اجتماع دول جوار ليبيا بالعاصمة النيجرية

التأكيد على حل سياسي بعيدا عن أي تدخل أجنبي

التأكيد على حل سياسي بعيدا عن أي تدخل أجنبي
  • القراءات: 862
 م/مرشدي م/مرشدي

اختتمت أمس، بالعاصمة النيجرية نيامي، أشغال الاجتماع التاسع لدول جوار ليبيا بمشاركة وزراء خارجية الدول المنطقة، بحثوا خلاله  سبل تعميق التشاور واستعارض آخر تطورات الوضع في هذا البلد قصد مساعدته في تحقيق الأمن والاستقرار والمصالحة الوطنية بعيدا عن أي تدخل خارجي.

وشارك في أشغال هذا الاجتماع الدوري وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، ونظراءه من تونس ومصر والسودان وتشاد والدولة المضيفة إلى جانب البلد المعني ليبيا.

وحضر الاجتماع أيضا مارتن كوبلر، المبعوث الخاص للأمين العام الأممي إلى ليبيا، والرئيس التنزاني الأسبق، جاكاوا كيكويتي، مبعوثا خاصا للاتحاد الإفريقي إلى ليبيا وأحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية.

وبحث وزراء الدول المعنية وممثلو المنظمات الإقليمية والدولية المشاركة في هذا الاجتماع المغلق الوضع على ضوء آخر التطورات السياسية والأمنية التي تعرفها ليبيا، والجهود التي تبذلها الأطراف الليبية من أجل إنهاء حالة الحرب المستفحلة وما تقوم به دول الجوار والمجموعة الدولية من أجل تسوية الأزمة الليبية وفق المسار الذي رسمته المجموعة الدولية من خلال اتفاق ديسمبر من العام الماضي. 

والمؤكد أن كل المشاركين أثاروا معضلة مواجهة التهديدات الأمنية التي فرضتها التنظيمات الإرهابية الناشطة في هذا البلد، وآليات مواجهتها لمنع انتشار عناصرها في مختلف دول الجوار. وأكد عبد القادر مساهل، في كلمة افتتاحية على قناعة الجزائر بـ«قدرة الليبيين على تجاوز خلافاتهم وتقديم المصلحة العليا للشعب الليبي». حيث حذّر من خطر «عدم تسريع إيجاد حل لهذه الأزمة « بقناعة أن ذلك يخدم خطط المنظمات الإرهابية وشبكات الجريمة المنظمة ذات الصلة بها بدءا بالتهريب العابر للحدود من مخدرات وأسلحة ومقاتلين أجانب والهجرة غير الشرعية. وأضاف مساهل أنها «تشكل جميعها تهديدا لأمن واستقرار ليبيا ودول الجوار». وهو ما جعله يؤكد على استعداد الجزائر لاقتسام تجربتها في تحقيق المصالحة الوطنية مع مختلف الأطراف الليبية من أجل تخفيف معاناة الشعب الليبي.وقال مساهل «إنه من واجبنا كدول جوار أن نرافق هذه الإرادة»، مجددا التأكيد على أنه «لا وجود لحل آخر للأزمة الليبية غير الحوار والمصالحة الوطنية».وجدد الوزير التأكيد أنه «لا بديل عن الحل السياسي في إطار الحوار الليبي ـ الليبي دون إقصاء ما عدا التشكيلات الإرهابية المصنّفة من قبل الأمم المتحدة»، مشيرا إلى ضرورة أن تقوم الهيئة الأممية بمرافقة هذا الحوار السياسي حتى تتمكن ليبيا من تجاوز هذه الأزمة التي تعصف بها منذ 2011.

وثمّن موسى الكوني، نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي لحكومة الوفاق الوطني بعد لقاء جمعه بالوزير مساهل، موقف الجزائر التي أكد أنها شريك أساسي لإخراج بلاده من أزمتها. وقال هي «شريكنا الأساسي في كل قضايانا، وهي من يحمل معنا هم المواطن الليبي وكل ما يعيشه من أزمات»، في تلميح إلى المساعدات الإنسانية التي قدمتها لسكان المناطق الحدودية.كما ثمّن الكوني الاهتمام الخاص الذي يوليه رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، للوضع القائم في بلاده، معبّرا عن ارتياحه لـ«حياد الجزائر ونبذها للتدخل في الشأن الداخلي الليبي على خلاف العديد من الدول.

من جهته أكد الوزير النيجري المكلّف بالشؤون الخارجية والتعاون والاندماج الإفريقي والنيجريين بالخارج، إبراهيم يعقوبو، أن «بلدان الجوار وخاصة النيجر هي البلدان الأكثر تأثرا من الأزمة في الليبية»، بما يستدعي العمل بشكل مشترك من أجل دعم مسار الحل السياسي للأزمة الليبية.

وشدد التأكيد في هذا الإطار على «الضرورة الملحة» للإسراع في إيجاد حلول ناجعة تضع حدا للإرهاب المنتشر في المنطقة و«الذي يستغل الأزمة الليبية خصوصا لتنفيذ هجمات في بعض دول الساحل الإفريقي».

وحظي رؤوساء الوفود المشاركون في هذا الاجتماع باستقبال من طرف الرئيس النيجيري، محمدو إيسوفو، بالقصر الرئاسي بما يؤكد الأهمية التي توليها النيجر لمثل هذه الآلية العملية لإيجاد نهاية للحرب الدائرة في ليبيا بالنّظر إلى تداعياتها الكارثية على دول المنطقة.