المؤرخ والكاتب عبد المجيد مرداسي لـ«المساء»:

كتابي ضمّ أول تعريف أكاديمي لطابع الشعبي

كتابي ضمّ أول تعريف أكاديمي لطابع الشعبي
  • القراءات: 1626
لطيفة داريب لطيفة داريب

قال المؤرخ والمختص في علم الاجتماع، الدكتور عبد المجيد مرداسي لـ«المساء»، إنّ إصداره الجديد «رفقاء سيدي قسومة، مساهمة في التاريخ الشعبي» عن دار النشر «لو شو ليبر»( الحقل الحر)، يضم لأول مرة تعريفا أكاديميا في طابع الشعبي. مضيفا أنّه لم يكن مقتصرا على الجزائر العاصمة فقط، بل قُدم في وقت آخر، ومن بينها قسنطينة.

أضاف الدكتور مرداسي على هامش تنظيمه لعملية بيع بالإهداء لكتابه «رفقاء سيدي قسومة، مساهمة في التاريخ الشعبي» بـ«سيلا21»، أنه قام بتحقيق معمق عن طابع الشعبي وخرج بنتائج أهمها أنه فن جزائري كان يقدم في أكثر من منطقة، عرفت هجرة إليها في فترة الاحتلال الفرنسي، مثل جيجل، العاصمة وقسنطينة، مضيفا أن هذا الطابع مرتبط ارتباطا وثيقا بحركة الهجرة الداخلية في الجزائر وكذا حركة العمران في المجتمع الجزائري تحت الهيمنة الاستعمارية.

وفي هذا السياق، اكتشف الباحث أنّ سيدي قسومة، الولي القسنطيني الصالح، كان راعيا وحاميا لـ«الحشايشية» وهم على عكس ما يعتقد بأنهم أشخاص يدخنون «الكيف»، بل من محبي الطبيعة من خلال اهتمامهم بغرس النباتات والعناية بحدائقهم، وكانوا يلتقون في فنادق لتقديم موسيقاهم وأغانيهم.

وأضاف مرداسي أن «الحشايشية» كانوا يضمون رجالا يعاقرون الخمر ويدخنون وآخرون لا يتخلون عن صلاتهم. أما الفنادق، فهي عبارة عن مراكز استقبال العابرين، مثل التجار وأبناء المنطقة من العزاب «زباليط» الذين لا يحق لهم المبيت في دارهم التي كانت تضم مجموعة من العائلات، في حال إذا لم يولدوا في تلك الدار.

كما أشار مرداسي إلى أن «الحشايشية» كانوا يقدمون الطابع الشعبي في فندق سيدي قسومة الذي عرف احتضان أربعة أجيال من هؤلاء الفنانين، ومن بينهم الفنان الكبير عمار بوحبيب والشيخ محمد العربي زروالة، الذي قال عنه المتحدث أنه كان يؤدي الأغاني بشكل أحسن من المرحوم العنقا. كما كانت لهم علاقة بالحركة الوطنية في صورة بوجمعة مضوي، وكان هذا الفندق التابع لسيدي قسومة، مقرا للفنانين الذين يؤدون طابع الشعبي طيلة قرن من الزمن وضم أربعة أجيال من أبناء قسنطينة، ليعود المتحدث ويؤكد أن هذا الفن هو حلقة من تاريخ الجزائر ككل ولا يتعلق بالعاصمة فقط.

كما أكد المتحدث أسبقيته في تعريف الشعبي أكاديميا، حيث أن له علاقة وطيدة في المدينة، بالتالي بطابع الصنعة، واستورد منها نوتتها الوحيدة المتعلقة بالأوزان والأداء الغنائي، أما عن أسسه الشعرية، فاعتمد فيها على شعر الملحون. في المقابل، استعان بآلتين غير موجودتين في الصنعة وهما الموندول والبانجو، ليضيف أنه في قسنطينة كان هناك عازف واحد على الكمان في الطابع الشعبي يدعى «سعيد رولو».

اعتبر صاحب «موسوعة الموسيقى الحضرية لقسنطينة» أن كتابه هذا يسلط الضوء على أداء القسنطينيين للشعبي، لكنه عموما، هو مساهمة منه في تاريخ الشعبي ككل. كما طالب السلطات بإنقاذ فندق سيدي قسومة الذي يقع في رحبة الصوف، حيث أنه معرض للسقوط نظرا لحالته المهترئة جدا. كما كشف عن امتلاكه للعديد من تسجيلات «الحشايشية» وأكثر من 600 تسجيل لمغنيين قدموا وصلاتهم في داره.