حي الزعاترية بالمعالمة

السكان يطالبون بتدارك النقائص

السكان يطالبون بتدارك النقائص
  • القراءات: 687
م.أجاوت / كريم.ب م.أجاوت / كريم.ب

يتخبّط سكان حي الزعاترية ببلدية المعالمة غرب العاصمة، من عدة مشاكل ساهمت في تعميق حجم معاناتهم اليومية، وهو ما انعكس سلبا على حياتهم، خاصة بالنظر إلى الطابع النائي لهذه البلدية، التي لم تحظ بعد بالمكانة التنموية والحضرية التي تستجيب لمقوماتها ومؤهلاتها في هذا الإطار.

وأثرت جملة الانشغالات التي يعاني منها القاطنون في تأجيل لحاق هذه الجماعة المحلية بركب البلديات الأخرى، خاصة من الجانب التنموي والمرافق الخدماتية وترقية التشغيل ومحاربة البطالة. وأمام هذا الوضع يجد أعضاء المجلس الشعبي البلدي والمسؤولون المحليون بالمنطقة، أنفسهم مجبرين على تدارك هذا التأخر والخروج من دائرة الركود قبل نهاية عهدتهم الانتخابية.

أزمة حادة في خدمات النقل

أضحت أزمة النقل بحي الزعاترية أحد الانشغالات الكبرى التي تواجه القاطنين بشكل يومي، حيث عبّروا عن تذمرهم الكبير من تدنّي واقع هذه الخدمات وبُعدها عن طموحات وآمال السكان، الذين لم يجدوا حلا نهائيا لهذا المشكل رغم احتجاجهم في الكثير من المرات ورفع شكاويهم إلى مصالح البلدية، التي لم تأخذ على عاتقها –حسبهم- أهمية هذا الانشغال والتكفّل به.

وأكد بعض السكان أن المنطقة تعرف نقصا كبيرا في حافلات النقل العمومي؛ سواء من وإلى الحي ونحو المدن المجاورة، وهو ما شجّع بعض الدخلاء على المهنة لفرض منطقهم على حساب جيوب المواطنين، مجددين ضرورة التدخّل الفوري للجهات المعنية، لوضع حد لهذا الأمر الذي طال أمده.

المطالبة بمدرسة ومستوصف

من جهة أخرى، طالبت العائلات القاطنة بالحي المذكور الجهات المسؤولة بالبلدية، بإنشاء مدرسة (ابتدائية) لفائدة أبنائهم، لتمكينهم من مزاولة دراستهم في أحسن الظروف، وتجنيبهم مشقة التنقل إلى الأحياء المجاورة بغرض التمدرس، علما أنهم يقطعون مسافات طويلة سيرا  على الأقدام لبلوغ مدارسهم؛ حيث تزداد معاناتهم أكثر مع ذلك خلال فصل الشتاء.  

كما أوضح ممثلو هذه العائلات أنهم راسلوا البلدية ومديرية التربية الوطنية بالغرب، لإبلاغهم بانشغالهم هذا، لكن لا جديد يُذكر في الموضوع ما عدا تلقّيهم تطمينات في كل مرة بحمل المشكل على محمل الجد.

وفيما يتعلّق بالجانب الصحي، يبقى سكان الحي يأملون في تحسين الخدمات الصحية وترقيتها أكثر؛ من خلال مطالبتهم بمرفق صحي جديد (مستوصف) يوفّر لهم مختلف الخدمات الصحية؛  من علاج وتحاليل وفحوصات.. بهدف تغطية العجز الكبير المسجل في المجال الحساس، خاصة بالنسبة للمصابين بالأمراض المزمنة والمسنين، في وقت يجد الكثيرون أنفسهم مجبَرين على التنقل إلى العيادات الخاصة للعلاج رغم التكاليف المالية الناهضة المترتبة عن ذلك. 

.. البطالة وغياب مشاريع التنمية

رغم العروض المحتشمة التي تقدمها الوكالة الجهوية للتشغيل في مجال ترقية التشغيل ومحاربة البطالة ببلدية المعالمة، إلا أن العديد من شباب المنطقة لايزالون يعانون من مشكل البطالة بسبب محدودية هذه العروض ، وتخصّصها، حيث لا تستجيب لمؤهلاتهم العلمية؛ باعتبار أن هذه العروض يغلب عليها الطابع العلمي والتقني، وهو ما يجعل الوصول إليها والظفر بها، صعب المنال.

وأمام هذا الوضع يجد العديد من الشباب أنفسهم في مواجهة شبح البطالة أمام غياب المشاريع التنموية، التي من شأنها استيعابهم في مناصب شغل تضمن لهم مستقبلهم، في وقت تتطلّع المنطقة إلى إقلاع تنموي حقيقي، يساهم في تحريك عجلة التنمية بهذه البلدية مترامية الأطراف.

غياب العقار الصناعي أكبر تحدٍّ

ومن جهتها، ترى مصالح بلدية المعاملة أن غياب العقار الصناعي يُعد أكبر تحد تواجهه في سبيل تجسيد المشاريع التنموية بالمنطقة، علما أن هذه البلدية يعلب عليها الطابع الفلاحي بامتياز، مشيرة إلى أن هذا الأمر صعّب عملية إيجاد العقار الملائم لتحقيق المشاريع المدرجة في إطار البرنامج البلدي للتنمية، ومذكرة بأن العديد من الملفات الخاصة بموضوع العقار مجمدة، تنتظر الفصل فيها لتدارك التأخر المسجل في الميدان.

لاحتوائها على مادة «الأميونت»  ...تهديم ابتدائية «رأس لوطا» ببرج الكيفان

قامت مصالح بلدية برج الكيفان بالعاصمة، نهاية الأسبوع، بتهديم المدرسة الابتدائية «رأس لوطا» المتواجدة بحي «قايدي» في إطار استكمال العملية الخاصة بتهديم كل المدارس الابتدائية التي تتوفر على مادة «الأميونت» المسببة للسرطان، في حين سيتم تعويض المدرسة التي شملها قرار الهدم بمدرسة ابتدائية جديدة، سيتم إنجازها وفق مقاييس مضبوطة، وعلى شكل بناء جاهز يثبَّت على نفس الأرضية.

وتُعد المدرسة الابتدائية «رأس لوطا» من بين أقدم الهياكل التربوية التي كانت تتواجد ببلدية برج الكيفان شرق العاصمة لأزيد من 25 سنة، حيث باتت مهددة بالانهيار على رؤوس التلاميذ بدون الحديث عن المخاطر الصحية التي تسببها أجزاء من المدرسة التي تحتوي على مادة «الأميونت» المسببة للسرطان.

وتأتي مبادرة هدم المدرسة الابتدائية «رأس لوطا» المتواجدة على مستوى حي «محمد قايدي»، في إطار استكمال العملية الكبرى التي بادرت بها بلدية برج الكيفان، عقب عملية تهديم المدرسة الابتدائية التي تحمل اسم الشهيد «أحمد جوزي»، بعد أن أصبحت هي الأخرى تشكل خطرا كبيرا على التلاميذ المتمدرسين.

وتجدر الإشارة إلى أن عملية التهديم جندت لها المصالح المحلية جرافات وشاحنات لنقل الحطام والردوم التي خلفتها عملية الهدم، بغية استغلال الوعاء العقاري الذي كانت تتواجد به مدرسة «رأس لوطا» في إعادة تشييد مؤسسة تربوية جديدة.