موسم الاصطياف بتيزي وزو

أزمة ماء، عجز في الاستقبال وغلاء بالمدن الساحلية

أزمة ماء، عجز في الاستقبال وغلاء بالمدن الساحلية
  • القراءات: 1020
س/زميحي س/زميحي

أجمع أغلب الفاعلين الذين تحدثت إليهم "المساء" تجار، مصطافون، وسكان المدن الساحلية ومسؤولو بعض القطاعات، أن موسم الاصطياف هذه السنة جيد على العموم، حيث يمكن اعتباره مقبولا لكن ليس بنفس المستوى الذي حققه العام الماضي وهذا يعود لأسباب مختلفة والتي تتكرر مع حلول كل موسم اصطياف.

اعتبر العديد من التجار الناشطين بكل من المدينة الساحلية ازفون وتيقزيرت، أن موسم الاصطياف لسنة 2016، يمكن اعتباره على العموم "مقبولا" في نظر الأغلبية، غير أنه لم يكن مطابقا لتوقعاتهم مقارنة بالعام الماضي، حيث كان الموسم ناجحا مائة بالمائة، حسبهم، نتيجة الإقبال الكبير للمصطافين الذين حركوا النشاط التجاري، الخدماتي وأتاح الفرصة للبطالين للعمل باستغلال كل المهن الممكنة التي تتماشى مع هذا الموسم والتي أحبها المصطافون، خاصة القاطنين خارج المدن الساحلية الذين يكتشفون أشياء كل مرة بحلة جديدة.

وخلال زيارة ميدانية قادتنا إلى شاطئ كاروبي بمدينة ازفون، فقد كان الشاطئ ممتلئا عن آخره لدرجة يصعب البحث عن أحد ما إذا فقدته وسط الأعداد الكبيرة التي أخذت مكانا لها للاستمتاع بالبحر، ولما تقدمنا من بعض العائلات، تبين أن هذا الإقبال لا يعود للظروف المهيأة بهذا الشاطئ، وإنما راجع إلى توفر الأمن من جهة ونقص مرافق التسلية، الترفيه والسياحة بالولاية. ونفس المشكل مطروح بتيقزيرت، حيث كان الشاطئ الكبير الأكثر إقبالا للمصطافين الذين أكدوا على أن الشاطئ جميل بحكم قربه من الجزيرة الصغيرة، الآثار الرومانية، الميناء وكذا وسط المدينة، ما يسهل على المصطافين التنقل براحة، لكن الأشغال التي تعرفها هذه المدينة جراء الحفر المستمر حول لحظات الاستمتاع بالبحر إلى إحساس بالتذمر ومصدر إزعاج جراء ما تسببت فيه من تدهور للوسط الحضري بسبب الغبار المتطاير، أكوام من الأتربة فوق الأرصفة، فحتى الميناء الذي كان الملاذ الوحيد للعائلات للتنفس لم يسلم من الأشغال. 

وزيادة على مشاكل الأشغال التي لا تنتهي، هناك نقص النظافة، كما تواجه المدن الساحلية أزمة ماء حادة، إضافة إلى غلاء الأسعار خاصة المواد الغذائية التي.

من جهتها، مصالح الحماية المدنية للولاية جندت فرقها من أجل التدخل لإسعاف وإنقاذ المصطافين وكذلك قوات الأمن بذلت قصارى جهدها لتأمين الشواطئ والسهر على راحة المصطافين وأمنهم وممتلكاتهم طيلة موسم الاصطياف. فقد كثفت من دوريات المراقبة وانتشار عناصرها بالزي الرسمي والمدني عبر الشواطئ وبالوسط الحضري وكذا الأماكن التي تعرف إقبالا وحركة للمصطافين.

عزوز محمد، رئيس ديوان السياحة لتيقزيرت:   تنافس في تحسين الخدمات.. وازدياد الوافدين على المدن الساحلية

أكد السيد عزوز محمد، رئيس ديوان السياحة لتيقزيرت، أن الحركة والنشاط نتيجة إقبال المصطافين والسياح نحو المدن الساحلية يختلف من سنة لأخرى وهذا يتحدد بتزامن الموسم مع شهر الصيام، مشيرا إلى أنه بالرغم من ذلك، فإن الإقبال على الشواطئ ازداد في السنوات الأخيرة لاسيما بعد أن شرع سكان المدن الساحلية في استغلال كل ما توفر من إمكانيات بغية توفير الراحة لقاصدي الشواطئ وذلك بتأجير الشقق، تشجيع صيغة الإيواء عن الساكن وغيرهما.

وأشار المتحدث في سياق متصل، إلى أن أصحاب الشقق الموجهة للإيجار، بذلوا جهودا كبيرة لتحسين الخدمات من الحسن إلى الأحسن، وذلك عبر تجهيز الشقق بكل ما يسمح للسائح والمصطاف بقضاء وقته في جو ملائم كتوفير الأفرشة، التلفزة، الطاولات والكراسي وغيرها، مشيرا إلى أن عمل الديوان يتوقف على جلب المستأجرين ومساعدتهم عبر وضعهم على اتصال مع أصحاب الشقق التي يختلف سعرها بحسب موقعها قريبة أو بعيدة عن البحر، الإطلالة، مفروشة أو لا، الطابق وغيرها حيث يتراوح سعر الكراء ما بين 4000 دج إلى 9000 دج لليلة الواحدة.

رشيد غدوشي، مدير السياحة والصناعة التقليدية لتيزي وزو:   موسم الاصطياف جيد على العموم.. لكن لم يكن مطابقا لتوقعاتنا 

أكد السيد رشيد غدوشي مدير السياحة، الصناعة التقليدية والحرف لولاية تيزي وزو لـ«المساء"، أن موسم الاصطياف لسنة 2016، ناجح على العموم، منوها بأن المديرية قامت بكل ما في وسعها من أجل تسخير الإمكانيات المطلوبة لضمان حسن استقبال المصطافين، غير أن النتيجة المحققة لحد الآن لم تكن مطابقة لتوقعات المديرية وهذا يعود لأسباب مختلفة، مشيرا إلى أنه بالأخذ بعين الاعتبار حصيلة جوان وجويلية فإن الشيء الايجابي أن هذه السنة لم تسجل الولاية لحد الآن أي حالة وفاة غرقا، معتبرا الأمر نقطة مهمة وإيجابية بالنسبة للولاية، متفائلا بأن ينتهي الموسم بـ0 وفاة على عكس العام الماضي أين فقدت الولاية 4 وفيات غرقا.

4 ملايين خلال شهرين وازفون الأكثر استقطابا للمصطافين 

تشير الأرقام المقدمة من طرف مديرية السياحة لولاية تيزي وزو، إلى ارتفاع في عدد المصطافين خلال شهري جوان وجويلية لهذه السنة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، حيث تم تسجيل خلال شهر جوان 1 مليون و300 ألف مصطاف مقابل 2 مليون و800 ألف مصطاف شهر جويلية، حيث يقول السيد غدوشي أن شواطئ تيزي وزو استقطبت خلال جوان وجويلية 4 ملايين مصطاف، منوها بأن الرقم الذي كانت المديرية تطمح لتحقيقه لم تبلغه بعد، حيث سطرت هدف أن يكون عدد المصطافين هذه السنة يتجاوز العدد المسجل العام الماضي، معبرا عن أمله في تغير الحصيلة مع نهاية الموسم.

وقال السيد غدوشي، أن المدينة الساحلية ازفون عرفت إقبالا كبيرا للمصطافين، حيث سجلت شواطئها منذ بداية الموسم أضعافا مضاعفة من المصطافين والسياح مقارنة بالمدينة الساحلية تيقزيرت التي تراجع عدد قاصديها، مرجعا السبب في ذلك إلى الأشغال اللامنتهية التي تعرفها تيقزيرت وقال:"البلديات الساحلية ليس لها إمكانيات لمواجهة الطلب والتكفل الجيد بالمصطافين".

 عجز في الإيواء.. والمخيمات الملجأ للاستجابة للطلب

كشف السيد غدوشي، عن فتح هذه السنة مخيمين، بعد منح أصحابها تراخيص تسمح لهم باستغلال قطع أرضية ملكية خاصة لإنجاز مخيمات على مستوى شاطئ الجنة الصغيرة بالمدينة الساحلية أزفون، موضحا بأن هذه المخيمات التي تقدر طاقة استيعاب أحدهما 600 مكان والأخر 400 سرير، تعتبر تجربة جديدة التي ستفتح أكيد أفاق توسيعها في المستقبل لاسيما وأنها لقيت إقبالا كبيرا من طرف العائلات على اعتبار أنها تتوفر على كل ظروف الراحة التي يحتاجها المصطاف من غاز، ماء، كهرباء وغيرها. مشيرا إلى أن هذه المخيمات سمحت بسد نوعا ما العجز المسجل في الاستقبال المطروح بالمدن الساحلية.

47500 أجنبي حجزوا بفنادق الولاية و3500 جابوا مختلف المهرجانات

عرفت ولاية تيزي وزو، منذ بداية موسم الاصطياف 2016، توافد عدد كبير من الأجانب، حيث ارتفع عدد الرعايا الأجانب الوافدين على المدن الساحلية والمناطق الجبلية بالولاية هذه السنة مقارنة بالعام الماضي، وقال السيد غدوشي بلغة الأرقام، إنه تم إحصاء إقبال 47500 أجنبي الذين قاموا بالحجز عبر مختلف المؤسسات الفندقية بتراب الولاية، حيث قضوا عطلتهم مقابل بـ46000 أجنبي حجز غرفة بالفندق العام الماضي، مشيرا إلى أنه زيادة على هذا العدد، سجلت الولاية إقبال 3500 أجنبي آخر الذين حلوا بتيزي وزو، حيث جابوا مختلف المهرجانات والأعياد التي أحيتها قرى الولاية تزامنا مع موسم الاصطياف.

مديرية التجارة لتيزي وزو:  تكثيف النشاط.. مراقبة 194 مطعما و31 قاعة حفلات

أكد أحسن بن حاجي، رئيس مصلحة تنظيم الأسواق والمعلومة التجارية ومدير قطاع التجار بالنيابة، لـ«المساء"، أن مديرية التجارة كثفت نشاطها موازاة مع حلول موسم الاصطياف من أجل تذكير التجار بأهمية احترام قوانين التجارة وحماية المستهلك من الوقوع ضحية تسممات غذائية، حيث تم تكثيف نشاط المراقبة للحركة التجارية بكل إقليم الولاية، مؤكدا على انه مع حلول الصيف يكون التركيز أكثر على المدن الساحلية تيقزيرت وازفون لكونهما تعرف توسع نطاق الممارسات التجارية واستغلالها من طرف التجار من اجل تحقيق الإرباح.

وقامت المديرية يضيف المتحدث، بتجنيد فرقها التي سهرت منذ بداية الموسم ولا تزال تشن حملات المراقبة على المحلات والمطاعم وكذا محلات الأكل الخفيف من أجل التأكد من مدى تطبيق تعليمتها من طرف التجار. وتم منذ بداية موسم الاصطياف، مراقبة نشاط 31 قاعة حفلات، مقابل مراقبة نشاط 194 مطعما، حيث 98 منها تمثل محلات الأكل الخفيف و96 مطعما آخر وذلك للتأكد من مدى احترام أصحابها لشروط النظافة.

غلق 13 محلا لغياب النظافة 

سجلت مديرية التجارة لولاية تيزي وزو، منذ بداية موسم الاصطياف إلى غاية 17 أوت الجاري، 7 حالات إصابة بتسمم غذائي وسط العائلات، التي أسفرت عن إصابة 36 شخصا بالتسمم الغذائي، والذين تم تحويلهم إلى مختلف المؤسسات الصحية والمراكز من أجل العلاج بعد أن ظهرت عليهم أعراض التسمم وذلك إثر تناولهم أطباقا محضرة بالمنزل لكنها لم تحترم شروط التبريد والحفظ.

وبالنسبة لمشكلة غلاء أسعار المواد الغذائية بالمدن الساحلية، يقول المتحدث أن قانون العرض والطلب هو من يتحكم في الأسعار