سائغ ماؤها .. لذة للشاربين

القربة تعرف انتشارا واسعا بنقاوس

القربة تعرف انتشارا واسعا بنقاوس
  • القراءات: 5267
 حكيم حكيم

يفضل سكان مدينة نقاوس بباتنة، تناول ماء القربة المنكه بالقطران بشكل كبير، مما يجعل انتشارها كبيرا خلال فصل الصيف، وفاء لعادة توارثوها عن الأجداد، رغم توفر وسائل التبريد بأنواعها المختلفة وماركاتها العالمية الرائدة.

إذ تجدهم يسارعون بعد انتهاء فصل كل ربيع مباشرة للتنافس على  اقتنائها من الباعة على مستوى السوق الأسبوعية، وهو ما وقفت عنده "المساء"، حيث يجلبها خصيصا لهذا الشأن أشخاص مختصون في صناعتها من الأرياف والجبال من أجل عرضها للبيع بأسعار معقولة.

يتم تحضير القربة من طرف هؤلاء بطرق تقليدية في أشكال عديدة، منها الكبيرة، المتوسطة والصغيرة بألوان بيضاء وسوداء، خلال فصل الربيع،  بحيث يتم - حسب الحاجة جمعة ـ من خلال القيام بسلخ جلد الماعز بطريقة حذرة لتفادي تمزيقه مع المحافظة على شكله وحالته الطبيعية حتى يسمح بالمحافظة على الماء داخله أثناء ملئه، ثم يقومون بربط مؤخرة القربة جيدا وكذا الأماكن المشكلة للأرجل فيما يترك مكان الرأس على طبيعته لصب الماء.

كما يلجأ صناع القرب عادة - حسب محدثتنا - إلى دبغها بإضافة الملح والعرعار وقشور جذوع شجر "البقنون" بعد ملئها بالماء وتوضع أمام أشعة الشمس وتترك لأيام حتى يجف ماؤها، ليتم بعد ذلك إضافة مادة القطران بداخلها وتحريكها جيدا وإبقاءها يوما كاملا كي تكون بعد ذلك جاهزة تماما للاستعمال، حيث يتم بعد ذلك ملؤها بالماء وغلق فمها بخيط مشدود، ثم تعلق بعد إضافة رباط حامل يجمع سيقانها الأربع من خلال "الحمارة" التقليدية في صورتها الجميلة والمشكلة من ثلاثة قطع من الأغصان اليابسة بطول يتراوح المتر ونصف المتر تقريبا، يتم ربطها من الأعلى بإحكام في شكل هرمي في وضع متوازن حتى لا تسقط ويتسرب منها الماء، يضاف بجانبها إناء مربوط، في أفنية البيوت بغرض الاستهلاك الخاص أو تعلق على الجدران أمام المحلات التجارية من خلال استعمال قطع حديدية تحملها جيدا، إذ تتم تهيئتها من طرف فاعلي الخير ووضعها خصيصا في متناول العامة من المارة وعابري السبيل بالشوارع والطرق، هي عادة توارثها سكان مدينة نقاوس أبا عن جد، مما يجعل هذه القرب تحافظ على عذوبة مائها المقطرن وبرودته لساعات طويلة، الشيء الذي يجعل إقبال الناس كبيرا على اقتنائها خلال فصل الصيف والارتواء من مائها السائغ اللذيذ للشاربين، سواء من خلال تلك التي يفضلها البعض بوبرها أو في صورة مغايرة، حيث يحبذها آخرون منزوعة الوبر.