فيما اقترح طلعي إنشاء قاعدة لوجيستية بتمنراست

مؤسسات النقل «تتوحّد» لربح معركة الشحن

مؤسسات النقل «تتوحّد» لربح معركة الشحن
  • القراءات: 1110
نوال . ح نوال . ح

أشرف وزير النقل والأشغال العمومية السيد بوجمعة طلعي صباح أمس على حفل التوقيع على اتفاقية شراكة ما بين مجمع النقل البري واللوجستيك «لوجي ترانس» وشركة طاسيلي للطيران. والهدف هو الجمع ما بين النقل البري والجوي للبضائع ابتداء من سنة 2017.وبالمناسبة، حث طلعي مديري مؤسسات النقل على ضرورة تقوية تواجدها في المناطق الجنوبية، خاصة أن الحكومة عازمة على تحويل ولاية تمنراست في المستقبل القريب إلى منطقة للتبادل الحر ما بين الشمال وجنوب القارة السمراء، وهو ما يستلزم خلق قاعدة لوجستيكية قوية بالمنطقة تجمع بين النقل والتجميع والتخزين.

على هامش أول طبعة للصالون الدولي للنقل واللوجستيك المنظم من طرف الغرفة الجزائرية للتجارة بالشراكة مع عدد من المتعاملين الاقتصادين، حرص وزير النقل على عصرنة وسائل النقل المقترحة للصناعيين المحليين والأجانب، مع إعداد دراسات لتقليص تكاليف النقل والتخزين التي تعتبر هاجسا حقيقيا لكل مستثمر، من منطلق أن هذه التكاليف تنعكس سلبا على سعر المنتوج عند تسويقه للمستهلك.

التوقيع على أول اتفاقية ما بين مؤسستين عموميتين لعصرنة خدمات النقل البري والجوي، هو فرصة حقيقية لإيجاد الحلول الأنسب، كما أشار المدير العام لشركة طاسيلي لـ«المساء» السيد بلقاسم حرشاوي، مضيفا أن هذه الاتفاقية تعد فرصة لولوج الشركة عالم النقل الجوي للبضائع، مع العلم أنها ستقوم في مرحلة أولى باستغلال أسطولها الجوي الحالي لنقل ما بين 1 و1,5 طن من البضائع عبر 26 مدينة جزائرية.

كما لم يخف حرشاوي إمكانية اقتناء طائرات للشحن مستقبلا، مشيرا إلى أن مثل هذه الخدمات تتطلب استثمارات ضخمة، لذلك سيتم في مرحلة أولى الاكتفاء بملء أسفل طائرات الشركة بالبضائع التي نستقبلها من مجمع «لوجي ترانس» لشحنها للولايات التي نضمن خطوطا بها، على أن نقترح مستقبلا خدمة نقل البضائع إلى المدن الأوروبية، وهو ما يسمح لنا باستغلال كل طاقات الشركة التي تغطي حاليا كل المدن الجنوبية. 

ردا على سؤال لـ«المساء» حول انشغال عدد من المهنيين بخصوص ارتفاع تكاليف النقل الجوي، أشار المسؤول الأول عن طاسيلي أن أول نقطة تم مناقشتها في الاتفاقية هي الأسعار، وعليه فقد قمنا بدراسة هذه النقطة لاقتراح أسعار مدروسة تتماشى وتطلعات المهنيين.

من جهته، كشف المدير العام لمجمع نقل البضائع واللوجستيك «لوجي ترانس» السيد كني بوعلام، أن التعاقد مع مؤسسة للنقل الجوي ستعطي دفعا قويا للخدمات المقترحة من طرف المجمع الذي يغطي اليوم غالبية ولايات الوطن، مشيرا إلى أن الدمج بين النقل البري والجوي من شأنه التقليص من الوقت الممنوح لنقل البضائع وبلوغ أبعد نقطة عبر التراب الوطني.كما كشف كني لـ«المساء» أن مؤسسته عازمة مستقبلا على تقليص تكاليف النقلبـ15 ٪، علما أنها تمثل اليوم بين 30 و35 ٪ من التكلفة النهائية للمنتوج.

عن أهداف الاتفاقية، تطرق كني إلى أن المجمع ينوي ضبط الطلب ودحر كل محاولات المضاربة بالسلع الكثيرة الاستهلاك، مع العلم أن البضائع المعنية بالنقل الجوي ستخص المنتجات الاستعجالية على غرار الأدوية والمواد الغذائية السريعة التلف.

فيما يخص أهمية الصالون، أشار المدير العام لشركة النقل بالسكك الحديدية السيد ياسين بن جاب الله لـ«المساء» أنه فرصة للتعريف بطاقات النقل عبر السكك الحديدية، مع البحث عن شركاء اقتصاديين جدد، من منطلق أن الشركة تعرف اليوم تحولا كبيرا من الخدمة العمومية لنقل المسافرين إلى البحث عن شركات اقتصادية لاقتراح نقل البضائع بطريقة سهلة وآمنة، وهو أحسن سبيل لتنويع مداخيل الشركة التي عانت كثيرا من الإفلاس خلال السنوات الفارطة بسبب قلة المداخيل وقدم القطارات.  

فيما يتعلق بالنقل البحري للبضائع، أشار رئيس مجلس إدارة مجمع «كنان» السيد فرفارة مصطفى لـ«المساء» إلى مضاعفة جهود المجمع للرفع من قدرات النقل البحري، مشيرا إلى استلام قبل نهاية السنة لباخرة جديدة للشحن، ما سيرفع من طاقات النقل إلى 60 ألف طن في الرحلة الواحدة. أما بخصوص الصالون، تطرق فرفارة إلى أنه مناسبة للتعريف بخدمات النقل البحري للبضائع واستقطاب أكبر عدد من المهنيين تماشيا ومخطط عصرنة الأسطول البحري الذي سيتدعم السنة المقبلة بباخرتين لنقل القمح بطاقة إجمالية تصل إلى 9 ملايين طن. دعم سيلبي طلبات الديوان الوطني للحبوب الذي يدفع تكاليف نقل باهضة للمتعاملين الأجانب لنقل المنتوج المستورد سنويا لتلبية طلبات السوق المحلية،  بالإضافة إلى تدعيم بواخر الشحن بأكثر من 10 بواخر من الحجم الكبير ستوزع عبر كل الموانئ الـ 14.

من جهته، أكد المدير العام لميناء الجزائر السيد عبد العزيز قراح لـ«المساء» أن مؤسسته تعكف اليوم على اقتراح أحسن الخدمات للمتعاملين الاقتصاديين من خلال تقليص فترة الرسو بالميناء أو في عرض البحر، واقتناء معدات حديثة تسمح بشحن وتفريغ 20 حاوية في وقت واحد، وهو ما يسهل من عمل أعوان المراقبة التابعين لمصالح الجمارك ويسرع في عملية إخراج البضائع من الميناء. 

ويذكر أن الصالون المنظم بقصر المعارض في الفترة الممتدة من 21 إلى 24 نوفمبر الجاري، سيعرف تنظيم محاضرات ينشطها مهنيون وخبراء في مجال النقل عبر البر والجو والبحر، وتأمين وجمركة البضائع.