زوغاليش محمد الكمال يعرض برواق ”ديدوش مراد”

المرأة والتراث في الصدارة

المرأة والتراث في الصدارة
  • القراءات: 1538
لطيفة داريب لطيفة داريب
تتواصل برواق ”عائشة حداد” (ديدوش مراد) التابع لمؤسسة ”فنون وثقافة”، فعاليات المعرض التشكيلي للفنان زوغاليش محمد الكمال وهذا إلى غاية 12جويلية الجاري بعرض أكثر من ثلاثين لوحة تتناول في مجملها موضوع المرأة.
انتقى الفنان التشكيلي العصامي زوغاليش محمد الكمال، موضوع المرأة ليجعله في صدارة معرضه الأخير إضافة إلى مواضيع أخرى تمسّ التراث الجزائري الثري والبهي، ورسم الفنان في لوحة المرأة القبائلية بلباسها التقليدي الجميل، منحنية أمام ساقية تملأ جرة بالماء، وعمد الفنان إلى عدم تدقيق في ملامح المرأة حيث جاء وجهها بدون عينين ربما حتى تمثّل جميع نساء القبائل بدون إقصاء.
ودائما مع المرأة، رسم الفنان المرأة الشاوية وهي تحمل ابنها على ظهرها، وفي لوحة أخرى تحمل جرة وترتدي ثوبا تقليديا أحمر اللون في غاية الجاذبية، ورسم في أخرى ”طريقة صنع الكسكسي” بالأوراس، حيث رسم نسوة يعاون بعضهن في صنع الكسكسي في جوّ عائلي مرح وهن يرتدين ألبسة تقليدية خضراء وحمراء وتضعن على رؤوسهن أوشحة مختلفة الألوان أيضا.
ولم ينس محمد المرأة القسنطينية، فرسم عجوزا ترتدي الملاية السوداء والعجار الأبيض، كما توقّف في أكثر من لوحة عند المرأة العاصمية مرتدية الحايك، وفي هذا السياق، رسم شابة ترتدي الحايك في صورة مكبّرة وخلفها مسجد ومنازل من القصبة متنوّعة الألوان، وفي لوحة أخرى رسم عجوزا يظهر عبر حايكها أنّها ترتدي ”سروال مدوّر”، في حين قدّم في لوحة ثالثة، امرأتين يظهر أنهما من طبقة راقية وهما تختالان في مشيتهما وتمسكان بحايكهما.
وأبدع محمد أكثر من لوحة عن القصبة بتفاصيل عمرانها وخصوصياتها الأخرى، مثل لوحة رسم فيها حيا من أحياء القصبة العتيق حيث الجدران المنحنية والأزقة الضيقة وتعاضد السكان، كما رسم جسر سيدي راشد بقسنطينة، حيث لوّن صخور قسنطينة بألوان مختلفة فجاء الجسر في شكل شبه واقعي.
ولم يستثن الفنان، معلما هاما من ولاية سطيف المتمثل في عين الفوارة، فرسمه في غاية الدقة، وعاد إلى مسمكة الجزائر، فرسم جزءا من ميناء الجزائر، بمركباته المتناثرة هنا وهناك وكذا البنايات المحيطة بها.
واهتم محمد بالطبيعة الصامتة، فرسم مزهرية تملؤها الأزهار وبالقرب منها برتقالة وتينة، وفي لوحة أخرى من نفس التقنية، قدّم أواني صنع الكسكس موضوعة على رداء، كما رسم طائر الحسون في أخرى، وفي عمل آخر رسم آلات موسيقية في لوحة عنونها بـ”نشيد الموسيقى”، ودائما مع الموسيقى، رسم عازفين على الناي في نوع البدوي إلى جانب  فارس يمتطي جواده ويظهر في كامل حلته في لوحة أخرى.