منحرفون استعملوا السيوف والخناجر وشفرات الحلاقة

إصابة 900 شخص بجروح في صيف عنابة

إصابة 900 شخص بجروح في صيف عنابة
  • القراءات: 2538
هبة أيوب  هبة أيوب

الضرب المبرح وتشويه الوجه بواسطة شفرات الحلاقة والطعن بواسطة الخناجر والسلاح الأبيض والقتل، ظاهرة تفشت بقوة بولاية عنابة، التي باتت تتصدر وطنيا نسبة تزايد الإجرام بمختلف أنواعه وأشكاله، رغم المجهودات المبذولة من طرف عناصر الدرك الوطني والشرطة في مداهمتها اليومية لبؤر الفساد، إلا أن عنابة سجلت خلال شهر رمضان 3 جرائم قتل متتالية ناهيك عن إحصاء 22 محاولة قتل عمدي خلال الشهرين الآخرين، هذه القضايا التي ستدخل أروقة العدالة وتبرمج أغلبها في الجنايات القادمة للفصل فيها، باتت تؤرق سكان عنابة خاصة خلال فصل الصيف، الذين يطالبون بحقهم في الاستقرار ومحاربة الجريمة وحاملي السكاكين وأغلبهم مسبوقون قضائيا، أو من ذوي السوابق العدلية تبدأ رحلتهم يوميا بالمشجارات والملاسنات الكلامية لتنتهي بالقتل والجرح العمدي.

أكدت مصالح الأمن بعنابة أن مصالحها تسجل يوميا من 20 إلى 40 اعتداء بواسطة السيوف والخناجر وذلك على مستوى المناطق الساحلية والأحياء الشعبية لتضيف ذات الجهة أن أكثر الجرائم يرتكبها المراهقون وكذلك القصر، وحسب الجهات الأمنية فإن أغلب الشكاوي المقدمة وعددها 900 شكوى في اليوم الواحد لدى المصالح الأمنية تتعلق بالسرقات والاعتداءات الخطيرة والتحرش الجنسي والسكر العلني إضافة إلى الأفعال المخلة بالحياء.

سجلت مصلحة الاستعجالات بمستشفى ابن رشد بعنابة، خلال فصل الصيف الحالي، إصابة نحو 900 شخص بجروح خطيرة أغلبهم مراهقون، منهم من أجريت لهم عمليات جراحية مستعصية وآخرون تسببت لهم الإصابات في عاهات مستديمة، وذلك بسبب حرب السيوف والخناجر بين المنحرفين وبعض المراهقين الذين حولوا منطقة عنابة وشوارعها إلى بؤرة لا تعرف الاستقرار، ظاهرة عنف الشوارع تحولت إلى هاجس حقيقي يؤرق مصالح الأمن والمسؤولين بسبب تزايد هذه الـظواهر والانحرافات.

يحدث هذا رغم المخطط الأمني الاستراتيجي الذي أفرجت عنه مصالح الدرك الوطني وعناصر الشرطة خلال موسم الاصطياف الحالي، حيث كثف الجهازان  الجهود والتحرك لوضع حد لهذه الحوادث والانحرافات والاعتداءات.

الأحياء الفوضوية معقل المنحرفين وحاملي السلاح الأبيض

نصبت مصالح أمن عنابة نحو 80 جهاز كاميرا تم توزيعها منذ شهر جوان، وذلك طبقا لتعليمة الوالي، يوسف شرفة، الذي تابع العملية شخصيا من أجل تأمين حياة المصطافين وزوار عنابة، خاصة مع التوافد القوي للعائلات على شواطئ الولاية. وحسب مصالح الأمن فإن الكاميرات ساهمت في تقليص قضايا الإجرام والاعتداءات بواسطة الخناجر والسكاكين  والقضبان الحديدية بنسبة 40 بالمائة، لكن تبقى حرب الشوارع قائمة منذ بداية الصيف ما انجر عنه تسجيل العديد من الجرحى ناهيك توقيف نحو 900 شخص أغلبهم شباب ومراهقون وحتى أطفال في سن التمدرس تم الإفراج عن 750 شخصا وآخرون سيتم تقديمهم أما العدالة بتهمة حمل السلاح الأبيض والاعتداء على الأشخاص والتحريض على حرب الخناجر. ومن بين الأحياء الفوضوية التي تعرف تطورا لهذه الوضعية الصعبة، سيدي سالم، بوزعرورة، بلاص دارم وبوقنطاس إلى جانب حي الأبطال وبوخضرة رقم 3، علما أن هذه الأحياء لا زال أغلبها يفتقد لمراكز الأمن شبه الحضري باعتبارها تجمعات سكنية جديدة، وعليه طالب سكان هذه الأحياء بضرورة إنشاء وحدات خاصة للأمن الوطني لمحاربة فوضى حاملي السلاح الأبيض ووضع حد لاعتداءات الشوارع.

الاعتداء بشفرات الحلاقة "موضة" جديدة للمتمدرسين   و المراهقين 

يتباهى العديد من أطفال الشوارع الذين لم تتعد أعمارهم 16سنة أغلبهم لفظتهم المدارس وآخرون مسبوقون قضائيا بحمل شفرات الحلاقة التي تعتبر بالنسبة لهم موضة العصر حسب بعض الشبان الذين أكدوا لنا أن السكاكين والخناجر تخص فئة معينة وهي الكبار. أما فئتهم فتحمل شفرات الحلاقة من أجل حماية أنفسهم من الاعتداءات المفاجئة التي تأتيهم من المنحرفين وبعض الأشخاص الأكبر منهم سنا.

يستعمل بعض المراهقين شفرات الحلاقة في سرقة الحقائب النسوية خاصة بالأسواق والمراكز التجارية الكبرى وحتى الشواطئ والتي تعرف ازدحاما كبيرا. ولمحاربة هذا النوع من الجريمة تم تنصيب عناصر إضافية للشرطة ضيقت الخناق على المنحرفين الصغار من أجل حماية ممتلكات الأشخاص وأغراضهم الخاصة.

600 حالة تشويه للوجه و1200 اعتداء مست كل أجساد الضحايا

أغلب الاعتداءات بواسطة السيوف وشفرات الحلاقة والسكاكين والخناجر ساهمت خلال سنة 2016 في  ٦٠٠ حالة تشويه على مستوى الوجه حسب إحصائيات المراكز الصحية ومصلحة الاستعجالات بمستشفى ابن رشد، قدمت لهم الإسعافات الأولية وأغلبها سجل خلال شهر رمضان وفصل الصيف بسبب الضربات القوية التي تأتي بعد عراك وخلافات بين الأشخاص وقد تتعدى إلى القتل في أغلب الأحيان. 

حسب مصادر موثوقة فإن الاعتداء على مستوى الوجه قد يمس بعض الضحايا عند محاولة سرقة هواتفهم النقالة وبعض أغراضهم من طرف المجرمين، وفيما يخص الاعتداء على كل أنحاء الجسد تم تسجيل ارتفاع كبير في هذه الحالات خلال 2016 مقارنة بالسنة التي سبقتها والتي لم تتعد 420 إصابة هو مؤشر على تنامي ظاهرة الاعتداء على المواطنين.

المصالح الأمنية سجلت 1200 مداهمة وإيداع 95 شخصا   الحبس بعنابة

كثفت مصالح أمن عنابة نشاطها الجواري، خاصة على مستوى الأحياء الشعبية الأكثر تضررا من الاعتداءات الخطيرة بواسطة السيوف والخناجر، وعززت هذه الأخيرة نشاطها وعمليات المراقبة والتفتيش اليومي والتكثيف من الدوريات اليومية عبر 12بلدية خاصة منها الكبرى البوني والحجار وعنابة وسط، وقد سجلت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بأمن عنابة خلال السنة الجارية 1200 عملية مداهمة أسفرت عن توقيف 60 شخصا محل بحث بأوامر قضائية و20 شخصا بتهمة حيازة أسلحة بيضاء محظورة و10 أشخاص بتهمة حيازة واستهلاك المخدرات والأقراص المهلوسة، إلى جانب توقيف 40 شخصا متورطا في جرائم مختلفة، أين تم تحرير في حق هؤلاء الموقوفين محاضر سماع قبل إحالتهم على وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة، الذي أصدر في حق 95 شخصا أمر بإيداعهم الحبس المؤقت في انتظار مثولهم أمام العدالة.

مختصون في علم الاجتماع الاجرامي يربطون الاعتداءات بالسلاح الأبيض بالانحراف والتسرب المدرسي

يرى مختصون في علم الاجتماع الإجرامي بعنابة أن ظاهرة تفشي الجريمة بعنابة والافات الاجتماعية تعود إلى البطالة والسكن والتسريح الجماعي للعمال من المؤسسات العمومية خلال التسعينات، الأمر الذي أدى إلى تدني المستوى المعيشي، بالإضافة إلى التسرب المدرسي الذي تعدى نسبة 45 بالمائة والانحراف الأخلاقي بنسبة 52 بالمائة، إلى جانب تزايد نسبة الاعتداءات الجنسية في الأحياء الفقيرة بنسبة 15 بالمائة، ناهيك عن السرقات واقتحام المنازل في وضح النهار. 

وفي سياق آخر، أرجعت ذات الجهة ظاهرة الإجرام بعنابة إلى غياب آليات وهيئات خاصة تتكفل بالأشخاص الذين يغادرون المؤسسات العقابية لإدماجهم في المجتمع، وتحديد توجهاتهم الصحيحة.