تبقى من أولويات المواطنين رغم الصعوبات المالية

إقبال كبير على محلات المكيفات الهوائية

إقبال كبير على محلات المكيفات الهوائية
  • القراءات: 3464
 نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

رغم الأزمة الاقتصادية التي تمر بها الجزائر وسياسة التقشف التي تعتمدها الأسر خوفا من تأثيرات تلك الأزمة، إلا أن حيازة مكيف هوائي يبقى من أولويات كل عائلة لم تجد حلا آخر لتلطيف الجو عند بلوغ درجات الحرارة ذروتها خلال هذا الموسم إلا بتشغيله داخل البيت، وبميزانيات مختلفة، تحاول كل عائلة اقتناء المكيف الهوائي الجيد الذي تتحقق فيه كل معايير الجودة لمواجهة حر الصيف.

لمعرفة مدى إقبال المواطنين على محلات بيع تلك الأجهزة الكهرومنزلية، انتقلت "المساء" إلى بعض المحلات المتواجدة بالعاصمة والمختصة في بيع الأجهزة الكهربائية، حيث لاحظنا حركة كبيرة لزبائن تعدو مرحلة البحث وإنما هم في مرحلة الاختيار وبصدد اقتناء أفضل مكيف.

ورغم أننا في منتصف موسم الصيف، إلا أن بعض المواطنين لم يقتنوا مكيفات هوائية، لاسيما أن نسبة كبيرة أخرى فضلت اقتناء هذا الجهاز قبل بلوغ فصل الصيف، تحسبا لدرجات الحرارة المرتفعة، بالنسبة للبقية كان لكل واحد عذر منعه من اقتناء مكيف إلى حد الساعة.

اقتربنا من بائع بمحل مختص في بيع تلك الأجهزة الكهرومنزلية في العاصمة، أشار في حديثه إلى أن المكيفات الهوائية أصبحت تعرف طلبا منقطع النظير من طرف الزبائن على مدار السنة، ليشتد ذلك الإقبال خلال شهري جويلية وديسمبر، وهما الشهران اللذان يتحسب فيه المواطن حرارة الصيف، وبرودة فصل الشتاء، والراغبين في تركيبها قبل قدوم موجات الحر، أو قبل البرد الشديد، فكثيرون هم من باتوا يفضلون اقتناء هذه الأجهزة التي تقوم بوظيفتين؛ تلطيف الجو أو تدفئته، بدل اقتناء مكيف، ومدفأة.

وعلى صعيد آخر، أكد العديد من التجار أنه أصبح من الصعب توفير كل طلبات الزبائن المتزايدة باستمرار خلال هذه المرحلة، خصوصا من المتزوجين حديثا، أو الذين يغيرون مسكن ويبحثون على تأثيثه، مما أدى إلى الزيادة في جلب السلع أكثر من مرة في الأسبوع من سوق الجملة. 

في هذا الخصوص، قالت م. سليمة موظفة في إحدى الشركات العمومية، ومقبلة على دفع نصف مبلغ مكيف هوائي ليقوم زوجها بدفع باقي المبلغ: "إن الارتفاع النسبي في أسعار تلك المكيفات لم يمنع العديدين من اقتناء مكيف بسبب الحرارة العالية، فأصبح هذا الجهاز ضروري أكثر من أن يكون كماليا"، وأرجعت المتحدثة ذلك الارتفاع في السعر إلى تزايد الطلب على تلك الأجهزة.

من جهة أخرى، انتقلنا إلى محل تجاري آخر بباب الزوار، حيث أوضح لنا التاجر يونس بأنه رغم صعوبة اقتناء بعض الزبائن هذه المكيفات التي لا يناسب سعرها ميزانية العديد منهم، إلا أنه في ظل تلك الحرارة العالية لا يبقى خيار أمامهم إلا تخصيص ميزانية والبحث عن أفضل مكيف بأقل سعر، وأضاف المتحدث قائلا: "هذا أيضا ما دفع ببعض المحلات الكهرومنزلية إلى انتهاج سياسة تسهيل عملية الشراء بالتقسيط، وهي سياسة تساعد الطرفين، بدفع مبلغ وكذا صكوك بريدية مقابل اقتناء مكيف هوائي لاستكمال عملية الدفع بعد عدة أشهر يحددها صاحب المحل، إلا أن هذه العملية لا تعرف أي حسم أو تخفيض، مما يضطر الزبون إلى دفع المبلغ المرتفع كاملا.

الدفع بالتقسيط.. خيار محدودي الدخل

وعن العروض المقترحة من طرف التجار، أجمع الزبائن على أنها متنوعة وتلبي طلباتهم، فمنهم من يعتمد سياسة البيع بالتقسيط، وآخرون سياسة "الباك" وهو عرض يتكون من، مثلا، ثلاجة ومكيف وطباخة بسعر مخفض، فعدد كبير من التجار يعتمدون على هذا التسويق لتلبية كل الطلبات.

للإشارة، تتراوح أسعار المكيفات الهوائية المعروضة في السوق بين 30 إلى 70 ألف دينار، حسب العلامة التجارية وكذا درجة التبريد، بمعايير مختلفة لدول منتجة، تعرض السوق الجزائرية مختلف الخيارات، من الصينية إلى الأوروبية، ليبقى المنتج المحلي المفضل للعديدين نظرا للأسعار المعقولة، والجودة التي يضمنها ممثل تلك العلامة، فضلا عن عروض البيع التي تخدم الزبائن محدودي الدخل.