الأهالي اقترحوا أول نوفمبر والوصاية اختارت يوم الشهيد

25 رفات شهيد تنتظر إعادة الدفن منذ 7 أشهر بخنشلة

25 رفات شهيد تنتظر إعادة الدفن منذ 7 أشهر بخنشلة
  • القراءات: 2058
 ع.ز ع.ز

تمكنت مصالح الحماية المدنية بالوحدة الرئيسية لمدينة نسيغة (خنشلة) يوم الخميس الماضي من استخراج رفات أربعة شهداء من "مغارة جمري"، في عملية تعتبر الثانية من نوعها بهذا الموقع، بعد استخراج 21 رفات شهيد الثورة التحريرية خلال شهر أفريل الماضي.

وتمت العملية الأخيرة بحضور السلطات المحلية والأمنية، ممثلة في المجلس الشعبي لبلدية أنسيغة رفقة عناصر وإطارات الحماية المدنية وفرقة الدرك الوطني وممثلين عن الأسرة الثورية وجمع غفير من مواطني القرية.

تكفلت فرقة التدخل في الأماكن الوعرة التابعة للحماية المدنية بخنشلة بمتابعة شخصية من المدير الولائي للقطاع. وبإشراف من والي الولاية، باستخراج رفات الشهداء الأربعة ليتم نقلهم إلى مقر بلدية انسيغة إلى جانب الرفات الـ21 الأخرى التي تم استخراجها في وقت سابق من نفس المكان.

وحسب شهادات مجاهدي المنطقة وأهالي قرية جمري التاريخية، فإن هذه الرفات تعود لشهداء الثورة التحريرية الذين استشهدوا عام 1961 بالمغارة التي كانت تشكل مقرا إداريا لمجاهدي المنطقة بالولاية التاريخية الأولى.

فبعد أن تفطن الاستعمار لهذه المغارة وحاول استدراجهم للخروج والاستسلام، وجد عزيمة الرجال والأبطال أقوى من أن يعلنوا استسلامهم للعدو وكشف أسرار الثورة التحريرية في واحدة من أكبر وأهم معاقلها، فلجأ الاستعمار الفرنسي إلى استعمال مختلف أنواع الأسلحة الكيمياوية المحظورة دوليا وقنبل المكان قبل عام فقط من استقلال الجزائر.

وحسب روايات أهالي المنطقة، فإن معظم شهداء المغارة برتبة ضابط في جيش التحرير الوطني ومن عائلات معروفة. ويتذكر سكان المنطقة أسماء هؤلاء القادة والثوار الذين استشهدوا بالمغارة.

بعد السنوات الأولى للاستقلال، حاول السكان مرات عديدة استخراج رفات الشهداء لكن محاولاتهم باءت بالفشل بسبب صعوبة التضاريس التي توجد بها المغارة، ووجود كميات كبيرة من المياه.

 مغارة الشهداء كما يسميها أهالي قرية جمري على وجه الخصوص شكلت اهتمام العام والخاص بولاية خنشلة، حيث تم في شهر أفريل الماضي خلال مناورة تطبيقية لأعوان الحماية المدنية بخنشلة وباقتراح من أحد سكان منطقة جمري العثور على هياكل عظمية في مجرى مائي داخل المغارة.

بعد إعلام الجهات المختصة، وبأمر من والي ولاية خنشلة حمو بكوش، تم تسخير كل الإمكانات المادية والبشرية لاستخراج رفات الشهداء. ورغم صعوبة المهمة، فإن رجال الحماية المدنية ممثلة في فرقة التعرف والتدخل في الأماكن الوعرة، استخرجوا 21 رفات شهيد. وتواصلت العملية في الأيام القليلة الماضية حيث تم استخراج أربع رفات أخرى من نفس المغارة بقرية جمري التاريخية، كلها موجودة الآن على مستوى قاعة الاجتماعات ببلدية أنسيغة.

الأمين الولائي لمنظمة المجاهدين لولاية خنشلة، بوزيد عباسي أكد من جهته أن عملية إعادة دفن رفات الشهداء ستكون خلال الاحتفالات باليوم الوطني للشهيد المصادف لتاريخ الثامن عشر فبراير على مستوى مقبرة الشهداء بمدينة خنشلة، فيما كان يأمل أهالي الشهداء وسكان المنطقة أن تتم إعادة الدفن بمناسبة أول نوفمبر ذكرى اندلاع الثورة التحريرية المجيدة.