فيما ترجع اتحادية الخبّازين سلوك التبذير لغياب ثقافة الاستهلاك

2.7 مليون خبزة مصيرها حاويات القمامة يوميا

2.7 مليون خبزة مصيرها حاويات القمامة يوميا
  • القراءات: 1775
حسينة/ل حسينة/ل
كشف رئيس الاتحادية الوطنية للخبّازين الجزائريين، السيد يوسف قلفاط، أن ما يقارب 2.7 مليون خبزة ترمى يوميا في القمامة من أصل 72 مليون خبزة تنتجها 21 ألف مخبزة يوميا عبر الوطن، مرجعا هذا التبذير المسجل في هذه المادة المدعمة من طرف الدولة إلى غياب ثقافة الاستهلاك لدى المواطن. فيما أكدت آخر الأرقام أن كمية الخبز التي كان مصيرها حاويات القمامة خلال شهر رمضان الماضي بلغت 10 ملايين خبزة.
ودعا المتحدث المواطن إلى الحرص على اقتناء ما يحتاجه من هذه المادة قصد تجنب الخسائر التي تتكبدها خزينة الدولة سنويا، جراء هذه الظاهرة والتي تقدر بالملايير كون أن المواد التي تدخل في إنتاج الخبز مستوردة بالعملة الصعبة لاسيما مادة الفرينة. كما دعا ممثل الاتحادية، الخبّازين من جهتهم إلى إنتاج مادة الخبز بصفة عقلانية حسب الحاجيات، مشيرا إلى أن العديد منهم ينتجون كميات كبيرة من الخبز تفوق احتياجات سكان المنطقة التي يمارسون نشاطهم بها ما يجبرهم في الأخير على رمي ما تبقى من إنتاجهم في سلة القمامات.
كما أرجع حجم هذا التبذير الذي تفاقم في السنوات الأخيرة إلى كون سعر الخبز مدعما من طرف الدولة ليصبح سعره في المتناول، في الوقت الذي يقدر السعر الحقيقي للخبزة الواحدة بـ25 دينارا مما أدى بالمواطنين إلى عدم التردد في اقتناء الخبز بكمية كبيرة حتى ولو كان مصير هذا الأخير في النهاية سلة القمامات.
وأشارت بعض الأرقام مؤخرا إلى أن الجزائر تستهلك سنويا كميات معتبرة من مادة الخبز مما يجعلها تحتل المراتب الأولى عالميا. وقد بلغ هذا الاستهلاك خلال سنة 2013 وفي شهر رمضان 50 مليون خبزة 10 ملايين منها ذهبت إلى القمامات.
ورغم إدراك المواطنين لإفراطهم في شراء الخبز إلا أنهم يواصلون في سلوكهم خلال الشهر الكريم، معترفين بعدم مقاومة مختلف أنواع الخبز المغرية المعروضة للبيع. مما يستدعي تعزيز عمليات التحسيس والتوعية وربما الذهاب إلى أبعد من ذلك واتخاذ بعض التدابير لجعل المستفيدين من دعم الدولة من فئة المعوزين فقط.
وأكد قلفاط في اتصال أمس، مع "المساء" أن الاتحادية ستكثّف عملها التحسيسي خلال الشهر الكريم اتجاه المستهلكين والخبّازين على حد سواء خاصة وأن هذه الفترة تشهد ارتفاعا في إنتاج الخبز وفي الطلب ليرتفع حجم الاستهلاك من هذه المادة بثلاث مرات، كما هو الحال بالنسبة للمواد الغذائية الأخرى مما يفسر ارتفاع كمية النفايات المنزلية كذلك بثلاث مرات أو أكثر مقارنة بأشهر السنة الأخرى.
من جهته أكد المكلف بالاتصال للفدرالية الجزائرية للمستهلكين حسان منور، أن ظاهرة تبذير الخبز تتكرر وتتفاقم كلما حلّ شهر رمضان الكريم، والغريب في الأمر أن جميع المستهلكين على يقين تام بأن الدين الإسلامي ينبذ التبذير والمبذرين، لكن رغم هذا فالإفراط في إقتناء مادة الخبز يرتفع كل سنة. مشيرا إلى أن هذا السلوك يكلف خزينة الدولة الملايين كونها مدعمة من طرف الدولة.
وتساهم اتحادية الخبّازين خلال هذا الشهر الكريم في إطار عملها التضامني، بكمية هائلة من الخبز تضعها تحت تصرف مؤسسة الهلال الأحمر الجزائري، الذي يقوم بدوره بتوزيعها على مطاعم الرحمة عبر الوطن، فضلا عن تخصيص مخبزة في كل دائرة لاقتناء الخبز بالمجان.