كتاب "عبد العزيز بوتفليقة: الكبار يشهدون له"

مسيرة غيّرت مسار وطن

مسيرة غيّرت مسار وطن
  • القراءات: 450
 مريم.ن مريم.ن

فُتح أمس بفضاء مكتبة الشهيدة شايب الدزاير نقاش واسع بين مؤلف كتاب "عبد العزيز بوتفليقة: الكبار يشهدون له" الأستاذ عبد الكريم عبيدات وبين الجمهور الغفير، خُصص في أساسه لإنجازات الرئيس ولسمعته في العالم وشعبيته التي لاتزال بين أوساط الشعب. كما كان اللقاء فرصة للرد على المشككين في هذه المسيرة؛ لدواع ضيّقة لا ترقى إلى الأهداف الكبرى التي سطرها الرئيس في برنامجه الذي أراد استكماله بالعهدة الرابعة، ليبرئ ذمته أمام شعبه.

نشّط اللقاء سيد علي صخري، الذي أشاد بمحتوى الكتاب، لكنه أعاب خلوه من خطاب يُعتبر مرجعا في تاريخ الدبلوماسية العالمية، وهو ذلك الخطاب الشهير الذي ألقاه الرئيس في 14 جوان 2000 في البرلمان الفرنسي أمام 450 برلمانيا، والذي لايزال فخرا للجزائريين؛ إذ خاطب الرئيس المستعمر في عقر داره بلغة راقية وبلغة الند للند، وجعله يعترف بجرائم الاستعمار عن طريق المنطق، إضافة إلى البعد الفلسفي للإسلام وتبرئته من الغلو والعنف، وقابليته للعصرنة والانخراط في العالمية بدون التخلي عن مقوماته وشخصيته.

الكتاب بعيد عن لغة الخشب، وموجه للشباب الذين طلبوا من المؤلف التعريف برئيس الجمهورية. كما تضمّن العديد من الصور النادرة، كمكان ولادة الرئيس ومدرسته وغيرها، وتضمّن خطاباته ومقالاته ومقابلاته الصحفية.

اعتبر المؤلف أن الكتاب مهدى لرفقاء السلاح من جيل الرئيس وأيضا للشباب، علما أنه مترجم للعربية، ومجسد في فيلم وثائقي من 52 دقيقة، مؤكدا أن الكتابة عن رئيس دولة ليس بالأمر الهيّن، خاصة إذا تناول مسارا حافلا كمسار السيد بوتفليقة، الذي بدأ نضاله منذ سن 14، ليُعرف بعبد القادر المالي، وهذا الاسم الثوري لازال معروفا به في العديد من دول العالم؛ منها فنزويلا، وشافيز كان يناديه به، وقد لاقى هذا الكتاب ضجة هناك عندما عرضه عبيدات في مناسبة خاصة بالشباب.

استعرض المؤلف بالتفصيل مسيرة الرئيس إبان الثورة، والمسؤوليات التي تحصّل عليها في الولاية الخامسة، ثم تكليفه بمنطقة الجنوب، وصولا إلى إنجازاته الدبلوماسية الدولية بعد الاستقلال، علما أنه كان أصغر وزير خارجية في العالم سنا أثناء إقامته بالخارج. بعد رحيل بومدين قدّم للجزائر خدمات جليلة لم يشأ التشدق بها، ورآها واجبا إلى أن حل بالجزائر كرئيس، ووجدها على حافة الخراب، ليعيد لها الاستقرار والعافية الاقتصادية والرجوع إلى الساحة الدولية، واليوم وهو مريض لكنه يواصل مهامه ليفي بالوعد الذي قطعه أمام الشعب ويستكمل إنجازاته، التي تطلبت عهدة رابعة منحه إياها الشعب، الذي لايزال يقدره ويعترف بشرعيته كقائد، كذلك الحال مع الشركاء الأجانب الذين لايزالون يقصدونه للتشاور والتعاون.

اتفق الكثيرون في هذا اللقاء على قيمة الكثير من الإنجازات المحققة وعلى رأسها السكن مثلا، والتربية والثقافة من خلال تجربة رائدة في العالم، وهي المركز الوطني للكتاب ومشاريع أخرى مطروحة تنتظر التطبيق.

للإشارة، فقد ألح عبيدات على أنه ليس مؤرخا وليس مؤلفا، لكنه ابن المجتمع المدني الذي أراد تكريم رجاله الكبار ليكونوا قدوة للشباب، وهنا عاتب المؤلف بعض الجهات التي قصّرت في عملية نشر وتوزيع الكتاب في الوطن رغم الإقبال عليه، في حين أنه وُزع بشكل سلس في العالم.