التحق بالمركز المتخصص بالتكوين المهني والتمهين للأشخاص المعاقين جسديا «الطرق الأربعة» في القبة، بمناسبة الدخول المهني للعام الجاري 2016، ما يربو عن 90 متربصا في خمسة اختصاصات كبرى يسهر على تلقينها أساتذة مختصين في المجال، إلا أن اختيار المتربصين لم يخضع لمعاينة طبيب عام ومرافقة نفسية،  حسبما أكدته المستشارة في التوجيه والإعلام رزيقة بوقرة لوكالة الأنباء.

أوضحت أن استقبال وتوجيه الراغبين في التربص لفئة المعاقين جسديا تمت خلافا لما جرت عليه العادة في السنوات الأخيرة، حيث كان الطبيب «يحدد نوع التكوين» بعد تشخيص وضعية المترشح الصحية، حيث غابت الرعاية الصحية والمتابعة النفسية هذه السنة.

وقد اعتمد المستشارون في التوجيه والإدماج المهني هذه المرة على خبرتهم في التعرف على القدرات البدنية للمترشح المعاق، بعد أن «طال» انتظارهم للطبيب الذي كان يفترض به أن يعاين المتربصين،  تردف نفس المتحدثة. هذه السنة «دون طبيب عام» و«لا مختص نفسي» هو ما تسبب في تأجيل تسجيل عشرات الأشخاص بسبب صعوبة تحديد رأي طبي دقيق، حسب المسؤولة.

ورغم «تحكم» الفريق الإداري والتوجيهي في عملية الإدماج والتقييم، إلا أن مركز الطرق الأربعة - تضيف المستشارة- سيعمل بلا طبيب على مدار السنة، ومجرد من سيارة إسعاف بالنظر إلى خصوصية المتربصين المقيمين به، وتعرضهم المتكرر لبعض الحوادث. 

كشفت نفس المسؤولة أن مركز القبة لتكوين ذوي الاحتياجات الخاصة استقبل هذا العام متربصين من عدة ولايات، على غرار بشار وسطيف والبليدة والمدية والأغواط وبومرداس، ناهيك عن البلديات البعيدة في ولاية الجزائر.  

أشارت المتحدثة إلى أن الفريق العامل في المركز يسهر على احترام شروط التكوين والإقامة، وفي مجال الإطعام تم الاعتماد هذه المرة على البرنامج الغذائي المسطر السنة الفارطة، كنتيجة حتمية لغياب مختص يحدد قيمة الوجبات للمتربصين المقيمين. 

للإشارة، يوفر مركز القبة لمتربصيه تكوينا في عدة اختصاصات،  منها الخياطة وصناعة الحلويات وعون حفظ البيانات والطلاء والزخرفة ومقسم هاتفي والبستنة وكذا إعلام آلي براي. 

وعن طبيعة الإعاقات، أوضحت المتحدثة أن 60 بالمائة من المتربصين هذه السنة هم من الصم البكم، تليها فئة المتأخرين مدرسيا، ثم الإعاقة الحركية والمكفوفين الذين يجدون صعوبة في استيعاب دروس الإعلام الآلي بسبب عدم إتقانهم لغة البراي، خاصة بالنسبة للقادمين من المناطق النائية. 

يذكر أن مركز الطرق الأربعة المتخصص في تكوين المعاقين جسديا،   يوفر نمطين من التكوين؛ إقامي وتمهيني، ويسمح لهم بالاستفادة من نظام إقامة نصف داخلي وثاني داخلي للفتيات يصل إلى 30 سريرا.