمركز هي صناعة الأفلام وحتى لا يكون هناك تداخل في مهام المؤسسات، قرّر وزير الثقافة عز الدين ميهوبي تحويل الملفات السينمائية من الوكالة إلى المركز.

في هذا الشأن، أكّدت شهيناز محمدي أنّ العملية تسير على ما يرام، وبتروّ حتى لا يحدث اضطراب في إنتاج الأفلام. وحسبما توصّلت إليه "المساء" عبر مصادرها، فإنّ نزيه بن رمضان الأمين العام للوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي مطالب بتقديم التقرير المالي لتحويل الأموال إلى المركز الوطني لتطوير السينما المضطلع وحده بإنتاج الأعمال السينمائية وتسيير مراحل تجسيدها.

«ابن باديس" يؤسس المدينة السينمائية

عن المدينة السينمائية التي أعلن عنها وزير الثقافة في بداية أكتوبر الماضي، قالت محمدي بأنّ فيلم "بن باديس" كان السبب في انطلاق مشروع بناء المدينة السينمائية، من خلال تشييد جزء من حي السويقة (قسنطينة) لتصوير الفيلم، ففكّر المركز باقتراح من القائم على الديكور بجعل بناء السويقة جزءا من المدينة السينمائية المنشودة.

أفادت المتحدّثة أنّه "خلال فترة تحضير الفيلم تكلّمنا كمركز ومنتج للفيلم مع المخرج باسل الخطيب والمدير الفني والمكلف بالديكور، عن  بناء ديكور من أجل التصوير لعدة أيام، وكان من المفروض التصوير في قصبة السويقة في مدينة قسنطينة، ثم تكلمنا مطولا حول مدى سهولة التصوير، لذلك رأينا أنه من المستحسن بناء ديكور سيدوم ويستعمل في إنتاج أفلام أخرى، ويكون حجر أساس بناء المدينة السينمائية، خاصة أنّ الحديث دائما يتكرّر حول بناء استوديوهات للسينما وأهمية الصناعة السينمائية في الجزائر، وإنجاز الديكور تكلفته من الفيلم وليست له إضافة مالية أخرى".

وأضافت المتحدثة أنّه تمّ بناء جزء من السويقة في العاشور، وضمن فيلم "بن مهيدي" سيتم تشييد شارعين من قصبة الجزائر، وهناك ديكور فيلم بن مهيدي الذي تم في تونس وهو مجسّم لمدينة أوروبية في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي.

أكّدت محمدي أنّ المدينة السينمائية ستبنى على مراحل وفق الأفلام التي يتم إنجازها، وبناء مرافق ملحقة باللباس والماكياج، خاصة أنه تمّ استرجاع العديد من الأكسسورات والملابس التي تعود لأفلام سابقة، على غرار فيلم "فاطمة نسومر" و«الأمير عبد القادر" وغيرهما، وسيتم استعمالها في فيلم بن باديس وبن مهيدي والحناشية لبوعلام عيساوي، وقالت "لماذا هناك أشياء موجودة ونزيد مصاريف إضافية". الجدير بالذكر أنّ وزير الثقافة عز الدين ميهوبي أعلن قبل أكثر من شهر بعنابة، عن مشروع إنشاء أكبر مدينة سينمائية في منطقة المتوسط، ودشّن بعد أسبوعين جزءا منها بالعاصمة (منطقة العاشور)، ويشرف عليها المركز الجزائري لتطوير السينما. ستسمح كذلك بتصوير الأفلام التلفزيونية، وسيستمر إنجاز هذا المشروع بدعم بعض المستثمرين الذين أبانوا عن رغبتهم في ذلك.

وصرح ميهوبي للصحافة أنّ مشروع المدينة السينمائية سيمكّن من تحقيق أهداف السينما الجزائرية، مشيرا إلى خطوة المخرج والمنتج بلقاسم حجاج، المتمثّلة في إنشاء أوّل استوديو سيغني المنتجين عن اللجوء إلى المخابر الأجنبية. وأضاف الوزير أنّ الصناعة السينمائية في الجزائر لابدّ لها من فضاءات، وقال "نملك فضاء مهما في العاشور ووجدنا أفضل صيغة وهي بناء استوديوهات تدريجية، يتكفّل بها المركز الجزائري لتطوير السينما الذي يتكفّل بإنتاج عدد من الأفلام ويقوم بتسييرها اقتصاديا، بمعنى اقتطاع جزء من مبلغ الفيلم ليوجه لبناء استوديوهات".

وأوضح الوزير أنّه "تمّ بناء حي كامل يمكن أن تصوّر فيه أفلام سينمائية ومسلسلات وبرامج وحصص تلفزيونية، وقد بني بطريقة فنية رائعة وبمقاييس متميّزة، وسنعمل على بناء هذه الاستوديوهات بالتدريج وفي كلّ مرة نقدّم خطوة حتى نتوفّر على أكبر مجمّع أو مدينة سينمائية، ووجدنا استثمارات جزائرية خاصة مستعدة للدخول كشريك".

كشفت المتحدثة أنّ "بن باديس" متواجد في مرحلة التركيب وسيكون جاهزا في الثلاثي الأوّل من 2017، وبن مهيدي كذلك، بالإضافة إلى عمل مشترك جزائري برتغالي عنوانه "ادْزوس" نسبة الجزائر 30 بالمائة ويروي قصة الرئيس الأسبق للبرتغال تكسيرا رومايز الذي جاء بعد تقاعده إلى بجاية، وزار جانت وانتهز فرصة الكتابة فهو كاتب كذلك. 

«البئر" ... لم يبق وقت

بخصوص الفيلم المرشح للأوسكار وترويجه، قالت محمدي بأنّ المركز نظّم عرضا يوم 29 أكتوبر الماضي بأوبرا الجزائر لإعلان تمويل الحملة، من جهة ثانية ـ تقول المتحدثة- سنعرض الفيلم في عدة ولايات ويبقى الهدف هو استعمال عائدات العروض لتمويل الحملة في إطار مسابقة الأوسكار.

أضافت أنّه في ديسمبر، سيتم الإعلان عن قائمة التسعة أفلام المرشحة، ثم القائمة القصيرة لخمسة أفلام وحاليا تلقى المركز العديد من اقتراحات الموزعين الدوليين من أمريكا، ونشترط أن يكون متمكّنا في الدعاية وله علاقات جيدة مع الصحافة، هناك بائع دولي وسنختار موزّعا.