عنوان واحد للنوعية: "بي سي أر"

ماركات تنتحل صفة "بي سي أر" لتوزيع حنفيات وأوان "مسرطنة"

ماركات تنتحل صفة "بي سي أر" لتوزيع حنفيات وأوان "مسرطنة"
  • القراءات: 2620
 زولا سومر زولا سومر

تتداول في أسواقنا حنفيات وأوان مغشوشة مصنوعة من مواد سامة تسبب أمراض السرطان، في حال شرب ماء هذه الحنفيات أو استعمال هذه الأواني في الطعام. تصنع هذه المنتوجات من مواد مغشوشة يعتقد المستهلك عند رؤيتها أنها مصنوعة من "الإينوكس"، غير أنها في الواقع مصنوعة من مادة " الزاماك" المشكلة من خليط بين مواد لا تحترم النوعية تكون عرضة للتلف والصدأ بسرعة. والأخطر من هذا أن "المافيا" التي تروج لهذه المنتوجات المستوردة من الصين تقلد اسم أكبر شركة وهي "بي سي أر" الرائدة في صناعة الحنفيات واللوالب وأواني "الإينوكس"، للتحايل على المواطن وإقناعه باقتنائها، مما يعرض صحته إلى خطر الإصابة بالأمراض المزمنة المميتة.

دق السيد عمار حليمي الرئيس المدير العام لمجمع "بي سي أر" ناقوس الخطر حيال عصابات ولوبيات الإستيراد التي تستورد مواد مغشوشة ومقلدة من الصين، لا تحترم أدنى مقاييس الحفاظ على صحة المستهلك، حيث أكد في لقاء مع "المساء" بمقر مؤسسته في ولاية سطيف، أن مجمعه المعروف عالميا بجودة منتوجاته، يعاني من ظاهرة الغش والتقليد التي تكلف المجمع سنويا خسائر بقيمة 500 مليون دينار، جعلت المجمع الوطني العمومي يخسر ما يقارب 30 بالمائة من حصصه في السوق بسبب كثرة تداول السلع المغشوشة. 

أشار السيد حليمي إلى وجود عدة منتوجات من حنفيات وأوان، من ملاعق وشوكات، مصنوعة من مواد مشبوهة غير صالحة ومادة "الزاماك" التي تتسبب في مرض السرطان. موضحا أن هذه الحنفيات وبعد مرور وقت قصير فقط عن استعمالها، تتشكل بداخلها طبقة من الصدأ تهدد صحة من يشرب مياهها بمرض السرطان. موضحا أن المواد الضرورية لتصنيع الصنابير والحنفيات مكونة أساسا من النحاس والفولاذ غير القابل للأكسدة والبلاستيك الغذائي، مما يحمي الماء الموجه للاستهلاك البشري من أي تلف يمكن أن يؤثر على الجودة الغذائية من حيث الرائحة أو الطعم. غير أنه أوضح أن التحاليل التي أنجزت بمخابر المؤسسة على عينات حنفيات وصنابير صحية تم اقتناؤها من عند الموزعين المحليين، كشفت عن وجود فولاذ عادي، وهي مادة ممنوعة في مجال صناعة قناة لنقل المياه في أوروبا.

وبما أن علامة "بي سي أر" الرائدة في صناعة هذا النوع من المنتوجات معروفة بجودة منتوجاتها التي تلقى إقبالا منقطع النظير في السوق، فإن مستوردي هذه السلع المغشوشة يسوقون منتوجاتهم باسمه، للتحايل على الزبائن الذين يقعون ـ للأسف ـ في فخهم بحكم عرض هذه المنتوجات المغشوشة والمقلدة بأسعار منخفضة،  مقارنة بأسعار "بي سي أر" التي تحترم مقاييس النوعية ولا تسبب أي خطر. كما أن مدة ضمانها غير محدودة ويمكن استعمالها مدى الحياة.

وفي هذا السياق، ذكر محدثنا أن مجمعه أودع عدة شكاوى ضد هؤلاء المستوردين، منها عشر قضايا مطروحة حاليا على مستوى المحاكم. كما نظم دورات تكوينية لفائدة أعوان الجمارك والأمن والتجارة لتمكينهم من التعرف على المنتوج الأصلي والمنتوج المغشوش أو المقلد، بهدف التدخل في حال تسجيل قضايا من هذا النوع. الأمر الذي سمح عدة مرات بحجز كميات من السلع المغشوشة المتداولة في بعض الأسواق، خاصة في سوق "دبي" بالعلمة في سطيف.

نبه المسؤول الأول عن "بي سي أر" أن الزبون بإمكانه التفطن لهذه المنتوجات المغشوشة وتميز المنتوجات الأصلية لـ«بي سي أر" عن المنتوجات الصينية المغشوشة،  حتى وإن كانت مقلدة وتحمل اسم "بي سي أر"، كون منتوجات العملاق الوطني لصناعة الحنفيات واللوالب والأواني صلبة وثقيلة من ناحية الوزن، وغير قابلة للانكسار أو التعرض للصدأ. أما المنتوجات المغشوشة فنجدها خفيفة وغير لامعة، خاصة بالنسبة للأواني التي تكون قابلة للاعوجاج بسرعة. 

وللحفاظ على صحة المستهلك وحماية الاقتصاد الوطني،  طالب المسؤول الجهات الوصية باتخاذ تدابير فعالة لضبط السوق، بتطبيق مقاييس الجودة وترك المجال مفتوحا أمام المنافسة النزيهة التي تحترم معايير النوعية.

شهادات وجوائز تؤكد نوعية المنتوج وجودته

في هذا السياق، ذكر السيد حليمي بأن منتوجات "بي سي أر" المعروفة بنوعيتها الجيدة تحوز على عدة شهادات في مجال المطابقة واحترام مقاييس الجودة، منها شهادة "ايزو 9001 و2000" التي حاز عليها المجمع في عام  2003، شهادة "ايزو 14001" التي حصل عليها سنة 2006 وكذا شهادة " ايزو 9001 و2008 " سنة 2010. علما أنه تم تجديد شهادة "ايزو 9001 – 14001" خلال سنتي 2011 و2014. بالإضافة إلى فوز المجمع بالجائزة الجزائرية للنوعية في عام 2005. كما أن مخابر التجريب والتعيير التابعة له لمعاينة المنتوج ومعرفة إن كان مطابقا للمقاييس معتمدة من قبل هيئة "ألجيراك".

البحث عن شركاء لتطوير المنتوج وتصديره

رغم نوعية منتوجات المجمع الجيدة، فإن التكنولوجيات الحديثة التي وصلت إليها الشركات العالمية الكبرى في مجال صناعة الحنفيات الذكية والمتطورة والمقتصدة للماء،  باتت تحتم على "بي سي أر" التأقلم مع التحولات التي تمليها المنافسة في سوق لا بقاء فيها إلا للأفضل. لهذا يبحث المجمع حاليا عن شركاء أجانب معروفين في هذا المجال لتطوير منتوجه بما يتماشى مع حاجيات سوق الطبقة الراقية، قصد نقل خبرة الشركات الأجنبية والاستفادة منها في مجال تكوين عمال المجمع في مجال المنتوجات العصرية.

وفي هذا الصدد، كشف السيد حليمي بأن مجمعه يتفاوض حاليا مع شركاء من تركيا، البرتغال وإسبانيا،  عبروا عن اهتمامهم بإبرام شركة مع "بي سي أر" التي تتمتع بسمعة عالمية وجيدة في إطار احترام قاعدة الاستثمار 51/49، حسب محدثنا الذي صرح بأن مجمعه يفرض شروطا على هؤلاء الشركاء أو أي شريك آخر يريد الانضمام، تتمثل في إدخال منتوجات "بي سي أر" في سياسة التصدير للتمكن من تصدير 25 بالمائة على الأقل من الإنتاج مستقبلا، على أن يتمتع هذا الشريك بسمعة عالميا ولديه أسواق.

تجدر الإشارة إلى أنه سبق لمجمع "بي سي أر" أن صدر منتوجاته إلى الخارج، غير أنه توقف منذ سنوات عن التصدير وباتت منتوجاته تقتصر على السوق الوطنية. علما أن الحكومة أقرت دعما للمجمع الذي يوظف 1200 عامل سنة 2010 للرفع من حجم إنتاجه، تم استثماره في اقتناء بعض الآلات الصناعية. مما جعله يحقق نسبة نمو تتجاوز الـ54 بالمائة، مقارنة بعام 2010 بمعدل 10 بالمائة في كل سنة.

ينتج المجمع سنويا 8000 طن من اللوالب و1600 طن من الحنفيات، مما يكفي لتغطية 150000 سكن. بالإضافة إلى 32 قطعة من السكاكين. وهو ما يصنع مجد الصناعة الوطنية الذي يجب الحفاظ عليه.

كما يهدف المجمع إلى خلق شركة لصناعة الآلات والمعدات التي تحتاجها، بالشراكة مع شريك أجنبي لإشباع حاجياتها الخاصة والتمكن من رفع الإنتاج، بهدف استجابة طلب السوق الوطنية بخصوص  منتوجاتها. إلى جانب السعي في سبيل خلق شركة أخرى للاقتصاد المختلط، الهدف منها صناعة لوازم التعليب الفاخرة والعادية لأواني "الإينوكس" والفضة وكذا الحنفيات، بغية الاستجابة لطلبات المنازل والتوجه للأسواق الأجنبية.

سكنات عمومية تجهز بحنفيات مستوردة مغشوشة

للإشارة، فإن منتوجات "بي سي أر" في مجال الأواني يفوق العرض، لكن في مجال الحنفيات، أصبح مصنع عين الكبيرة بولاية سطيف الذي ينتج هذه الحنفيات، يسجل في السنوات الأخيرة فائضا طفيفا بسبب غزو المنتوجات المغشوشة التي تلقى إقبالا من طرف المقاولين في مجال البناء والمواطنين، نظرا لأسعارها المنخفضة، بالرغم من خطورة استعمالها.

رغم أن سوق الحنفيات يعرف تزايدا على الطلب، نظرا لزيادة مشاريع السكن التي يقدر معدلها بـ 000 200 وحدة تنجز سنويا، فإن حصة "بي سي أر" في السوق لا تتجاوز 43 بالمائة، الأمر الذي يبين أن عدد السكنات المجهزة بحنفيتها لا يتعدى 000 103 سكن فقط.

وبهذا تبقى هذه السوق غير منظمة وغير مضبوطة وغير مراقبة، تغرقها المنتوجات المغشوشة غير المطابقة للمقاييس، وتحكمها ممارسات تجارية غير شريفة وغير قانونية.

وبالرغم من أن الحكومة وجهت تعليمات صارمة للمقاولين والمسؤولين عن مشاريع السكن العمومي لاقتناء حنفيات الماء والغاز، وكذا أحواض المطبخ، من المتعامل الوطني "بي سي أر" الذي يحظى بجودة نوعيته وتنافسية أسعاره القابلة للتفاوض، فإن أغلبهم لم يحترموا هذه التعليمة ولم يطبقوها، ولا زالوا يقتنون المنتوجات المغشوشة المستوردة ذات النوعية الرديئة، بسبب انخفاض أسعارها. رغم أن الفرق بين أسعارها وأسعار منتوجات "بي سي أر" غير شاسع ولا يتعدى 1000 دينار في أغلب الحالات، على عكس ما تعتقده الأغلبية التي ترى أن أسعار "بي سي أر" باهظة ولا يمكن الاقتراب منها.

كشف السيد حليمي أن "بي سي أر" سطرت مشروعا لتوسيع شبكة توزيعها على المستوى الوطني، بفتح محلات جديدة ونقاط بيع تابعة لها قريبا بعنابة، ورقلة، بجاية  وتلمسان، لتضاف إلى تلك الموجودة حاليا في الجزائر، سطيف، قسنطينة ووهران. علما أنها تحصي حاليا 100 عون معتمد و150 عونا تجاريا.

«سانياك» تنتج 120 مليون دينار شهريا

يضم مجمع "بي سي أر" فرعين للصناعة يسيرهما بنسبة 100 بالمائة بعد إعادة هيكلته. يتمثل الفرع الأول في مصنع صناعة اللواحق الصناعية والصحية، أي الحنفيات بعد تحويل صناعة اللوالب إلى مصنع غليزان. يعرف هذا المصنع باسم "سانياك"، يتواجد بمنطقة عين الكبيرة الواقعة على بعد 20 كيلومترا شرق مدينة سطيف.

يقدر حجم إنتاجه الشهري بحوالي 120 مليون دينار،  حسبما أكده مديره العام السيد صفي الدين محمد الطاهر، الذي أضاف أن المصنع الذي يتربع على مساحة قدرها 33 هكتارا؛ 60 بالمائة منها مساحة مبنية تضم عدة ورشات يصنع 600 نوع من المنتوجات من مختلف أنواع الحنفيات الخاصة بالماء ولواحقها وحنفيات الغلق الرئيسي للغاز.

زود المصنع بتجهيزات وآلات عصرية حديثة، سمحت برفع معدل إنتاجه بعد الدعم الذي تلقاه كل المجمع من الدولة التي رصدت له غلافا ماليا قدره 665 مليون دينار سنة  2010. 

«أورفي» نوعية وصحة في خدمة فن المائدة 

أما الفخر الثاني لـ«بي سي أر"، فيتمثل في وحدة صناعة أواني "الإينوكس" والفضة ببرج منايل في ولاية بومرداس، والمعروفة باسم "أورفي"، تتخصص في صناعة الملاعق مختلفة الأحجام، الشوكات والسكاكين، وكذا الصينيات وأطباق القهوة والمثلجات والحسائيات ـ أي الأواني التي يوضع فيها الحساء ـ، بالإضافة إلى أحواض المطابخ.

ينتج المصنع سنويا ما يعادل 38 مليون من الأواني و140 مليون من الأحواض، حسبما أكده السيد جماعي حميد الرئيس المدير العام للمصنع. موضحا أن كمية الإنتاج شهريا تقدر بـ4 ملايين وحدة.

ورغم هذه الكمية الهائلة، فإن المصنع يعرف نفاذ المخزون بسبب بيع كل المنتوج مباشرة بعد صنعه، لأن الطلب يتجاوز العرض نظرا لنوعيته الجيدة.

يستورد المصنع سنويا 2500 طن من المادة الأولية التي يستعملها، والمتمثلة في مادة "الإينوكس" الغذائي الذي يصلح في صناعة الأواني المستعملة لتناول الطعام مباشرة من الصانعين في ألمانيا، فرنسا وإسبانيا. 

وفيما يخص تركيبة هذه الأواني، أوضح السيد جماعي بأن الصنف الابتدائي أو الاقتصادي من هذه المنتوجات الذي يسوق بأسعار تكون في متناول الجميع، يحتوي على نسبة 17 بالمائة من مادة الكروم، فيما يحتوي الصنف الراقي أو الفخم على 18 بالمائة من الكروم و10 بالمائة من النيكال، بالإضافة إلى الصنف الذي يغلف بالفضة.

يوظف مصنع برج منايل 290 عاملا؛ 11 بالمائة نساء يتولين مناصب مسؤولية، علما أن معظم العاملين من الشباب، معدل أعمارهم تبلغ 32 سنة، منهم مستفيدون من عقود تشغيل الشباب التي تمنحها الوكالة الوطنية للتشغيل.

يعرف فرعا " بي سي أر" حركة كبيرة وانضباطا في العمل، يجعلان الزائر لهما يشعر أنه أمام خلية نحل، نظرا لانهماك كل عامل في مهمته سعيا منه في سبيل إنتاج أكبر كمية ممكنة، كون إدارة المجمع حددت منحا لعمالها ـ حسب المردود، ومن عامل إلى آخر ـ حسب مردودهم وفعاليتهم لتحفيزهم على إنتاج أكبر كمية ممكنة يوميا والاستجابة للطلب الوطني.

تجدر الإشارة إلى أن مصنعي "بي سي أر" يضمان ورشتان لمراقبة النوعية ومعاينة كل وحدة تنتج قبل تغليفها، للتأكد من صلاحيتها وإتقانها، على أن تسحب كل وحدة فيها عيوبا لإعادة صناعتها حتى لا تسوق منتوجات تحتوي على عيوب صناعية، يجد الزبون نفسه مضطرا إلى إعادتها إلى المحل التي اقتناها منه، حيث يبقى الهدف من هذه الصرامة خدمة الزبون والحفاظ على سمعة العلامة المعروفة بجودتها التي جعلتها تحتل الريادة في السوق.