انتقد الساسة الفرنسيين لتغاضيهم عن العشرية السوداء في الجزائر

هيرفي بورج يفضح نفاق فرنسا الرسمية

هيرفي بورج يفضح نفاق فرنسا الرسمية
  • القراءات: 647
ص/محمديوة ص/محمديوة

انتقد هيرفي بورج الإعلامي الفرنسي الشهير في حوار مع موقع "لو بوان" واسع الانتشار نشر نهاية الأسبوع بشدة الساسة الفرنسيين لتغاضيهم عن الأحداث المأساوية التي عاشتها الجزائر طيلة العشرية السوداء ومواجهتها خطر الإرهاب بمفردها.

وأنصف بورج الجزائر عندما رفض إلصاق صورة "الإسلاموية" بها وقال إن "هذا البلد شيء آخر"، في رسالة واضحة باتجاه الفرنسيين الذين لا يعرفون الجزائر وحقيقة شعبها وقال إنه بلد يختلف تماما عما يروج عنه في فرنسا بأنه أصل الإرهاب.

وأضاف "إننا كفرنسيين نكتفي فقط بالتنديد بالإرهاب ولكننا غضضنا الطرف لمدة عشر سنوات كاملة على سقوط أكثر من 200 ألف ضحية من ضحايا الإرهاب في الجزائر" التي أكد أنها "خاضت المعركة ضد الإرهاب لوحدها ولا تزال تحاربه".  

ويأتي اعتراف واحد من أشهر الإعلاميين الفرنسيين بتنكر فرنسا ومسؤوليها لحقيقة ما كان يحدث بالجزائر في تسعينيات القرن الماضي بعد أن سعى الجميع، وفي مقدمتهم فرنسا، إلى جعل ظاهرة "الإرهاب" إن صح التعبير علامة جزائرية بامتياز. 

تحليلات ورؤى مغلوطة تماما تأكد عدم صحتها بعد فترة وجيزة فقط، وقد بدأ الإرهاب يتوسع وينتشر بعذ ذلك ليضرب كبريات الدول من الولايات المتحدة إلى فرنسا وبريطانيا.. وغيرها من الدول الغربية التي اعتقدت مخطئة في وقت من الأوقات أنها في منأى عن هذه الآفة المهددة لأمن واستقرار الدول والعالم أجمع ولا داعي لمساعدة الآخرين في مواجهتها.

ولكن تأكدت مصداقية مقاربة الجزائر المحذرة من الخطر الداهم للإرهاب، والتي لا طالما دافعت عنها في مختلف المحافل الدولية بأنه ظاهرة عابرة للحدود لا دين لها بما يستدعي تضافر جهود الجميع دون استثناء للقضاء عليها. 

والمفارقة أن تأكيدات بورج المعروف عنه مناهضته للاستعمار الفرنسي في الجزائر جاءت أياما فقط بعد اعتراف رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشير بأن فرنسا لم تدرك بصورة جيدة حقيقة الوضع خلال العشرية السوداء التي واجهت خلالها الجزائر الإرهاب. وقال إنه "مع الجزائر يمكننا إيجاد حلول للقضاء على الإرهاب" في إقرار صريح من مسؤول فرنسي بخطأ بلاده في تقدير الأمور حينها واستفاقة متأخرة بالتأكيد على أهمية الدور الجزائري في محاربة الإرهاب.

ليس ذلك فقط، فالإعلامي الفرنسي فضح في حواره مع موقع "لو بوان" نفاق فرنسا الرسمية في التعامل مع الجزائر فهي من جهة تريد طي صفحة الاستعمار من أجل إقامة علاقات براغاماتية معها ولكنها لا تجد حرجا من جهة أخرى في العودة في كل مرة لإثارتها عندما يتعلق الأمر بمصالحها والحسابات الانتخابية الضيقة عند ساستها.    

وقال بورج أنه يكفي الذهاب إلى جنوب فرنسا لترى حقيقة أن بعض الفرنسيين لم يهضموا إلى يومنا هذا استقلال الجزائر وما زالوا يحلمون بـ "الجزائر فرنسية" وينصبون التماثيل للمنظمة السرية "أو. أ. إس" التي أبادت الجزائريين خلال حرب التحرير.

ولا يمكن إخراج ورقة "الحركى" التي رفعها مؤخرا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وغريمه السياسي نيكولا ساركوزي لأغراض سياسية وانتخابية، وقبله عدة ساسة آخرين من سياق هذا النفاق السياسي الفرنسي فقط من أجل خدمة مصالحهم الانتخابية رغم أنه كان على فرنسا الاعتراف بأن هؤلاء "الحركى" الذين انقلبوا ضد بني جلدتهم كانوا ضحايا فرنسا الاستعمارية وليس الجزائر.