مدير المعهد التونسي للدراسات الإستراتيجية:

«الجزائر الوحيدة التي تقف إلى جانب تونس في محنتها»

«الجزائر الوحيدة التي تقف إلى جانب تونس في محنتها»
  • القراءات: 562
ص/محمديوة ص/محمديوة

أكد حاتم بن سالم، مدير المعهد التونسي للدراسات الإستراتيجية، أن الجزائر البلد الوحيد الذي يقف إلى جانب تونس في محنتها بعدما تخلّت عنها المجموعة الدولية التي أخلّت في الإيفاء بالتزاماتها في دعم تونس لمساعدتها على تجاوز الأزمات التي تعصف بها خاصة الاقتصادية والمالية منها.

وقال السيّد بن سالم، خلال تنشيطه أول أمس، محاضرة حول موضوع "الوضع في تونس وتداعياته على المنطقة" بمقر المعهد الوطني للدراسات الإستراتيجية، أن التزام المجموعة الدولية كان ضعيفا فهي قدمت العديد من الوعود دون الإيفاء بها.

وهو ما جعله يعتبر أن تونس وجدت نفسها وحيدة، لكنه قال إن الجزائر لم تتخل عنها وقدمت لها الكثير سواء على المستوى الرسمي أو على المستوى الشعبي، مستدلا بالسياح الجزائريين الذين فضّلوا الوجهة التونسية رغم التهديد الإرهابي القائم وكان لذلك تأثير ايجابي على القطاع السياحي التونسي.  

ولدى تشخيصه للوضعية الحالية التي تمر بها بلاده حمّل بن سالم، الرئيس السابق منصف المرزوقي، وحكومة "التروييكا" مسؤولية الوضعية المزرية التي بلغتها تونس، لكنه اعتبر أن حكومة يوسف الشاهد، قادرة على مواجهة تلك التحديات بقناعة أنها حكومة شباب ولها من الكفاءة والقدرة التي تمكنها من أداء هذه المهمة لكن شريطة تضافر كل الجهود وخاصة الطرف النقابي الذي دعاه إلى تحمّل مسؤوليته في مواصلة نفس منهاج الحوار لتسوية المشاكل القائمة.

وقال إن "الشاهد لديه الإمكانية لبناء مشروع حضاري في تونس وإخراجها من مشاكلها الراهنة، على أن يكون الطرف العمالي والنقابي الضامن لهذه الحكومة"، في نفس الوقت الذي أكد أن الرئيس الباجي قايد السبسي، هو ضامن للاستقرار والسلام في بلاده.

وزير التربية التونسي الأسبق حدد نقاط الضعف في بلاده التي تواجه مشاكل اقتصادية ومالية كبيرة وتمللا اجتماعيا ناهيك عن الخطر الإرهابي، لكنه قال إن لبلاده نقاط قوة ستمكّنها من مواجهة كل هذه المشاكل أولاها أن تونس اليوم دولة ديمقراطية بكل معنى الكلمة، والشعب التونسي هو من يقرر ويحدد مصيره إضافة إلى الوعي الذي يتمتع به التونسيون وأثبتوا ذلك من خلال تمسكهم بالخيار السلمي، إلى جانب موقعها الجغرافي الاستراتيجي وتوفرها على طبقة سكانية متعلّمة.

الوضع في ليبيا غير مطمئن

ولأن استقرار ليبيا وأمنها من استقرار وأمن تونس فلم يخف بن سالم، تشاؤمه  بشأن الوضع القائم في ليبيا، وقال أن تونس أكبر المتضررين مما يجري في هذا البلد الجار والذي لا يبشر بالخير في ظل عودة عقلية المليشيات والسيطرة على الحقول النّفطية... وقال بأن هذا الأمر يحير تونس كثيرا.

وذكر بأن بلاده تتحمّل عبء مليون ونصف مليون لاجئ ليبي فروا إلى تونس التي تشاطر الجزائر في موقفها بضرورة عودة الاستقرار إلى ليبيا من خلال العمل على تقريب وجهات النّظر بين الفرقاء بكل الطرق السلمية، واعتماد لغة الحوار دون المساس بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. 

وقاده ذلك للحديث عن أهمية إعادة بناء اتحاد المغرب العربي، الذي قال إنه ضرورة تفرضها التطورات والمتغيرات التي تشهدها المنطقة والعالم ككل.

ودعا في هذا السياق إلى تفعيل المادة السابعة من ميثاق الاتحاد التي تنص على عقد اجتماعات لرؤساء الحكومات من أجل بحث كل المشاكل العالقة على أعلى المستويات وعدم الاكتفاء فقط باجتماع وزراء الخارجية، كما اقترح إعادة مراجعة معاهدة مراكش الخاصة بتأسيس الاتحاد المغاربي حتى تتأقلم مع المتغيرات الراهنة مع إعادة تفعيل مؤسساته.

ولأنه لا يمكن فصل المنطقة المغاربية عن العالم العربي فقد أبدى بن سالم، أسفه للجمود الذي تعيشه جامعة الدول العربية، والتي قال إنه من المفروض أن يتمثل دورها في إعادة بناء العالم العربي، متسائلا في هذا السياق ما إذا كانت تقوم فعلا بهذا الدور، وهل تمتلك الإمكانيات التي تمكّنها من القيام بذلك.

ورغم أنه أكد أنه لا يؤمن بنظرية المؤامرة، فإنه اعتبر أن ما يعيشه العالم العربي اليوم من توتر وصراعات يحمل معه مؤشرات واضحة بوجود مخطط تفكيكي لصالح إسرائيل التي قال إنها الوحيدة التي تعيش في سلام وتتدخل في شؤون الآخرين وتشكل أكبر خطر على الأمة العربية.

وفي الأخير دعا مدير المعهد التونسي للدراسات الإستراتيجية، إلى ضرورة انتهاز فرصة التكنولوجيا المتطورة والرقمنة لمواكبة التقدم الحاصل في العالم من أجل بناء اقتصاد متطور وقوي.