سطيف

مداشر تيزي نبشار تشتكي العطش 

مداشر تيزي نبشار تشتكي العطش 
  • القراءات: 673
منصور حليتيم منصور حليتيم

تعد بلدية تيزي نبشار الواقعة بأقصى المنطقة الشمالية لولاية سطيف، من بين البلديات التي لم تنل نصيبها في التنمية رغم موقعها الجغرافي الاستراتيجي، باعتبارها بوابة الولاية من الجهة الشمالية على الطريق الوطني رقم 9 الرابط بين سطيف وولاية بجاية. فباستثناء وسط المدينة المتمثل في الطريق الرئيسي للبلدية، لا تزال مظاهر غياب التنمية تطبع المنطقة في ظل انعدام العديد من المرافق الضرورية، مما انعكس سلبا على يوميات المواطنين، لاسيما من سكان القرى والمداشر المتناثرة وسط تضاريس صعبة. 

وحسب بعض المواطنين، فإن بلدية تيزي نبشار هي الأكثر تأخرا في مجال التنمية مقارنة مع باقي البلديات، خصوصا في مجال تزويد السكان بالمياه الصالحة للشرب التي أصبحت الشغل الشاغل لمواطنيها بسبب النقص الفادح في هذه المادة الحيوية التي أرجعها محدثونا إلى قلة خزانات التجميع، حيث يشتكي أغلبية السكان من ندرة المياه التي لا تصلهم إلا مرة واحدة في الأسبوع. وفي بعض الأحيان مرتين في الشهر، كما هو الحال بالنسبة لسكان قرية بوشامة والعديد من القرى المجاورة لها. فيما تصل المياه إلى حنفيات سكان مركز البلدية مرة في كل ثلاثة أيام، مكا يجبر غالبية المواطنين، لاسيما من سكان القرى والمداشر، الاعتماد على وسائلهم الخاصة من الينابيع أو الآبار غير المعالجة دون الاكتراث بالعواقب الناجمة عنها، كما تلجأ نسبة أخرى من المواطنين إلى شراء صهاريج المياه بمبالغ تتعدى 1200 دج للصهريج، وهو أمر ليس في متناول الجميع.

واستنادا لنفس المتحدث، فإن أسباب نقص التوزيع في المياه يعود بالدرجة الأولى إلى قلة الخزانات، حيث يتم استغلال خزان واحد يتواجد بحظيرة البلدية بسعة 500 متر مكعب لتزويد أكثر من 8000 نسمة بمقر البلدية، مما يصعب في عملية توزيع المياه بين الأحياء، خاصة مع تقليص مدة الضخ من "الجزائرية للمياه" من ينابع بلدية وادي البار بسبب تراجع منسوب مياه السد، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الطلب وكثرة استهلاك هذه المادة في فصل الصيف. ورغم استفادة البلدية من برنامج قطاعي لتوسيع قناة الضخ الرئيسية بحجم 200 ملم لرفع طاقة الضخ وإنجاز محطتي ضخ الأولى بمنطقة بوفايد وأخرى بحي الأربعاء لضمان وصول المياه التي يتم جلبها على مسافة 11 كلم من وادي البارد، إلا أن المشكل يكمن في نقص الخزانات لتجميع المياه وتوزيعها بالقرى، حيث يتزود سكان كل القرى من خزان ثاني بسعة 500 متر مكعب بقرية تاقيطونت لتزويد أكثر من 20 تجمعا سكانيا ينحدرون من قرية بوشامة التي تحصي قرابة 9000 نسمة، حيث يعد أكبر هذه التجمعات بضمه ثمان مشاتي، منها أولاد عبد الرحمان، عين الدفلى، بورزازة، تافرت وغيرها، إلى جانب المركز الريفي منتانو الذي يضم بدوره عدة تجمعات سكانية تضم 9000 نسمة، الأمر الذي خلق تذبذبا في توزيع المياه ووصولها إلى السكان مرة كل عشرة أيام.