وسط بهجة البارود والـفـنـتـازيـة بتلمسان

أهل قرية البطيم الحدودية يحـيـون وعــدة الــولـي الـصـالـح سـيـدي "الــمــوفــق"

أهل قرية البطيم الحدودية يحـيـون وعــدة الــولـي الـصـالـح سـيـدي "الــمــوفــق"
  • القراءات: 2456
ل. عـبد الحليم ل. عـبد الحليم

عـاشـت قرية البطيم ببلدية مغنية، ولاية تلمسان، في نهاية الأسبوع، أجواء بهيجة من خلال تنظيم أحفاد الولي الصالح سيدي الموفق وعدة هذا الولي الصالح في شكل مهرجان شعبي على أنغام البارود وألعاب الفنتازيا والذكر والمديح وإكرام الضيوف الذين توافدوا من مختلف المناطق المجاورة.

عرفت هذه المناسبة المميزة حضور العائلات وعدد كبير من الأفراد من مختلف أنحاء ولاية تلمسان وولايات الوطن، خاصة من ولايات الغرب الجزائري، على غرار مستغانم، وهران، معسكر، سعيدة، تيارت، وولايات أخرى كالشلف... وغـيرها، خاصة أنها تزامنت مع موسم الاصطياف، حيث توافد عليها العديد من المصطافـين من هذه الولايات القاصدين لشاطئ مرسى بن مهيدي وبيدر وعين عجرود، كما تميز إحياء هذه المناسبة باحتفالية كبيرة وأجواء تضامنية طبعتها الفرحة والتذكر وقراءة القرآن والتضرع إلى الله عز وجل. وحسب القائمين على هذا المهرجان، فإن إحياء وعدة سيدي "الـمــوفـق" في طبعتها الثامنة لهذا الموسم تقام مرة واحدة في السنة، أي أيام قبيل وعدة الولي الصالح "سيدي أمحمد الواسـيـنـي" التي تقام أسبوعا قـبل الدخول المدرسي من كل سنة، حيث لا تزال العديد من العائلات وفية لعادات أجدادها من خلال إحياء ذكرى سيدي الموفق الذي يعود تاريخه، حسب أحـفاد الولي الصالح سيدي الموفق، إلى قبيل سبعة قرون من هذا التاريخ، حيث توقفت في فترة التسعينات، إلا أنها عادت مع عودة الاستقرار بوجه جديد منذ أواخر شهر أوت من سنة 2008، ويأتي لإحياء هذه المناسبة، حسب شيوخ من أعـيان وسكان هذه القرية تبركا بالولي الصالح للمنطقة وتعبيرا عن أصالتهم وكرمهم المعهود، إذ لا يتوانى السكان المحليون ـ حسبهم ـ في هذه المناسبة في إعداد العدة وتسخير كل الوسائل لاستقبال الوافدين والضيوف بمنازلهم وفي خيم نصبت لهذا الغرض، حيث يتسابقون في إكرام الضيوف وتقديم موائد الإكرام، كما ستقام بالمناسبة حلقات الدرس وقراءة القرآن والابتهالات، وبالقرب من الخيمة، أعدت ساحة كبيرة للعب رياضة الفانتزية، حيث تم استعراض العديد من الألعاب المختلفة وشارك في هذه الألعاب الرياضية ما يـفوق من 150 فارسا، أي ما يعرف عندهم بـ165 علفة قدموا من مختلف جهات الوطن وبالخصوص من ولايات تيارت، معسكر، سعيدة ومستغانم.

كما استعرضت ألعاب أخرى كرياضة العصي، بالإضافة إلى عدة أنشطة ثقافية تدل على أصالة المنطقة من مدائح دينية مختلفة.

تجـدر الإشارة، حسبما أدلى به لنا أحد شيوخ وأعيان هذه القرية المشرفين على هذه التظاهرة الشعبية الحاج "بـوكـلاطـة"، أن منطقة "تـيـريــبـان" المعروفة حاليا باسم "الــبـطـيم" كانت شبه غابية يختفي بها نور الشمس، وتنتشر بها ظلال أشجار ضخمة تمتاز بامتداد فروعها وسماكتها، أتلف منها الكثير باعتماد سياسة الأرض المحروقة وكبر سنها الذي يتجاوز القرن، ومع نهاية أربعينيات القرن الماضي وحسب شهود الذاكرة لجأ أحد المستشارين المترجمين في صفوف الجيش الفرنسي "الأسباني طونيو" إلى التقدم باقتراح لإدارة الحرب بالمنطقة يهدف لتجميع العائلات المبعثرة التي كانت تعـد عـلى أصابع اليد في تلك المنطقة، وفرض على أفرادها الحراسة الجبرية، وقــد نسب إليها اسم "البطيم" المستوحى من شجرة "البطمة" ولها اسم ثان شائع مترجم "تــيـريـبـان" نسبة إلى ما هو موجود داخل ثمار شجرة البطمة. كما تشغل البطيم ضيعة تنتمي إليها أولاد قدور الصغار والتلالسة ودوار الزماني وقـناد... يحدها شرقا دوار أولاد معـيدر وغربا غابة سيدي أمحمد الواسيني إلى غاية السكة الحديدية، أما شمالا وادي المويلح وجنوبا الطريق الوطني المؤدي للمعبر الحدودي العقيد لطفي، وتعرف بخصوبة أراضيها العالية، مما أهلها إلى احتلال المرتبة الأولى على مستوى البلدية بنسبة 40 بالمائة من الإنتاج الفلاحي المحلي، حسب المختصين، وحسب غرف التبريد المنتشرة بالمنطقة، ومن أهم المحاصيل الفلاحية الموجودة بها الخضر والفواكه، البطاطا والطماطم والبصل...إضافة إلى زراعة الحبوب، ناهـيك عن الأشجار المثمرة كالزيتون، الكروم والبرتقال، ومن أهم المرافق العمومية بالقرية التي لها تاريخ عريق؛ مدرستين ابتدائيتين منها مدرسة معموري محمد، دشنت سنة 1933 تخرج منها إطارات ذاع صيتهم في ربوع الوطن، دون نسيان دور المسجدين وما لعبته الكتاتيب التابعة لهما، ومسجد أولاد معيدر المؤسس سنة 1932 تخرج منه عـدة مشايخ وأئمة وحفظة القرآن الكريم.