مبنى "سيجاس" بتيبازة اجتمع به 15 قائدا من دول الحلفاء

معلم تاريخي يشهد على نهاية الحرب العالمية الثانية

معلم تاريخي يشهد على نهاية الحرب العالمية الثانية
  • القراءات: 1867
 أ.عاصم أ.عاصم

تم تصنيف المبنى الموجود بالمدخل الغربي لبلدية "مسلمون" في ولاية تيبازة "سيجاس"، في الجريدة الرسمية كتراث ثقافي محمي من طرف السلطات المعنية مؤخرا، بعد نداءات عديدة ومجهودات كبيرة من طرف جمعيات المجتمع المدني وكذا المهتمين بالتاريخ الذين دعو إلى ضرورة حماية هذا الإرث الثقافي.

زارت "المساء" المبنى التاريخي الشاهد على اجتماع قادة دول الحلفاء من أجل أخذ قرار شن الحرب على النازية في أربعينيات القرن الماضي، حيث التقينا بعضو المجلس الشعبي الولائي لولاية تيبازة، وعضو اللجنة الثقافية الياس عزيبي الذي سرد لنا قصة "سيجاس" التاريخية الذي اجتمع فيه 15 قائدا من دول الحلفاء آنذاك في 23 أكتوبر من سنة 1943، وكان خمسة من هؤلاء من الولايات المتحدة الأمريكية وخمسة من بريطانيا وخمسة من فرنسا، جاؤوا عن طريق غواصة بحرية رست بشاطئ "مسلمون" واجتمعوا حينها في الطابق الأول للمبنى الذي كان ملكا لأحد المعمرين الإسبان يدعى "جيمس"، وكان يلقب في تلك الفترة بـ"سيجاس"، اسم أطلقه عليه المزارعون الذين كان يعمل رفقتهم، وكان جيمس هو من سهل الطريق للقادة الحلفاء كي يجتمعوا سريا ويقرروا الحرب على هتلر آنذاك.

ويضيف السيد عزيبي أن "سيجاس" كان له ولد ليس من صلبه يسمى "تيزي"، وهو ضابط في الجيش البريطاني، رتب زمام الأمور حتى يضمن أن يتم الاجتماع في سرية تامة حتى يفوت على الجواسيس فرصة معرفة ما يجري داخل المبنى المطل على البحر، الذي يقع في منطقة هادئة وخالية من السكان وبين جبلين يصعب على الطائرات الألمانية اكتشافه أو مراقبته.

ومن أهم النقاط التي دار الحديث حولها خلال الاجتماع السري، حسب محدثنا، هي إنزال قوات الحلفاء في شمال إفريقيا وكذا الإنزال النورميدي. ويذكر المؤرخون أنه خلال الاجتماع جاءت دورية للدرك الفرنسي من أجل التحقق من الأمر، حيث قابلهم "سيجاس" مخبرا إياهم أنه عيد ميلاد فقط، مما يعني أن حتى فرنسا الاستعمارية التي كانت طرفا في الاجتماع لم تكن تعلم بما يجري في المبنى، نظرا للسرية التي كانت تحيطه.

وأضاف المتحدث أنه رغم سرية الاجتماع، إلا أن الألمان تمكنوا من اكتشاف ما يجري داخل المبنى، مما جعل قوات النازية تحاول قصف المبنى، إلا أنها فشلت في ذلك بعدما أخطأت الهدف، وبعد أسبوعين فقط من الاجتماع استطاعت فرنسا التخلص من قيود النازية. 

يذكر أنه في سنة 1956، قامت كتيبة من مجاهدي الثورة التحريرية بحرق المبنى وأخذ المؤونة التي كانت بداخله من أجل إيصال صوت الثورة إلى دول العالم. للإشارة، تم نصب معلم بجانب المبنى كتبت عليه أسماء 15 قائدا الذين شاركوا في الاجتماع السري وكتبت عليه عبارة "من هنا تحررت فرنسا من قيود النازية".