أوهموا ضحاياهم بأنهم يملكون دواء السكري

أمن العاصمة يوقف 3 أشرار احتالوا على 169 مريضا

أمن العاصمة يوقف 3 أشرار احتالوا على 169 مريضا
  • القراءات: 496
ق و ق و

 تم مؤخرا بالعاصمة، توقيف جماعة أشرار مكونة من ثلاثة أشخاص احتالوا على 169 مريضا بداء السكري عن طريق إيهامهم بامتلاك وصفة دواء "شافية تماما" لهذا الداء، حسبما علم  أمس، من عميد الشرطة لوصيف عبد القادر. 

أوضح العميد لوصيف، بصفته رئيس الفرقة الاقتصادية والمالية التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية لأمن ولاية الجزائر، خلال عرض وقائع هذه القضية، أنه شرع في التحقيق فيها منذ حوالي 15 يوما إثر معلومات تفيد بترويج أحد المشتبه فيهم بالعاصمة لدواء "يشفي بالكامل" المصابين بمرض السكري. 

وبيّنت التحريات -كما قال- أن المتورطين في القضية استغلوا أحد الروبورتاجات بقناة تلفزيونية خاصة حول طبيب من الشرق الجزائري يعمل على صناعة دواء لمرض السكري للترويج لمحلول يصنعه المشتبه فيه الرئيسي على أساس أنه "الدواء المنشود".

حسب محافظ الشرطة سمان فاتح، رئيس فصيلة مكافحة جرائم التقليد، فإن العملية مكنت من حجز 620 قارورة من مستحضر الدواء المغشوش والمقلّد، إضافة إلى 169 شهادة لتحاليل 

مخبرية لقياس نسبة السكر في الدم خاصة بضحايا هذه الجماعة الإجرامية. 

وقال إن المتهم الرئيسي الذي كان يصنع المحلول يملك سجلا تجاريا لصناعة الزيوت  العطرية والروائح بإحدى ولايات شرق البلاد، قبل أن يخوض في تجربة الاحتيال على مرضى السكري بالعاصمة بالاعتماد على شخصين آخرين (2) أحدهما يقوم بالتوزيع ونقل البضاعة والآخر كلّف بعملية البيع للزبائن. 

المسؤول الأمني كشف عن طريقة إدخال  تلك القارورات للعاصمة لتباع بـ3000 دج للوحدة، حيث يتم التسليم بالطرق السريعة للولاية لتفادي جلب انتباه مصالح الأمن. وبغرض التمويه أيضا عمد المشتبه فيهم إلى تغليفها بطريقة منظمة ضمن صناديق تخص مستخلصات الأعشاب الطبية مع استظهار السجل التجاري للمشتبه فيه الرئيسي في نقاط المراقبة الأمنية. 

القارورات لم تحمل أي بيانات تشير إلى هوية مصنع الدواء أو عنوانه أو تاريخ إنتاج ونهاية صلاحية المحلول أو مكوناته كما يقتضيه القانون، فيما يتم حاليا إخضاع تلك المادة للتحليل بمخبر الشرطة العلمية ببن عكنون لمعرفة طبيعتها، يضيف المصدر. 

وتم إيهام الضحايا المقدر عددهم بـ169 ضحية تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 80 سنة بفعالية هذا الدواء الذي يصنعه طبيب من ولاية قسنطينة، حيث يتم الطلب من المريض أو وليّه إجراء تحاليل مخبرية لقياس نسبة السكري لديه قبل تحضير المستحضر الذي يتلاءم وحالته. وينتظر المرضى حسب المنهج الذي اتبعه المشتبه فيهم أسبوعا فيما بعد قبل استلام القارورة الخاصة بهم مع تعليمات الجرعة التي تناسبهم، وهو ما يعزز ثقتهم في المنتج ويدعم حملة ترويجية له في أوساط المرضى. 

المسؤول الأمني ذكر أن المشتبه فيهم سيتم تقديمهم لاحقا أمام الجهات القضائية المختصة، فيما لا يزال التحقيق جاريا في هذه القضية التي تمس بالصحة العمومية. وينتظر ـ حسبه ـ أن يواجه المتورطون فيها تهما تتعلق بتكوين جمعية أشرار والنّصب والاحتيال وعدم احترام القوانين والإجراءات الخاصة بالممارسات التجارية وحماية المستهلك.