بوادر إجماع محتمل حول تجميد الإنتاج لدى الدول المنتجة للنفط

بوطرفة يتوقع نتائج إيجابية في اجتماع الجزائر

بوطرفة يتوقع نتائج إيجابية في اجتماع الجزائر
  • القراءات: 472
 حنان/ح حنان/ح

أكد وزير الطاقة، نور الدين بوطرفة، أن الاجتماع غير الرسمي لمنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) الذي سيعقد الأربعاء القادم بالجزائر- مطالب بالتوصل حتما إلى "حل إيجابي" لاستقرار السوق، مبرزا الدور التوافقي للجزائر داخل المنظمة. وقال إن الجزائر ستعمل كل ما في وسعها لانجاح الاجتماع، وأنها لا تتوقع سيناريو سلبيا.

وجدد الوزير تفاؤله بشأن النتائج التي سيخرج بها لقاء أوبك غير الرسمي، وقال في هذا الصدد "لن نخرج في الأخير لنقول إن اجتماع الجزائر كان فاشلا"، مشيرا في حوار أدلى به لوكالة الأنباء الجزائرية إلى أن مشاركة كل دول الأعضاء في منظمة الأوبك في هذا الاجتماع هي بذاتها "علامة إيجابية". 

ونوه الوزير بالدور التوافقي للجزائر داخل الأوبك وهو ما من شأنه المساعدة على التوصل إلى إيجاد إجماع لدعم الأسعار العالمية للنفط، حسب تصريحات الوزير، الذي أوضح أن "الجزائر بلد يسعى للتوافق ولديه مميزات فيما يخص الحوار وتربطه علاقة جيدة مع جميع أعضاء أوبك. ليست لدينا خلافات مع أي بلد من هذه البلدان". 

وينبع تفاؤل الجزائر بخصوص الخروج بنتائج مثمرة خلال الاجتماع من عدة عوامل، أهمها –كما قال الوزير- موافقة كل الأطراف على ضرورة "التحرك إيجابيا" لإعادة تأطير السوق من باب أن الوضعية الحالية "لا تناسب لا الاقتصاد العالمي ولا البلدان المنتجة للنفط ولا حتى البلدان المستهلكة". 

وإذ اعترف الوزير بوجود اختلافات في المصالح داخل الأوبك وبين الدول الأعضاء وغير الأعضاء في المنظمة، فإنه اعتبر أن أوبك كفاعل طاقوي عالمي "على أتم الدراية بمسؤوليتها"، مشيرا إلى أنها "منظمة لها تقاليد وطريقة تفكير وكذا طرق اتخاذ القرار خاصة بها". أما بالنسبة للبلدان المنتجة للنفط خارج المنظمة خصوصا روسيا، فأكد  "موافقتها" المشاركة في اتفاق لاستقرار السوق. وذكر بالاعلان عن إرادتها بخصوص الرغبة في إستقرار السوق. 

وحسب السيد بوطرفة، فإن الجزائر تأمل أن يصل الاجتماع إلى "إجماع لتجميد إنتاج الدول الأعضاء في الأوبك وكذا الدول غير الأعضاء كخطوة أولى لامتصاص فائض السوق من النفط" والتحرك بشأن العرض من أجل استقرار الأسعار على مستوى الأسواق العالمية في مستوى يفوق 50 دولار للبرميل. 

مندوب العراق بأوبك: اجتماع الجزائر سيكون مختلفا

أعلن، أمس، وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، أن خيار تقليص حجم إنتاج النفط لدعم الأسعار لن يطرح خلال اجتماع الدول المنتجة في الجزائر، مشيرا إلى أن الاقتراح المطروح هو تجميد الإنتاج. وتوقع نوفاك أن يشهد اجتماع الجزائر محادثات بناءة، مؤكدا أن موسكو مستعدة لتنسيق إجراءاتها بشأن سوق النفط مع المنتجين الآخرين.

بدوره، أكد كيريل مولودتسوف نائب وزير الطاقة الروسي قدرة روسيا "نظريا" خفض إنتاجها النفطي بنسبة 5 بالمائة، منوها إلى أن مسألة التخفيض بحثت في وقت سابق من العام الجاري مع شركات النفط الروسية. واعتبر أنه يمكن السيطرة على سوق النفط من خلال خفض حجم الإنتاج بهذه النسبة.

من جهة أخرى، صرح مندوب العراق لدى منظمة "أوبك" فلاح العامري، بأن ظروف سوق النفط باتت أفضل للمنتجين في العالم للتوصل إلى اتفاق لدعم السوق، إذ إن إنتاج إيران بات أعلى من ذي قبل بعد رفع العقوبات عنها، متوقعا أن يكون اجتماع المنتجين في الجزائر هذه المرة "مختلفا".

السعودية تخفض إنتاجها في حال قبول إيران التثبيت

وعلى صعيد متصل، كشفت وكالة "رويترز" أمس نقلا عن مصادر مطلعة، أن المملكة العربية السعودية عرضت تقليص إنتاجها من النفط إذا وافقت منافستها إيران على تثبيت إنتاجها هذا العام، بما يمثل حلا وسطا قبل المحادثات المقررة في الجزائر الأسبوع المقبل.

وأضافت المصادر التي اشترطت عدم الكشف عن أسمائها أن العرض -الذي لم تقبله طهران أو ترفضه حتى الآن - جرى تقديمه هذا الشهر.

واعتبر الخبير الفرنسي فرانسيس بيرين أن أوبك مطالبة بالتوصل في "أقرب وقت ممكن" إلى اتفاق مع بعض البلدان غير الأعضاء وأنها تتحمل "مسؤولية ثقيلة" في تحقيق استقرار السوق النفطية بسبب ارتفاع إنتاجها وتراجع إنتاج البلدان غير الأعضاء في المنظمة. 

وأوصى هذا الخبير الذي يعد أيضا رئيس الاستراتيجيات والسياسات الطاقوية، بلدان أوبك بإيجاد "في أقرب وقت ممكن" اتفاق مع بعض البلدان غير الأعضاء من أجل تجميد الإنتاج. 

وحسب الخبير، فإن الوضع الحالي ناجم "أولا من إرادة إيران في مواصلة رفع إنتاجها وصادراتها النفطية ورفض السعودية قبول عدم تطبيق اتفاق حول تجميد الانتاج على إيران". وفيما يتعلق بالاجتماع غير الرسمي لأوبك الذي سيعقد بالجزائر الأسبوع القادم اعتبر فرانسيس بيرين أنه "لا يجب توقع الخروج بقرار رسمي -حتى وإن كان تجميد الانتاج- من اجتماع غير رسمي"، واعتبر أن المسألة الأساسية تتمثل في "معرفة ما إذا كانت المناقشات بالجزائر بين بلدان الأوبك ستسمح أو لا بتقارب الآراء على مستوى المنظمة خصوصا بين السعودية وإيران". 

بحث التعاون الطاقوي الجزائري - الفنزويلي

 شكل التعاون الطاقوي بين الجزائر وفنزويلا محور محادثات بالعاصمة أول أمس، بين وزير الطاقة نور الدين بوطرفة وسفير فنزويلا بالجزائر خيسوس سوخو رييس حسب بيان للوزارة. 

واستعرض الطرفان التعاون الثنائي في مجال الطاقة لاسيما التكوين، واتفقا على بحث كل الامكانيات لتعزيز هذه العلاقة وفق ذات المصدر. 

كما تطرقا إلى الاجتماع المنتظر لمنتدى الدولي للطاقة المقرر بالمركز الدولي للمؤتمرات بالجزائر بين 26 و28 سبتمبر الجاري وكذا الاجتماع غير الرسمي لمنظمة الأوبك. 

وتناول السيد بوطرفة والدبلوماسي الفنزويلي أيضا وضعية سوق النفط العالمي.