«المسرح؟..ع الكيف»

الفن الرابع كوسيلة بيداغوجية لمكافحة آفة المخدرات

الفن الرابع كوسيلة بيداغوجية لمكافحة آفة المخدرات
  • القراءات: 1131
 ن.جاوت ن.جاوت

نظم المسرح الوطني «محي الدين بشطارزي»، بالتنسيق مع المديرية العامة للأمن الوطني وقيادة الدرك الوطني، من 6 إلى 8 نوفمبر الجاري تظاهرة «أيام محاربة آفة المخدرات»، تحت شعار «المسرح؟..عالكيف»، من خلال أنشطة متنوعة تمثّلت أساسا في المحاضرات والمعارض وبعض العروض الفنية.

في ختام التظاهرة، قدم مخطط للمكافحة والتحسيس من خلال المسرح بأخطار تعاطي المخدرات واستعمالها في الوسط المدرسي، من خلال اقتراحات حول استعمال الفن الرابع كوسيلة بيداغوجية لمكافحة هذه الآفة، من خلال إدراج دروس في المسرح بالمدارس والثانويات، حيث أوصى الممثل والمخرج ومنسق هذه الأيام جمال قرمي بتكوين منشطين من خلال تنظيم ورشات لممارسة أب الفنون  في المؤسسات المدرسية، بالاعتماد على مواضيع وقائية ضد آفة المخدرات. مشيرا إلى أنّه «سيتم لاحقا عقد اجتماعات مع المديرية الثقافية لوزارة التربية الوطنية من أجل تحديد كيفيات تجسيد هذا المشروع».  من جهته، دعا عميد الشرطة طارق غلاب إلى ضرورة تضافر جميع الجهود والتنسيق بين جميع الأطراف الفاعلة من أجل محاربة آفة المخدرات التي أصبحت تهدّد حتى الأطفال، واستهل العميد رئيس فرقة مكافحة الاتجار غير الشرعي بالمخدرات لأمن ولاية الجزائر الندوة، بسرد موجز لحركة المخدرات وتطورها عبر السنوات، مؤكدا أنها أصبحت تأخذ أبعادا خطيرة في تهديد النسيج الاجتماعي،  لاسيما أنها تعرف تصاعدا ملفتا للانتباه في السنوات الأخيرة والإحصائيات المسجلة في عدد القضايا المتورطين والمحجوزات خير دليل على ذلك.

قال عميد الشرطة غلاب طارق، بأن مروجي المخدرات يعمدون في كل مرة إلى ابتكار آليات جديدة في المتاجرة، مما يستدعي من جميع الجهات المختصة تطوير أساليب المكافحة والردع، كما حذر من خطورة استغلال القصر في هذا النوع من الجريمة، داعيا الأولياء والأسرة التربوية إلى التكثيف من التوعية من هذه الظاهرة الخطيرة التي أصبحت ترتبط بأكبر الجرائم وتمويلها للتنظيمات الإجرامية.

وأضاف المتحدّث أنّ المتاجرة بالمخدرات تسير وفق قانون العرض والطلب بطريقة غير شرعية، إذ كلّما زاد الطلب عليها زاد العرض،  وهذا ما يستدعي الاستعانة بأساليب التوعية والتحسيس وبصفة مكثّفة ومستمرة من أجل إقناع المتعاطين بضرورة الإقلاع عن تعاطي هذه المادة المدمرة، وهذا ما يؤدي إلى تراجع ترويجها بسبب الكساد الذي يحل بها. للإشارة، أظهرت شهادات لإطارات في الأمن الوطني والدرك الوطني وكذا شهادات لرؤساء مؤسسات تعليمية تزايدا مقلقا لتعاطي المخدرات، لاسيما لدى الشباب، وتشير الأرقام التي قدمتها مديرية الأمن لولاية الجزائر إلى تسجيل 4238 شخصا متورطا في الاتجار بالمخدرات بكل أنواعها خلال الأشهر الـ9 الأولى من سنة 2016، وأن 63 % منهم تتراوح أعمارهم بين 18 و30 سنة، منهم 21ر1 % فتيات. 

للتذكير، افتتحت التظاهرة بمعرض المديرية العامة للأمن الوطني يحوي مخططا اتصاليا محكما لسنة 2016، للحدّ من تعاطي المخدرات والاتجار فيها، يرتكز على كبح قوي للعرض، والعمل على تقليل الطلب على المخدرات عن طريق التوعية والإرشاد والوقاية. وأبرزت الفعاليات مدى دور الفنون والدراما في محاربة الجريمة،  وعلى رأسها آفة المخدرات التي تضرب بأذرعها المجتمع في صميمه وهو عنصر الشباب.